.

عرض المقال :ماذا تقول اللوحات التي رسمها الشيخ رائد صلاح داخل سجنه البريطاني؟!

  الصفحة الرئيسية » ركـن المقالات

ماذا تقول اللوحات التي رسمها الشيخ رائد صلاح داخل سجنه البريطاني؟!

http://www.pls48.net/upload/upload/2011/7/21072011/5F4E66CA.jpg

لا شك أن الوسائل التي يحاول الإنسان التعبير من خلالها هي متنوعة ومتعددة ، وعند الحديث عن التعبير يقفز للذهن مباشرة السؤال التالي ، ما معنى التعبير ؟ أليس هو إبراز المشاعر والأفكار والرؤية تجاه الأشياء والأحداث ؟ هذا يشير إلى أن من يمارس التعبير فإنه إنما يعبر عن مشاعره الخاصة وافكاره الشخصية ورؤية الذاتية دون الناس ،بالتالي فهو يقوم بتسليط الضوء على شخصيته ، ويكشف مكنوناتها ، ويفصح عن مزاياها ويميط اللثام عن مجاهلها بالنسبة لمن تصلهم الرسالة ، وإذا كان التعبير هو كشف وإفصاح وتجلية لحقيقة مكنون الذات الإنسانية ، فإن الوسائل المتاحة لممارسة هذا التعبير تتسع وتتشعب ، فتبدأ بالكلام وتمر بريشة الرسم ولا تنتهي بالإشارة ، بالنسبة لرائد صلاح فقد أبدع في استخدام وسائل التعبير على كثرتها ، فهو صاحب قضية ولدية همة عالية وجلد لا تحده العوائق وإصرار على تبليغ الرسالة التي يؤمن بها ، ففي الخطابة المنبرية والعامة فذو باع طويل ، وفي كتابة المقالات الطوال فله سجل حافل ، وفي الحراك الميداني متعدد الساحات والأبعاد ، فيشهد له القاصي والداني ، اليوم نحن نقف امام حالة فريدة من محاولات تبليغ الرسالة ، عبر الرسم ، فإذا حيل بينه وبين الناس بالسجن ، وبينه وبين ممارسة مهامة في تبليغ رسالته بوضع القيود في معصميه، فإنه يستطيع أن يواصل مهمة التبليغ عبر الريشة والورقة ، رسومات جميلة فيها من المعاني والإشارات التي لا تخفى على لبيب .

http://www.pls48.net/upload/upload/2011/7/21072011/C995C934.jpg

ماذا تعني النخلات الشامخات هنا ؟ وماذا عن نفسية الشخص الذي يرسم مثل هذه اللوحة وهو غريب بعيد سجين ؟ وهل أثر السجن في نفسية من وقع ضحية للتآمر الدولي عليه ؟ الناظر للنخلة هنا يدرك الجواب ، فالسجن لا ينال من عزيمة الرجال كما لا تنال الرياح من قامات النخيل ، فماذا عساكم فاعلون برائد اليوم ، فإذا كانت جنة ابن تيمية الدمشقي في صدره ، فإنها ستدخل معه السجن إذا وضعه الظالمون فيه ، فتبدد ظلمته وتزيل قيوده ، وتستحيل محنته منحة ، لكن أي جنة تلك التي تسكن قلب رائد المقدسي ، وأي أمل يطبع روحة الثائرة وهمته الوثابة ؟ وأي سجن ذاك الذي يستطيع أن يفل عزمه ويكسر شوكته ؟ سلوا النخلة وأصيخوا السمع يأتيكم الجواب .. ما أبلغه!، ما أقصر زنازين الظلمة !، وما أطول قامة رائد المقدسي ، إنها تضاهي قامات النخيل الباسقة، فهي لا تنكسر ، بل عصية على الإنحناء ، وفوق ذلك هي مثقلة بالثمر ، مشحونة بالخير مرصودة للعطاء .

http://www.pls48.net/upload/upload/2011/7/21072011/303D4BB6.jpg

عندما يسود الظلم والبغي ، يلاحَقُ العدل ، وعندما يحكم غراب البين ، توضع حمائم السلام داخل السجون وتغلها الأصفاد ، وحتى لا تدول صولة المعتدي القائمة على أسس من التضليل والخداع والكذب والإفك ، وجب أن يغيب صاحب الرسالة فلا يمنح فرصة الحديث كي لا يهدد واقع الزيف والتزوير ، ما أنا إلا حمامة سلام وحب وأمل أرجو بثها في العالمين ، رسالتنا لا تحدها قيود ولا سدود ولا حدود ولا ألوان ولا أعراق ولا أجناس ، ما نحن إلا رحمة للعالمين ، نحن مشفقون على الناس بكل تلاوينهم ، وهم جميعا هدف لرسالتنا السامية ، هكذا قال رائد المقدسي مخاطبا ضمير العالم إن بقي له ضمير ، لست عنترة ابن شداد صاحب السيف الصارم ، والغارة الماحقة ،والعدوة الساحقة ، فلماذا رجفت إليتا نتنياهو عندما نزلت مدينة الضباب ، كما رجفت أطراف إليتا عمارة عندما قابل عنترة وجها لوجه ؟

