.

عرض المقال :"نشيدٌ للنّهر البارد"

  الصفحة الرئيسية » ركـن المقالات

"نشيدٌ للنّهر البارد"

http://www.tripoliscope.com/news/wp-content/uploads/2011/02/bared.jpg

  باسل عبد العال
نُطلُّ
وفي جرحِ نهرٍ يُطلُّ علينا كوجهِ الشهيدِ ،
وحاجزِ جيشٍ يقيمُ على حافّةِ الجرحِ
بين دخولٍ وبين خروجٍ ،
ونحنُ نطلُّ على أملٍ في الوصولْ، ......
وصلْنا إلى النّهرِ
حيث يصيحُ المكانُ بنا ،
هُنا سقط النّهرُ في دمِنا ،
وعاش الشّهيدُ بقلبِ المخيّمِ
نبضُ الطريق إلى الحلمِ
يسألُ نفسهُ : كيف أموتُ بنارِ الشقيقِ؟
وينسى الشهيدُ
صُراخ الذّئابِ على النهرِ
حين يسيرُ النّزيفُ ويرتفعُ الصوتُ من شرفاتِ الهديلْ ،.....
ونحنُ بلا كفنٍ أو بلا بلدٍ في البلادِ ،
ولكنّنا نرتدي وطناً في المنامِ ،
نُحبُّ حجارة نهر الأصيلْ، ......
ونرقصُ ملء الفضاءِ ،
نقولُ الحقيقة !!
قلنا الحقيقة في حلكةِ الأرضِ ،
يوم صرخْنا وبلّل غيمُ الشوارعِ دمعُ الشوارعِ ،
نعشقُ ورد الربيعِ ،
نريدُ الحياة ورائحة البحرِ في موجةِ الذكرياتِ ،
وحين ننامُ ونشعرُ بالدفءِ في حُلمِنا ،
خلوِّ الدروبِ من الجنْدِ في ساعةِ الليلِ ،
يبقى الفقيرُ الغريبُ الضليلْ،......
يحدّثُ أحلامهُ : من حقوقِ الزّهورِ إلى شغبِ الرّيحِ ،
يبكي على ظلّهِ في المرايا ،
يُباغتُنا الموتُ في النّهرِ ثانيةً ،
فيا إخوتي ، لا تكونوا كأشواكِ من سبقوا
وافتحوا لي نوافذ حبٍّ
لكي يتنفسَ في السجنِ شعبُ السجونِ
وكونوا إلينا
لنغلق باب السبيلِ الأخيرِ من البردِ ،
يا إخوتي ، من حقوقِ السّهولِ إلى وضحِ الشمسِ
كي لا تموتَ ،
نودّعُ طفل المياهِ شهيداً ،
ونهتفُ في الماءِ ،
سيري بحريّةٍ في الجنازةِ ،
قولي لهُ : نمْ على قمحِ حلمِك عند هبوبِ الصّهيلْ ، ....
ونمْ في الحكايةِ ،
في أُهبةِ الضوءِ ،
من أجلِ باردِنا وابتسمْ ،
هكذا لم يَعُدْ في شمائلِ هذي العواصفِ ما نشتهي ،
هكذا ننتمي للهويّةِ ،
للزّعْترِ الجبليِّ ،
ونكتبُ تاريخ مجدٍ لذاك النّشيدِ الجميلْ، .....
فيا أرضنا لم نمتْ بعدُ
نحنُ هُنا ، في ظلالِ " البراكْساتِ " والقبرِ ،
في ظلِّ بحرٍ وفيٍّ
يُعانقُ فينا تراب النخيلْ ، ....
ففي كلِّ موتٍ يجيءُ
نشمُّ نِداء الرّحيلْ ، ....
ونرفعُ للفجرِ كفّ الحياةِ
نحيّي النّهار الجديد ،
لنشفى قليلاً وننسى ،
كيومٍ جريحٍ ، أسيرٍ ، قتيلْ ، ....
كنهْرٍ كئيبٍ بجانبِ روحٍ تئنُّ ،
وتنشدُ : لا تقتلونا ، ولا تنثرونا بلا سببٍ في العويلْ ، .....
لماذا سفكْت دماءِ الطّيورِ ؟
ببرْدِ الحصار وحرّ الدمارِ ،
لماذا ، لماذا نسيتَ ؟
وحين تذكّرْت أرض المعاركِ ، حين غدوت
هُناك ونحنُ عُراة، حُفاةٌ
نصلّي بدفءِ المكانِ الجديدِ ،
ونغسلُ ثوب المكان القديم ،
بكلّ الكرامةِ فينا ،
نقاومُ فوق صليبِ المنافي ،
لماذا ، لماذا قتلْت؟
حماماً يتيماً ، وعشّاً وحقلا ،
فماذا اقترفنا من الليلِ ؟ ماذا أسأْنا ؟
فمازال فينا ،
بقايا البقاء الأخيرِ ،
فنحيا ، ونحيا ،
فدعْنا نغنِّ لميلادِ فجرٍ ،
فها أنت شئْتَ وها نحنُ شئْنا ،
نريدُ الدّخول إلى البيتِ مثل الطّيورِ بأجنحةِ الرّيحِ ،
كلُّ الفصولْ ، ....
بنومٍ ضئيلٍ ونجمٍ عليلْ ،.....
نحاولُ فكّ المعاني بدمّ القصيدةِ
نفرحُ ، نغضبُ ،
نبصِرُ شكل الخيام تنامُ على كتفِ النّهرِ
ترقصُ في وترِ البرقِ ،
قرب الحواجزِ ملء انتظارٍ طويلٍ ،
طويلٍ ، طويلْ ،......
 « رجوع   الزوار: 1444

تاريخ الاضافة: 17-02-2013

.

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة مشاركة »

اسمك
ايميلك
تعليقك
3 + 4 = أدخل الناتج

.

جديد قسم ركـن المقالات

«الأونروا» أمام اختبار العجز والهدر

آثار قاسية يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. ممنوعون من البناء في المخيمات والتملك خارجها

«كلاوس» تؤكد على أولوية إصلاح التعليم ورفع جودة التعليم في مدارس «الأونروا»

لاعب كويتي ينسحب من بطول المبارزة العالمية في بلغاريا

الشاعر الفلسطيني ياسر الوقاد يفوز بجائزة مسابقة الكتابة الموجهة للطفل على مستوى العالم العربي 2023

القائمة الرئيسية

التاريخ - الساعة

Analog flash clock widget

تسجيل الدخول

اسم المستخدم
كـــلمــة الــمــرور
تذكرني   
تسجيل
نسيت كلمة المرور ؟

القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك

عدد الزوار

انت الزائر :287653
[يتصفح الموقع حالياً [ 113
تفاصيل المتواجدون

فلسطيننا

رام الله

حطين

مدينة القدس ... مدينة السلام

فلسطين الوطن

تصميم حسام جمعة - 70789647 | سكربت المكتبة الإسلامية 5.2

 

جميع الحقوق محفوظة لرابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان ©2013