كالة القدس للأنباء - خاص
قصص معاناة الفلسطيني في لبنان مع الاستشفاء تزداد يوماً بعد يوم، بعد تقليصات "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا" في هذا المجال ومجالات أخرى، فقد توفي بعض المرضى أمام المستشفيات وآخر لم يستطع دفع نفقات الاستشفاء فأحرق نفسه، وثالث احتجز داخل المستشفى حتى يتم تسديد فاتورته التي لا يملك منها شيئاً.
من بين هذه الحالات، ما حصل مع محمد قاسم نايف، أب لثلاثة توائم (بنتان وصبي), ولدوا قبل أوانهم وأوضاعهم تستدعي عناية خاصة. يروي نايف قصة توائمه وما حصل لهم في المستشفى، فيقول في الساعة الثالثة فجراً أصيبت ابنته لين البالغة من العمر ثمانية أشهر بحالة إسهال واستفراغ، فذهب بها إلى مستشفى بلسم وأخبرهم بحالتها، فتم تحويلها إلى المستشفى الإيطالي، وهناك عندما طلبوا منه تقريراً حول حالتها الصحية ليتم استقبالها في المستشفى، فاستدان 100 الف ليرة لبنانية لتأمين الدخول إلى المستشفى، ولكن طلبوا منه إجراء فحوصات لها، فقال لهم لا أملك ثمن أي علاج، وهي على نفقة الأونروا، وهو قام بدفع تأمين لحين تأمين التحويل، فعلقوا المصل لها فقط، وأوقفوا باقي العلاج حتى يتم تأمين التكاليف.
وأضاف: "في اليوم الثاني تعب الولدان الآخران، فذهب بهم إلى المستشفى المذكور فلم يستقبلوهم، فاتصال بمدير منطقة صور فوزي كساب، فقال ما الذي نقدر أن نفعله. وعند الساعة التاسعة ذهب إلى المستشفى، وبعد الاتصالات من اللجان والفصائل بإدارة المستشفى، تم استقبالهم في المستشفى. وأكد نايف أنه عندما أراد إخراجهم من المستشفى، طلب أن يقابل مدير المستشفى صدر داوود، لمناقشة التكاليف، فقالت المحاسبة إنها لا تستطيع التخفيض من المبلغ، فطلب إخراجهم، فأجابوه أن الاولاد محجوزين حتى يدفع تكاليف العلاج، فاتصل بكساب وطلب منه حل مشكلة الأولاد.
ولفت إلى أن الأولاد الثلاثة يعانون نفس المشكلة الصحية، وهم بحاجة إلى أوكسجين يومياً عبر أمبوب يتم شراءه، بينما تمر أيام عليه لا يستطيع شراء هذا الأوكسجين، فيضطر إلى توقيف العلاج عنهم.
ورأى نايف أن كل ما يراد من وراء هذا الفعل هو التهجير، لأن كل واحد منا بات يفكر في السفر والهجرة، كما أصبحنا أمام ثلاثة خيارات نتيجة هذه القرارات من الأونروا، إما الموت في البيت، وإما على أبواب المستشفيات، أو الهجرة والموت في البحار، وكلها بالتالي تؤدي إلى الموت.
وطالب جميع المؤسسات أن تكون إلى جانب الشعب الفلسطيني لتقديم المساعدة له كما يجب، داعياً الأونروا إلى التراجع عن قراراتها الظالمة بحقنا. وأشار نايف إلى أنه ذهب إلى وزارة الصحة اللبنانية، وقابل أحد الموظفين هناك، وأخبره أنه والد التوائم الثلاثة، ويريد حلاً لمشكلة أولاده عند دخولهم لأي مستشفى, ولكنه لم يصل إلى نتيجة، الا القول عندما تريد أن تدخلهم إلى أي مستشفى وتواجه مشاكل اتصل بنا.