الأستاذ كامل عبد الكريم كزبر
نعم إنهم مسؤولون يوم لا ينفع الندم إلا من أتي الله بقلب سليم والقلب السليم إمارة القبول عند رب العباد، فكل مرب ومعلم مسؤول مسؤولية كبيرة أمام الله تعالى، فهل أنت مستعد أيها المربي لهذا التحدي العظيم؟
هل تمثلت بأخلاق نبيك الكريم في تعاملك مع تلاميذك فصبرت على الضعيف وأخذت بيده؟
هل تجاوزت وعفوت عمن أساء إليك؟
هل دعوت لهم في ليلك ونهارك بالهداية والتوفيق؟
هل تعلم أنك ستقف يوم القيامة وتسأل عنهم؟
أيها المربي الحبيب ليس التعليم وظيفة وحسب كما يتعامل الكثيرون معها... إنما هي أمانة عظيمة حملها كل معلم وهو لا يدري عظم ما حُمل من مسؤولية، وتزداد دوائر المسؤولية كلما مرت سنون العمر وزاد عدد الطلبة الذين مروا بحياة كل معلم... كان الله في عونك... ولست أريد هنا أن أحمل المعلم زيادة على أعبائه، بقدر ما أريد أن أذكر نفسي وكل معلم بأن التعليم مسؤولية وأمانة، تلك الأمانة التي نزلت من قلوب الرجال بعد أن نأت عن حملها الجبال. فهل سبق لك، أيها المعلم المربي أن سألت نفسك ماذا فعلت لتنجو من سؤال العليم الخبير، فالله وحده الذي يعلم ماذا قدمت وما أخرت، فيعلم من كان مخلصاً في عطائه ومن كان غير ذلك، فأهمل وقصر في رسالته أو استغل حاجة طلبته للتعلم وحوّل مهنته مصدراً لكسب المال وحسب، فترى بعض المعلمين يتعمدون التقصير من عطائهم في سبيل دفع طلبتهم نحوهم لطلب الدروس الخصوصية، أو اللجوء للمعاهد.
أيام قليلة... منا من بدأ ومنا من سيبدأ عامه الدراسي، ولعل هذه الكلمات تكون فرصة لكل معلم إن كان محسناً أن يستمر في إحسانه وإن كان مسيئاً أو مقصراً أن يتوب إلى الله ويعقد العزم على الإخلاص في تدريسه وبذل ما بوسعه لتطوير أدائه.
أيها المربي الكريم.
تذكر أنك صاحب رسالة وفقك الله وأعانك والله تعالى سيسألك عما قدمت وليس عن نتائج ما قدمت فكثير منا يبرر تقصيره بنتائج الأمور، ورب العزة يقول: ﴿ليس عليك هداهم﴾ ولكن ﴿ادع إلى سبيل ربك﴾.
نسأل الله السداد والإخلاص في العمل والتوفيق في عامنا الدراسي الجديد، وكل عام وأنتم بخير.
