بقلم: د. أحمد عبد الهادي
إن مجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبها العدو الصهيوني وعملاؤه - والتي نعيش ذكراها الأليمة اليوم - بحق شعبنا الفلسطيني في لبنان، وذهب ضحيتها عددٌ كبيرٌ من الشهداء، عدا عن كونها عملاً دموياً وحشياً همجياً بربرياً، فإنها نُفِذت كحلقة في سلسلة عملياتِ الاستهداف المتواصل لإرادة وعزيمة الشعب الفلسطيني، وتمسكه بهويته وحقه في العودة إلى فلسطين، وبالتالي فهي استهدافٌ لقضية اللاجئين، مثلُها مثل باقي الحلقات التي شملت مجزرة تل الزعتر والدكوانة وجسر الباشا، ومجزرة شطب مخيم النبطية، ومحاولة إنهاء مخيم نهر البارد ومخيم عين الحلوة بغض النظر عن السياقات والأسباب، والسلسلة تطول وتطول معها عينات ونماذج استهداف حق العودة وقضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حتى يومنا هذا وبأشكال مختلفة.
وعليه، فجيدٌ التذكير بهذه المناسبة المشؤومة، ولكنَّ الأجود هو أن نتكاتف نحن اللاجئين في لبنان، ونحافظ على وحدتنا وننطلق منها في مواجهة كل المشاريع التي تستهدف قضيتنا وثوابتنا، وشعبُنا في لبنان أثبت أنه على قدر المسؤولية، وقادر على تحقيق ذلك، كما فعل خلال سِني كفاحه ونضاله الطويلة في لبنان.
وعلى القيادة الفلسطينية الموحدة في لبنان واجب استثمار كفاءات ومقدرات الشعب الفلسطيني الاستراتيجية في لبنان، لصالح تحقيق مشروعه المتمثل بالمحافظة على حق العودة، وانجاز حقوقه المدنية والانسانية والاجتماعية والعيش بكرامة حتى يعود إلى أرضه في إطار صيغة شاملة وسليمة للعلاقة اللبنانية الفلسطينية، مع قيامه بحق الضيافة تجاه أشقائنا المضيفين في احترام سيادة لبنان، والمساهمة في المحافظة على السلم الأهلي فيه.
رحم الله شهداء صبرا وشاتيلا وكل شهدائنا على طريق المقاومة والتمسك بالحقوق حتى التحرير والعودة.
