.

عرض المقال :سِربُ الحَمامِ الحَزين

  الصفحة الرئيسية » ركـن المقالات

سِربُ الحَمامِ الحَزين

http://www.fares9.net/vb4/imgcache/11299.imgcache.bmp

هُنا..
في البقيعِ الجَديدِ
ينامُ التُرابُ رَطيباً
على الساكِنين.
أفتشُ.. أبحثُ.. أصرخُ
أياااااااااااااا بعضَ عُمري
تأسيتُ مِنكِ الوَداعَ
أما قلتِ نَبقى على العَهدِ
فإمّا سَويّاً نُعانِقُ ما تَشتهينا البُروجُ
وإمّا سَويّاً نُغادرُ بُرجَ الحَمام..
فَكيفَ ابتَعدتِ.؟

أياااااااااااا ساكني هذي البِطاحَ
وهذا التُراب
فَقَدتُ حَبيبي
فَأيّ التُراب يَضخّ التَراتيلَ شَدواً
هنا..!
أم هناكَ..؟

أفتشُ بينَ الخَلايا
خلايايَ..
أسأَلُ:
هل يا مُنايَ استَبقتِ الغِياب..؟
وَكيفَ سَأحيا وَحيداً.؟
ومَن يا رفيقةَ عُمري سَيغزِلُ من سُدّةِ الريحِ
صَدراً يُداوي شُجوني
ومَن عِندما يَكتويني الفُراقُ
سَيمسحُ عن وَجنتيَّ الدُموع
وأينَ أُقيم..!؟

صَحوتُ قَديماً عَلى صَدركِ المَرمَريّ
فَصارَ سَريري
وَعرشي
أُعاني مِن البَرد
مَن يَحجُبُ البَردَ عَني..؟
وكيفَ سَأهطُلُ وَحدي
وَما مِن جَناح
يُهادِنُ عَصفَ الرِياح..!
وَكيفَ ألامِسُ نَبضَ النَديّاتِ لَولا سَجاياكِ
وَكيفَ سَأصنَعُ مِن ناشِزاتِ النُجومِ
النَدى..
وَكنتُ بِهَمسِكِ أسمَعُ خَفقَ الهَديل
فأينَ يَنامُ الحَمامُ، وَقد فارَقَ العُشّ شَدو النَغم.

أيا من وَهبتُ لِسحرِ شَذاها عُطوري
وَنوري
وََقَلبي..
وَوحشَةَ دَربي
وَغُربةَ عُمري
تَغيبين..
يَغيبُ ضِياءُ القَمر
فَأمشي يَتيماً
كَأنّي.. أُفارِقُ "ما زِلتُ" ظِلَّّ الوَطَن
وَجدرانَ بَيتي
وَطينَ الحَواري..

سَأذكُرُ يَومَ التَقيتُ النَسيمَ
ولامَستُ سِحرَ الغُيوم
رَأيتُ الزَغاليلَ تَأوي إليكِ
تُساكِنُ في وَحشَةِ الليلِ صَدراً
يَشعُّ بَياضاً
فَطابَ مَقامي.

مِن بينِ عَينيكِ هَلَّ الصَباحُ
نَهارٌ جَديد
لِيمسَحَ مِن مُفرداتِ التَشفّي
دُهوراً مِن القَهر..
كَم أتعَبتني

أُحدّثُ نَفسي:
وقد أنهَكتني الرَتابَةُ صَيداً لأسماكِ بَحرٍ غَريب
لماذا النَوارِسُ لا تَستَطيع اصطيادَ البَلابلِ.؟
تَعشَقُ رَغمَ النَوائِب شُطآنَها
لِماذا تُسافِرُ كُلَّ النَهارِ
وَعِندَ المَساءِ تَعود.؟
حَلّقتُ كَي تَشتَهيني الغُيوم
نَسَلتُكِ مِن قاصِياتِ النُجوم
قلتِ: فَديتُكَ عُمري،
تَعالَ إليّ..
فَجِئتُكِ مِثل هُبوبِ النَوارسِ لَونَاً جَديداً
وَما أن أطَلّّ الصَباح
هَطَلنا
على شاطِئٍ مِن حَرير

