.

عرض المقال :واقع المهندس الفلسطيني في لبنان مرير.. وأمام خيارات صعبة

  الصفحة الرئيسية » ركـن المقالات

واقع المهندس الفلسطيني في لبنان مرير.. وأمام خيارات صعبة


المصدر: ثريا حسن زعيتر - موقع جريدة اللواء
يعيش الفلسطينيون في لبنان دائماً حالة قلق وخوف على واقعهم المرير ومستقبلهم المجهول، ليس فقط لناحية الواقع الأمني المخيف داخل مخيماتهم، إنما من حرمانهم أبسط حقوقهم في العيش الكريم في بلدٍ ولدوا وترعرعوا فيه، كل ذلك تحت فزاعة «التوطين»...
فالحكومات اللبنانية المتعاقبة، لم تعترف بحقوقهم المدنية والإنسانية والاجتماعية، وأضف على ذلك حرمانهم من حق العمل والتملّك، ما أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة مع مرور السنين...
المهندسون الفلسطينيون في لبنان جزء من هذه المعاناة، إذ أن انخراطهم على مدى سنوات في تحصيل العلم، ونيل شهادات الهندسة، اصطدم بواقع مرير، وباتت الحال اليوم بلا جدوى...
ومن أجل الحصول فقط على لقب «مهندس»، هاجر بعضهم، ولم يوفّق فعاد خائباً، والبعض الآخر حاول العمل بمرتبة أقل، ولم يتحمّل، والبعض الثالث اتجه إلى العمل كسائق «تاكسي بالأجرة»، والرابع اختار البطالة قسراً...
«لـواء صيدا والجنوب» يُسلط الضوء على واقع المهندس الفلسطيني في لبنان، ويلتقي رئيس «الاتحاد العام للمهندسين الفلسطينيين» في لبنان منعم عوض، وعدد من المهندسين العاطلين عن العمل الذين ينتظرون الفرج إشراقة كل صباح...

