في وقتٍ يُضخّم فيه الإعلام اللبناني الأحداث الأمنية والاغتيالات في مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان وغيره من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين على الأراضي اللبنانية، تراه يتجاهل أحداثاً أخرى ذات طابع إنساني واجتماعي وهي أحقّ أن تكون تحت الأضواء ولو لبرهة...
فمع أزمة تجمع "الشبريحا" للاجئين الفلسطينيين في منطقة العباسية جنوبي لبنان، يواجه نحو 50 منزلاً فلسطينياً مصير التشرّد من منازلهم الواقعة في التجمع تحت ذريعة بناء أوتستراد يربط المدن اللبنانية بعضها ببعض خدمةً "للمصلحة العامة للشعب"..
تلك "المصلحة العامة" التي استدعت بلدية العباسية لتجديد قرارها ببناء الأوتوستراد لتسهيل تنقّل الحافلات- المحملة بالنفط المنوي استخراجه من الجنوب- بين المناطق والمدن اللبنانية، لم تستدعِ إلاّ القليل من الصحفيين اللبنانيين لمواكبة مآلات هذه الأزمة الإنسانية والاجتماعية التي ستحمل عبئاً آخر على الفلسطينيين.
الصحفية اللبنانية سلوى فاضل، تقول في حديثها مع شبكة العودة الإخبارية «أعتقد أنّ وسائل الإعلام اللبناني لم تعطِ لموضوع الشبريحا حقه.. لذلك واجبٌ على كلّ لبناني أن يتكلّم عن أيّ ملف يتعلق باللاجئين كونهم يعيشون معنا وبيننا، خاصةً في ما يتعلّق بقضية "الشبريحا" كونها منطقة مشتركة بين الفلسطينيين واللبنانيين والمعاناة واحدة».
تهميشٌ متعمّد..
هذا التهميش المتعمّد الذي يواجهه الفلسطينيون في لبنان من قبل وسائل الإعلام اللبنانية لم يدفعهم إلاّ ليكونوا أكثر وعيٍ لما قد يواجهونه من صعاب. فمنذ نحو شهر نجح نشطاء وصحفيون فلسطينيون بالوقوف في وجه إقامة الجدار العازل حول مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا، واليوم يجد اللاجئون أنفسهم أمام مسؤوليةٍ أخرى تقتضي المواجهة.
يقول الإعلامي الفلسطيني والناشط في تجمع الشبربحا عبد المجيد عوض، لشبكتنا «منذ بدء أزمة التجمع ونحن نقوم بالتواصل مع وسائل الإعلام المختلفة، وقد وجدنا أنّ الإعلام الفلسطيني يعمل ما بوسعه من أجل طرح الأزمة على الرأي العام، ولكن لم يصل بعد إلى هذا الهدف، والمطلوب منه اليوم جعل هذه الازمة قضية رأي عام».
أمّا في ما يتعلّق بالإعلام اللبناني يضيف عوض «للأسف لمسنا أنّ الإعلام اللبناني يتصرّف كأنّه لا تعنيه مثل هكذا معاناة. فكل ما نخشاه في تجمع الشبريحا أن يتحول الإعلام اللبناني في الفترة المقبلة إلى طرفٍ في هذه الأزمة».
وفي ميدانٍ آخر، يحاول الفلسطينيون في لبنان من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أن ينشطوا دفاعاً عن حقوق اللاجئين في تجمع الشبريحا، لتكون تلك القضية أولى أولوياتهم في المنشورات علّها تصل إلى أولياء أمور الدولة اللبنانية ووسائل إعلامه كدعوةٍ لزيارة تجمع الشبربحا والاطلاع على معاناة أهله.. فهم يشجّعون أيّ مشروع تطويري على أرض لبنان مقابل أن لا يكون عبئاً آخر يحرمهم ما تبقى من حقوقهم..
المصدر: شبكة العودة الإخبارية