عَلى الهُدبِ أنصُبُ خَيمَةَ قَشٍّ لَنا
كَي نُقيم
وَنَبني بِسَعفِ النخيل
بُيوتاً..
وَنُطلِقُ سِربَ الحَمام
بُروجاً.. بُروجاً
كُواراتُ دِفءٍ
لَها كَي تَنام
ونَحلمُ.. نَرسُمُ.. نَكتبُ
إنَّ المَقامَ
إذا ما تَغشّى الظِلالَ، الشَجنْ
سَيُمسي وَطَن
فَكيفَ استَبقتِ الغِياب.؟
وَمن حَطَّ في صَدركِ البِكر ذاكَ اللهيب.؟
خُذي مِن مُقلتيَّ المَطافي
خُذي كُلّ عُمري
خُذيّ..!
أو خُذيني إليكِ
لِنبقى نَعيش الحِكايات
نُشيّدُ مِن لَحمِنا
فَوقَ هذا التُرابِ "البقيعِ" الجَديد
سِوارَ الوَطَن
لِنَبقى مَعاً..

سَأروي حِكاياتِ عُمري الشَقيّ:
غَريباً أفَتشُ أرضَ الزُحامِ العَجيب
نادَيتُ
ما مِن مُجيب
فَقبّلتُ حَتى التُراب
أشُمُّ الحَصِيّات
عَلّي أُلاقي عَليها نِداءَ الحَبيب
وَعندَ المَساء
عَجوزٌ غَريب
يُنادي.. يَقول:
ـ أفارَقتَ.؟
قلتُ: بَلى
ـ حَبيباً.!
ـ وَأيُّ حَبيب.!؟

أفتِشُ عَن مُهجَةٍ تَحتَويني
وَصَدرٍ يُعمُّرُ ما راحَ مِني
وقَلبٍ يَضُّخُ مَراياهُ فِيَّ
فَكيفَ أُلاقي حَبيباً كَمِثل حَبيبي.!؟
سَأزرَعُ في رُكنِ هذا البَقيعِ
بَقايايَ
أُلوِّنُ هذا التُرابَ بِلونِ البَنَفسج
وَأرقُبُ يَوماً قَريباً
أُلاقيكِ فيهِ
وَنبقى عَلى العَهدَ
فَرضاً سَويّاً
فَلا تَترُكيني.
 « رجوع   الزوار: 1413

تاريخ الاضافة: 17-12-2011

.

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة مشاركة »

اسمك
ايميلك
تعليقك
3 + 4 = أدخل الناتج

.

جديد قسم ركـن المقالات

«الأونروا» أمام اختبار العجز والهدر

آثار قاسية يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. ممنوعون من البناء في المخيمات والتملك خارجها

«كلاوس» تؤكد على أولوية إصلاح التعليم ورفع جودة التعليم في مدارس «الأونروا»

لاعب كويتي ينسحب من بطول المبارزة العالمية في بلغاريا

الشاعر الفلسطيني ياسر الوقاد يفوز بجائزة مسابقة الكتابة الموجهة للطفل على مستوى العالم العربي 2023

القائمة الرئيسية

التاريخ - الساعة

Analog flash clock widget

تسجيل الدخول

اسم المستخدم
كـــلمــة الــمــرور
تذكرني   
تسجيل
نسيت كلمة المرور ؟

القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك

عدد الزوار

انت الزائر :288772
[يتصفح الموقع حالياً [ 60
تفاصيل المتواجدون

فلسطيننا

رام الله

حطين

مدينة القدس ... مدينة السلام

فلسطين الوطن

تصميم حسام جمعة - 70789647 | سكربت المكتبة الإسلامية 5.2

 

جميع الحقوق محفوظة لرابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان ©2013