http://www.pls48.net/upload/upload/2011/7/21072011/7192945C.jpg

لن تتساقط جدران المسجد، ولن تتناثر حجارته، ولن تموت الرسالة التي يمثلها ، مهما ادلهمت الخطوب من حوله ،وتزايد المكر له من فوقه ومن تحته ومن أسفل قواعده ، لأن سنن الخالق التي فرضها على خلقه وعلى الحياة كلها تقتضي أن يبقى هذا الدين ما بقي الليل والنهار ، فيا مسجدي حسن بيك والمحمودية (يافا) ويا مسجد الإستقلال (حيفا) ويا مسجد الجزار (عكا) لا تملوا انتظار أسد بن الفرات يمخر عباب البحر تجاهكم مخلصا ومحررا ، دققوا النظر جيدا في الأمواج البعيدة ، فقد تروا ملامح الفارس المغوار تتشكل من بعيد مهمهما ومزمجرا ، نظره نحوكم شاخص ، ويده قابضة على الهلال المنزوع من فوق مآذنكم ليعيده لموضعه الأول ، فأيكم سيسبق بالبشرى للمسجد الأقصى؟
http://www.pls48.net/upload/upload/2011/7/21072011/51C96E10.jpg
يا إمي الحنونة يا إمي لا تبكي علينا) ، نعم يا أماه الحقيقية ، فنحن لا تهزنا السجون ولا ترهقنا القيود ، لأن فيها فسحة من وقت نختلي بها مع محبوبنا الأول ، لا تذرفي الدمع أماه لأنه لو قدر لك أن تسمعي وشوشات طيور الفجر كل صباح في حواري أم الفحم بل أم النور لسمعتيها تنشد (رائد يا أصدقائي كان رمزا للفداء حمل الهم صبيا ومشى تحت اللواء) ، أما أنت يا أمنا المجازية والإعتبارية (فلسطين) ، فكفكفي دمعك حقا فإنه لم يبق لطلوع الفجر سوى سويعات قليلة ، عندها سيزول الظلام وستبيد جيوشه المنكرة ، لا بل إن شمس حريتك هو أقرب بكثير مما يظنه البعض ،ولو أنك التفت قليلا ذات اليمين أو ذات الشمال لرأيت بأم العين خيوط شمس الخلاص المتدفقة كنهر ذهبي رائق.
وإن غرقت مراكبنا ، فستبقى راياتنا محلقة، ولو حاصرتنا أمواج بحر الظلم والعدوان فلن نقيل ولن نستقيل ، سنبقى على العهد ، وسنتشبث بالطريق الذي عرفنا ، لن تثنينا الصعاب ولن تعيقنا التحديات ، صابرين ثابتين محتسبين ، وستبقى راياتنا مرفوعة في الآفاق ، تعانق نسائم الفجر وخيوط شمس الضحى ... ولن تسقط ، وكيف تسقط ؟ وقلاعنا شامخة ! كيف تسقط الراية وحصوننا مصونة ؟ كيف تسقط الراية وعدونا متعدد الجنسيات عاجز عن إنتزاع المواقف منا ؟ فزمجري يا أمواج البحر كما تشائين ، وأفصحي عن كل طاقاتك في التخريب والعدوان ، فقد اتخذنا القرار ، لن تسقط راياتنا .
 « رجوع   الزوار: 2223

تاريخ الاضافة: 08-08-2011

.

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة مشاركة »

اسمك
ايميلك
تعليقك
2 + 2 = أدخل الناتج

.

جديد قسم ركـن المقالات

«الأونروا» أمام اختبار العجز والهدر

آثار قاسية يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. ممنوعون من البناء في المخيمات والتملك خارجها

«كلاوس» تؤكد على أولوية إصلاح التعليم ورفع جودة التعليم في مدارس «الأونروا»

لاعب كويتي ينسحب من بطول المبارزة العالمية في بلغاريا

الشاعر الفلسطيني ياسر الوقاد يفوز بجائزة مسابقة الكتابة الموجهة للطفل على مستوى العالم العربي 2023

القائمة الرئيسية

التاريخ - الساعة

Analog flash clock widget

تسجيل الدخول

اسم المستخدم
كـــلمــة الــمــرور
تذكرني   
تسجيل
نسيت كلمة المرور ؟

القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك

عدد الزوار

انت الزائر :288193
[يتصفح الموقع حالياً [ 75
تفاصيل المتواجدون

فلسطيننا

رام الله

حطين

مدينة القدس ... مدينة السلام

فلسطين الوطن

تصميم حسام جمعة - 70789647 | سكربت المكتبة الإسلامية 5.2

 

جميع الحقوق محفوظة لرابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان ©2013