مهندسون.. عاطلون
واقع المهندسين الفلسطينيين في لبنان، اليوم مرير، فالمهندس يجد نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الهجرة إلى بلد غربي يحترم علمه وكفاءته، فيحصل على جنسية هذا البلد، أو إلى دول في الخليج العربي، أو يعود إلى لبنان ويبقى وضعه على ما هو عليه، وإذا وفّق بالعمل، فإنه بلا امتيازات... بلا ضمان صحي... وبلا تعويض نهاية الخدمة وسواها.
{ وأوضح المهندس منعم عوض أن «الاتحاد العام للمهندسين الفلسطينيين، هو مؤسسة من مؤسسات «منظمة التحرير الفلسطينية» ترعى شؤون المهندسين الفلسطينيين، لذلك من حق كل مهندس فلسطيني أن ينتسب إلى هذه النقابة، إذا كان حائزاً على البكالوريوس في الهندسة ويمارس المهنة على الأقل منذ سنتين، وقد بلغ عدد الأعضاء المنتسبين إلى الاتحاد 636 مهندساً، لكن عدد المهندسين المولودين ككل، سواء الموجودين في لبنان أو في الخارج هو 1300 مهندس، بينهم تقريباً 400 مهندس موزعين بين الخليج وأميركا وأفريقيا وكندا، ولكن للأسف الشديد أنشأت حركة «حماس» جسماً باسم «رابطة المهندسين الفلسطينيين» ضمت 90 مهندساً، وطلبناهم أن ينضموا إلينا والاندماج معنا، لكنهم رفضوا ذلك».
وأضاف: «المهندس الفلسطيني عاطل عن العمل فعلياً بنسبة 70%، ومن يعمل من المهندسين ليس باختصاصه، بل بمهنة أخرى مثل التدريس، وهناك عدد منهم عاطلين عن العمل لأن اختصاصاتهم لم تتوفر في سوق العمل، مثل الهندسة الكيميائية، وبشكل عام هناك مشكلة لدى المهندس الفلسطيني تتمثل بالعوائق التي تحيط به مثل: الضمانات الصحية والاجتماعية، وتعويض نهاية الخدمة التي يحصل عليها المهندس اللبناني، وكذلك المعاش إذ يتقاضى المهندس اللبناني على سبيل المثال 3 آلاف دولار، بالمقابل يتقاضى المهندس الفلسطيني نصف المبلغ - أي 1500 دولار، هذا فضلاً عن أنه ينجز عمله بشكل تام، إلا أنه يتم وضع اسم وتوقيع شخص آخر على مشروعه، وهذا الموضوع له علاقة بالسياسة اللبنانية، حيث يعامل الفلسطيني في المجالات كافة، وليس فقط المهندس، بعنصرية وحتى نكون واقعيين، عندما نطرح الموضوع على أي حزب، سواءً من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، لا نتلقى سوى الدعم المعنوي، ودائماً ما نسمع كلمة «إحنا معكم» دون أي فعل، ولكن إذا كنتم معنا فعلاً، لماذا لا تصوّتوا لنا في المجلس النيابي؟ فهناك قطبة مخفية في لبنان».
وختم المهندس عوض: «نطالب الدولة اللبنانية أن تقرّ الحقوق المدنية  للفلسطينيين، وخاصة حق العمل والتملّك، وأملنا الوحيد هو أن نعامل معاملة اللبناني، وأبسط الأمور هو الحق في تكوين عائلة، لأننا غير مجبورين أن نعيش وسط حالة القلق الدائم، والخوف على واقعنا ومستقبلنا، فقد أصبحنا من أبناء هذا الوطن، وكما علينا واجبات لنا الحق فيه كما اللبناني، ونخاف ونحرص عليه».
سائق تاكسي... بدل الهندسة
{ من مهندس إلى سائق تاكسي، هي حكاية مهندس الكيمياء نزيه شبايطة، الذي تخرّج من الاتحاد السوفياتي، وهو متزوج وله ثلاثة أولاد، ويقيم في مخيم عين الحلوة، قال: «لماذا نتعلم ونسافر ونحمل الشهادات، وليس لنا من مستقبل في هذا البلد؟! فنحن الفلسطينيون كُتب علينا القهر و«التعتير» طوال الحياة، منذ تخرّجي وأنا أبحث عن عمل باختصاصي، لكن جميع الأبواب مُقفلة بوجهي، لأنني فقط أحمل وثيقة فلسطينية... لقد قبلت بأن أعمل عاملاً صغيراً في معمل صابون كي أعيل عائلتي، لكن لم أستطع أن أنسجم بتفكير علمي بهذا العمل، فقررت الهجرة والسفر، عسى أن أجد عملاً هناك، إلا أنني عدت خائباً إلى لبنان، وقررت أخيراً أن أعمل سائق تاكسي، فليس بيدي خيار آخر، فقمت باستئجار سيارة كي أعمل عليها لأوفّر قوت يومي ومتطلبات عائلتي».
معاناة... وحسرة
{ ومعاناة نزيه شبايطة، واحدة من المعاناة التي يعيشها المهندسون الفلسطينيون، وحكاية المهندس بشير حسن، اختصاص بهندسة الكيمياء، ليست أفضل حالاً، ففي داخل أزقة مخيم عين الحلوة يقف المهندس حسن داخل محل للتسلية، وقال: «للأسف الشديد كل أحلامي وطموحي تبخّرت... فأنا تعبت وسهرت الليالي كي أحمل شهادتي، وتخرّجت وحملتها، ولكن للأسف واقع الأحلام مغاير كلياً لواقع الحياة، لم أجد أي شركة تقبلني، ببساطة جداً «لأنني فلسطيني»، وكأنه عيب...  لقد عملت فترة قصيرة في إحدى المختبرات في صيدا، إلا أنني تركت العمل، فأنا درست الكيمياء ولم أستطع أن أتحمّل، فقد قررت أن أعلق شهادتي للزينة على الحائط في المنزل، وأفتح محل ألعاب وتسلية للأولاد».
{ بينما يقلّب المهندس راشد اليوسف يديه وينظر إلى شهادته بحسرة، قال: «تخرّجت في التسعينيات من يوغسلافيا، وأحمل شهادة في هندسة الآلات الزراعية، وعدت إلى لبنان حاملاً شهادتي وأحلامي، ولكن صدمت من الواقع المرير والأليم، فنحن الفلسطينيون ليس لنا أمل في العمل هنا، حتى أبسط الحقوق المدنية، بحثت عن العمل في كثير من الشركات، ومنها شركة في منطقة صيدا، كون مهنة «الديزيل» جزء من اختصاصي، فقدّمت أوراقي فأعجبوا فيها، ولكن الكارثة كانت عندما كتبت جنسيتي «فلسطيني»، طلب مني إجازة عمل، والمعروف بأن الفلسطيني لا يحق له الحصول على هذه الإجازة، فتم رفض الطلب، وهكذا من شركة إلى أخرى حتى أنني قبلت بالعمل بإحدى الشركات في خلدة، وبالرغم من أن المعاش كان ضئيلاً جداً (200 دولار) وهو لا تكفي لأجرة الطريق، لكن المعاملة كانت سيئة لأنهم لم يعاملونني كمهندس بل أقل من عامل، فكل الأبواب مقفلة بوجهنا نحن الفلسطينيين.. لم أتزوج حتى لا أظلم معي أولادي وما زلت عاطلاً عن العمل إلى هذه اللحظة».
 « رجوع   الزوار: 1540

تاريخ الاضافة: 11-03-2015

.

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة مشاركة »

اسمك
ايميلك
تعليقك
1 + 9 = أدخل الناتج

.

جديد قسم ركـن المقالات

«الأونروا» أمام اختبار العجز والهدر

آثار قاسية يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. ممنوعون من البناء في المخيمات والتملك خارجها

«كلاوس» تؤكد على أولوية إصلاح التعليم ورفع جودة التعليم في مدارس «الأونروا»

لاعب كويتي ينسحب من بطول المبارزة العالمية في بلغاريا

الشاعر الفلسطيني ياسر الوقاد يفوز بجائزة مسابقة الكتابة الموجهة للطفل على مستوى العالم العربي 2023

القائمة الرئيسية

التاريخ - الساعة

Analog flash clock widget

تسجيل الدخول

اسم المستخدم
كـــلمــة الــمــرور
تذكرني   
تسجيل
نسيت كلمة المرور ؟

القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك

عدد الزوار

انت الزائر :288356
[يتصفح الموقع حالياً [ 69
تفاصيل المتواجدون

فلسطيننا

رام الله

حطين

مدينة القدس ... مدينة السلام

فلسطين الوطن

تصميم حسام جمعة - 70789647 | سكربت المكتبة الإسلامية 5.2

 

جميع الحقوق محفوظة لرابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان ©2013