وقال الأكاديمي الصيني دونغ يي إن الهدف من برنامج التعليم المستمر لكبار السن هو تنمية قدرات شريحة المسنين التي تمثل نحو 15% من تعداد السكان.
وأضاف "أن فتح المجال أمام هذه النسبة الكبيرة والمهمشة داخل المجتمع الصيني للانخراط في التعلم والدراسة، من شأنه أن يدفع باتجاه تعزيز التنمية الاجتماعية التي تحدثت عنها الحكومة الصينية في أكثر من مناسبة".
واعتبر يي في حديثه للجزيرة نت أن ذلك "يندرج في إطار خطة حكومية كبرى تستهدف نقل حوالي ثلاثمئة مليون نسمة من الأرياف إلى المدن بحلول عام 2020.
وذكر أن نسبة كبيرة من القرويين من كبار السن، "وبالتالي فإن توسيع دائرة الاستيعاب لتشمل هذه الفئة تحل العديد من المعضلات التي يأتي في مقدمتها القدرة على التأقلم والتعايش مع طبيعة الحياة المدنية".
وتابع أن برنامج التعليم المستمر ينسجم مع رغبة المسنين الفطرية -على حد قوله- في استئناف تحصيلهم العلمي، حين يشعرون بأنهم أدوا واجبهم على أكمل وجه تجاه أبنائهم وأحفادهم، وأنه آن الأوان للالتفات إلى أنفسهم.
ويرى مراقبون أن مثل هذه البرامج الأكاديمية التي تمولها الحكومة لتعليم المسنين تحمل مقاصد غير نبيلة تتمثل في استغلال هذه الشريحة من المجتمع الصيني لتوظيفها في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز القوة العاملة.
وتساءل ناشطون ومغردون إن كانت الحكومة حريصة حقا على حياة المسنين وتطوير قدراتهم، فلماذا لا تستثمر هذه البرامج والأموال في استيعاب مئات الآلاف من العجزة الصينيين المشردين في الشوارع دون ملجأ أو مأوى؟
وتشير التقديرات الصينية إلى احتمال أن تصل أعداد المواطنين الذين تتجاوز أعمارهم ستين عاما إلى نحو 240 مليون نسمة بحلول عام 2020، أي ما يمثل نحو 17% من تعداد السكان في الصين.
وكانت اللجنة الوطنية الصينية للصحة وتنظيم الأسرة قد ذكرت في وقت سابق أن نحو 75% من المسنين الصينيين يعانون أمراضا مزمنة، وأن تلك الأمراض مسؤولة عن أكثر من 85% من إجمالي الوفيات في الصين.
المصدر : الجزيرة