من الناصرة وأم الفحم وعكا وحيفا والمثلث ويافا، تواصل النساء الممنوعات من دخول المسجد الأقصى من قبل قوات الاحتلال - (نساء القائمة الذهبية) - تواجدهن اليومي في طريق باب حطة بالبلدة القديمة في القدس المحتلة، رغم هطول الأمطار والأجواء الباردة في المدينة؛ متحديات سياسة الاحتلال "الإسرائيلي" في تهويدها للمسجد الأقصى.
في حيّز المسجد الأقصى بكلمتي التوحيد (الله أكبر، ولا إله إلا الله)، تعلو أصواتُهن كلما مرَّ بهنّ فوجٌ سياحي أو جماعة مستوطنين أرادوا أن يدنسوا المسرى ويظهروه بوجهٍ غير وجهه الحقيقي، وإذا ما تفردنَّ بأنفسهنّْ قليلاً سَعيّن في مناكبِ ساحاته بين تنظيفٍ وترتيبٍ للمرافق وعناية بآثارها الإسلامية، ومن ثمَّ تحطن كما الفراشات على الأزهار تلعق رحيقها على مصاطب فتلتحقنّ بدروس الفقه والقرآن، فتتعمق صلتهن بالأقصى ويتعاظم الاستعداد لديهن لحمايته والدفاع عنه تضحيةً بالدماء والمهج.
وبين إصرارهن على إحياء المسجد الأقصى والتواجد في محيطه، وبين مواصلتهن دراسة الفقه والتجويد وتلاوة وحفظ القرآن الكريم؛ ابتلت ملابسهن بالمياه، واحتمين بالمحلات التجارية وجلسن على درجاتها رغم برودة الطقس.
إرادة وتصميم
إحدى النساء الممنوعات من دخول المسجد الأقصى عايدة صيداوي تقول: إنه "رغم الشتاء والبرد إلا أن ذلك يهون في سبيل المسجد الأقصى، ولن نتخلى عنه طوال فصول السنة حتى لو تساقطت الثلوج سنبقى نتواجد حوله".
وتضيف في حديثها للمركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى "كيوبرس"، "هجرتنا لله تعالى الذي يمدنا بالقوة و الصبر والاحتمال، وربنا لن يخذلنا لأن نيتنا الدفاع عن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني المسجدين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم".
من ناحيتها تقول أم محمد إحدى النساء الممنوعات من دخول المسجد الأقصى، إنها حاولت الدخول من باب الملك فيصل، إلا أن عناصر الاحتلال لم يسمحوا لها بالدخول، رغم الطقس الماطر ومرضها، وعمموا اسمها وأوصافها على بقية الأبواب، ليحولوا دون دخولها المسجد، كما حاولت مجموعة من النساء دخول الأقصى من بوابات أخرى وتم منعهن.
وأضافت، "رغم اعتقالي في العام الماضي وإبعادي عن المسجد الأقصى 18 يوما، وإصابتي بعيار مطاطي في ذراعي، إلا أني ما زلت أتواجد في محيط المسجد".
وقالت أم إسماعيل (55 عاما): "لا يوجد أصعب من أن يمنع الإنسان من دخول بيت الله سبحانه وتعالى، لأن راحتنا لا نجدها إلا في بيت الله، وعندما أمنع من دخوله أشعر أني محرومة من كل شيء".
وأضافت: "يحرمني الاحتلال من أبسط حقوقي، فمن حقي أن أصلي في مسجدي وتعلم الفقه وأحكام التجويد والقرآن الكريم، ولا يوجد أي ديانة سماوية تمنع دخول المسلم لمسجده".
وتابعت، "أنا المسلمة أحق بدخول المسجد الأٌقصى من المستوطنين الذين يقتحمونه ويدنسونه ويحاولون أداء طقوسهم التلمودية في ساحاته، هذا بيت الله فقط للمسلمين وحدهم".
وأوضحت أم إسماعيل أنه رغم إصابتها بالتهاب في المفاصل ومشاكل في القلب، وتعرضها وكافة النساء للضرب والاعتقال والإصابة والإبعاد صيف شتاء، إلا أن ذلك لن يثنيها عن التواجد اليومي في محيطه، بل يزيدها إصرارا وتمسكا بمسجدها الأقصى.
وأشارت إلى أنها تربي أولادها وأحفادها على حب المسجد الأقصى والتمسك به، ووجهت صرختها لكافة المسلمين بضرورة التوافد إليه في ظل الهجمة التي يتعرض لها من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين.
وختمت حديثها قائلة: "يفتح المسجد الأقصى أبوابه لكافة المسلمين، يقول لهم تعالوا وصلوا داخلي، حتى لا تخسروني".
وما زالت قوات الاحتلال تضع قائمة على بوابات المسجد الأقصى سميت بـ"القائمة الذهبية"، تضم أسماء النساء الممنوعات من دخول المسجد الأقصى منذ 4 شهور متواصلة، حيث منعت في البداية 20 سيدة ثم 40، وحاليا تمنع نحو 60 سيدة من دخول المسجد الأقصى دون أي مبرر أو مسوغ قانوني.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام