.

عرض المقال :مخيم عين الحلوة، وقائع حياتيّة في شهر الله المبارك

  الصفحة الرئيسية » ركـن المقالات

مخيم عين الحلوة، وقائع حياتيّة في شهر الله المبارك



- التعريف بالمخيم:
يقع مخيم عين الحلّوة في جنوب لبنان، ضمن مدينة صيدا الساحليّة، تبلغ مساحته حوالي كيلومتر مربع واحد، وعدد سكانه حوالي 80 ألف نسمة، لذا فهو أكبر مخيم في لبنان من حيث عدد السكان، ومعظمهم نزح في العام 1948 من قرى الجليل في شمال فلسطين.

- المخيم والشّهر الكريم:
أتى شهر رمضان ببركاته وخيراته على العالم الإسلامي وعلى مخيم عين الحلوة، لكنّ المخيم لا يصبح كما هو معروف ومعتادٌ عليه في الأيّام العاديّة، حيث لا تكاد ترى زاوية من زوايا المخيم تخلو من مظاهر هذا الشّهر الكريم بدءاً من الزينة، إلى بائعي العصائر الرمضانيّة (تمر، سوس، جلاب...)، وبائعو الحلويات، وصولاً إلى المسحرين الموزعون على كل حيّ فيه.

- فقراء المخيم في رمضان:
يعاني أغلب سكان مخيم عين الحلّوة من الفقر المتقع، وذلك لأسبابٍ عدّة منها حرمان القانون اللبناني لهم من مزاولة أكثر من 70 مهنة. وممّن يسر الله له في هذا المخيم الحال فيكون موظفاً في الأنروا، أو سبق له أن عمل في الخليج العربي، أو أنّ له أولادٌ في أمريكا وأوروبا يرسلون لأهلهم الأموال التي يسدون بها رمقهم. ويعتمد أهالي المخيم الفقراء في هذا الشّهر الكريم، على المساعدات المادية التي تقدّم لهم، وهي عبارة عن مساعدات غير منظورة، من زكاة وصدقات مفروضة على ميسوري الحال دفعها في رمضان، وهي تُنقل من أيدي هؤلاء إلى المحتاجين في المخيم، وما أكثرهم فيه.

- عادات وتقاليد في رمضان:
ورمضان في مخيم عين الحلّوة له طعمه ونكهته الخاصّة بأهله، فعند الفطور يلتئم شمل العائلات حول موائد الإفطار يومياً، فيما العائلات التي تنفرد بتناول طعام الإفطار دون الجيران والأقارب والأصحاب قليلة فعلاً في المخيم. وأمّا في وقت السّحور فيستيقظ النّاس على وقع طبول المسحرين، حيث يتسلم كل مسحرٍ حياً من الأحياء ليؤدي مهمّو إيقاظهم. ومع نهاية الشهر الكريم يدور هؤلاء المسحرين على أهالي الأحياء الذين يدفعون لهم ما يتيسر لهم من مالٍ في نهاية الشهر تقديراً لما يقومون به من إيقاظٍ للنّاس بأسلوبٍ طيب يفرح الكبار قبل الصّغار.

وللعبادة والطاعة في رمضان نصيبها الأكبر بالنسبة لأهالي عين الحلّوة، فتدخل المساجد وقت الفجر فتراها قد ملأت عن بكرة أبيهاٍ حتى إنّك لتسمع فيها أنين وأصوات قد زينت بتلاوة القرآن الكريم، وأمّا عن صلاة التراويح فحدث ولا حرج، فإذا أردت مثلاً أن تقصد مسجد خالد بن الوليد رضي الله عنه فعليك أنْ تأتي للمسجد على الأقل قبل أذان العشاء بثلث ساعةٍ. لأنّه حينها لن يستطيع المصلي أن يصلي داخل المسّجد، بل عليه حينها أن يصلي على الدرج أو خارج المسجد في الشّارع المحاذي حيث يتمّ فرش الحصر ليصليّ عليها النّاس. ومن المساجد المشهورة في المخيم ولها أثرها الطّيب فيه (خالد بن الوليد، النّور، عمربن الخطاب، الصفصاف، وغيرها....).

- سوق المخيم، ورمضان:
يشتهر مخيم عين الحلّوة بسوقه الشعبيّ الذي يعتبر ملاذاً، لأبناء المخيم وحتى لأهالي مدينة صيدا التي يقع في قلبها المخيم، وحتى لأهالي الجنوب اللباني. ففيه يجدون كل ما يحتجون من مأكلٍ، ومشربٍ، وملبسٍ، بأسعارٍ خياليّة يستطيع معها المواطن التكييف والموازنة، بما يحمل من مال من خلال ما يشتريه من أغراض يحتاجها وخاصّة في هذا الشّهر الكريم. حيث دأب تجار الخضار أنْ يرفعوا أسعارها وخاصّة عنْد مجيء رمضان، لأنّ معظم النّاس ومنهم سكان المخيم إعتادوا على أنْ يكون الطبق الرئيس على مائدة الإفطار (الفتوش)، فيأتي المواطن اللبناني من صيدا والجنوب واللاجيء الفلسطيني من المخيم وخارجه، لسوق المخيم فيجد ضالته بشراءِ خضراء بأسعار تناسب ميسور ومعدوم الحال على السّواء منهم. كما ويعتبر السّوق في المخيم الشريان الاقتصادي، فمتى جئت لزيارته والتبضع منه وجدت الزحمة الشّديدة فيه. حتى في وقت التوترات الأمنيّة يظل هذا السوق محافظاً على صخبه، وإن خفّ لغياب الزبائن الوافدين من خارجه، بيد أنه يظل مزدحماً بأهل المخيم الذين يتهافتون لشراء المواد التموينية. وما إن تهدأ الأحوال، يقول يعود زبائن الخارج إليه، ليزيدوا صخبه صخباً.


- شعب مثقف، رغم فقره:
إعتادت مدينة صيدا في كل عامٍ أن تستقبل روادها في معرض الكتاب الإسلامي، الذي تقيمه وللسنة الثالثة على التوالي مؤسسة روابي القدس للإنتاج الفني. وقد تميّز هذا العام وجود ركن خاصّ عن القضيّة الفلسطينيّة وتاريخها السياسي، والجهادي، وأهم الفصائل التي مرّت فيها، والشّخصيات التي أثرت فيها بشكلٍ إيجابي. فكان الإقبال على هذا القسم من قبل أهالي المخيم وحتى الفلسطينيين المقيمين خارجه، أكثر من غيره بسبب ما يحمله من كنوز معلوماتيّة عن هذه القضيّة العظيمة. مع ما يعاني منه هؤلاء اللاجئين من فقر متقع، وحالة رثّة في الوضع الاقتصادي، والصحي، والاجتماعي. بسبب تقاعس وكالة الغوث عن دورها والقانون اللبناني الذي يحرم الفلسطيني من حقوقه التي كفلتها له القوانين كآفة.
 « رجوع   الزوار: 1908

تاريخ الاضافة: 30-07-2011

.

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة مشاركة »

اسمك
ايميلك
تعليقك
6 + 4 = أدخل الناتج

.

جديد قسم ركـن المقالات

«الأونروا» أمام اختبار العجز والهدر

آثار قاسية يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. ممنوعون من البناء في المخيمات والتملك خارجها

«كلاوس» تؤكد على أولوية إصلاح التعليم ورفع جودة التعليم في مدارس «الأونروا»

لاعب كويتي ينسحب من بطول المبارزة العالمية في بلغاريا

الشاعر الفلسطيني ياسر الوقاد يفوز بجائزة مسابقة الكتابة الموجهة للطفل على مستوى العالم العربي 2023

القائمة الرئيسية

التاريخ - الساعة

Analog flash clock widget

تسجيل الدخول

اسم المستخدم
كـــلمــة الــمــرور
تذكرني   
تسجيل
نسيت كلمة المرور ؟

القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك

عدد الزوار

انت الزائر :288179
[يتصفح الموقع حالياً [ 102
تفاصيل المتواجدون

فلسطيننا

رام الله

حطين

مدينة القدس ... مدينة السلام

فلسطين الوطن

تصميم حسام جمعة - 70789647 | سكربت المكتبة الإسلامية 5.2

 

جميع الحقوق محفوظة لرابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان ©2013