هي الحرب... لا تأتي على البشر فقط بل حتى على الأحلام وبراءة الأطفال..
ربما تكون هذه الكلمات البسيطة كافيةً للحديث عن الواقع الذي عايشه آلاف الأطفال في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، في ظلّ الاقتتال الداخلي الفلسطيني والفتن المتكررة التي أتت على براءتهم..
فبين أزقة المخيم ثمّة أطفالٌ يبحثون عن طفولتهم "الضائعة" بين المنازل المتلاصقة ورصاص الفلتان الأمنيّ، إلاّ أنّ إرادة الحياة في المخيم تبقى أكبر من أن تأتي عليها ظروفٌ تفتعلها أيدٍ عابثة..
إذ يحاول أبناء المخيم والمؤسسات والجمعيات والحملات الأهلية والوطنية، أن يفعّلوا من دورهم في ساحات المخيمات لينتشلوا هؤلاء الأطفال من أجواء الحرب إلى فضاء الفرح وألوان الحياة، من خلال أنشطةٍ وألعابٍ وفعالياتٍ ترفيهية.. وكان آخر تلك الفعاليات ما نظّمته كشافة الإسراء والرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين والمؤسسة الفلسطينية للشباب والرياضة وجمعية الفرقان للعمل الخيري في المخيم، ضمن فعاليات الحملة الدولية للحفاظ على الهوية الفلسطينية "إنتماء"، حيث رسم الأطفال لفلسطين بالألوان على شارع المدخل الغربي للمخيم، المعروف بـ"الشارع التحتاني"، أطلقوا خلالها العنان لأفكارهم وإبداعاتهم وخيالهم المحفوف ببعض المواقف الأليمة من الأحداث الأمنية الأخيرة في المخيم.
ويشير الناشط في حملة انتماء في مخيم عين الحلوة مصطفى رمضان، لشبكة العودة الإخبارية، «أقمنا تلك المسابقة الثقافية لأطفال المخيم ليعبّروا عن انتمائهم لفلسطين وتمسّكهم بحق العودة بطريقتهم الخاصة، ليحملوا مسؤولية الوطن من بعدنا للأجيال القادمة».
ويضيف رمضان «لاقى هذا النشاط ترحيب الأهالي لما فيه من فائدة للأطفال بتوعيتهم نحو قضيتهم فلسطين، وللترفيه عنهم من خلال تلك الأنشطة ليخرجوا من صدمات الخوف والاكتئاب التي اجتاحت العشرات منهم مع الأحداث الأمنية الأخيرة التي عصفت بالمخيم وأهله».
فبالألوان رسم الأطفال فلسطينهم، وبالألوان فجّروا ما يعتريهم من ألم.. وبالألوان لعبوا ومرِحوا وازدان المخيم بصدى أصواتهم التي طغت على صوت الرصاص والفتن.. فهم أطفالٌ تراودهم أفكاراً بريئة طفولية كغيرهم من الأطفال.. يحبّون أن يلهوا ويركضوا ويلعبوا بصوتٍ يعلو أيّ خوف.. وبين أروقةٍ يحفّها الشجر والورد والألعاب والألوان والحياة.. لا الرّعب والبارود!
المصدر: شبكة العودة الإخبارية