للسنة الثانية على التوالي أطلقت الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين في لبنان اطلاق مبادرة "الرابطة حدك" لنقل آلاف الطلبة الفلسطينيين إلى المراكز المخصصة على كامل الأراضي اللبنانية لتأدية الامتحانات مجاناً مع تقديم الدعم النفسي والارشادات التربوية لهم ايماناً منها بواجبها تجاه الطلاب والطالبات بهدف التخفيف من الاعباء الاقتصادية والوقوف الى جانب معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة.
وحول فكرة المبادرة والمشروع كشف المدير التنفيذي للرابطة في لبنان عدنان أبو خميس أن المشروع تم اطلاقه منذ أربع سنوات، وتضمن ثلاث مسارات.
المسار الأول عبارة عن دروس التقوية للطلاب قبل شهرين من اجراء الامتحانات الرسمية تكون دورة مكثفة مجانية من قبل اساتذة ومربين الرابطة المميزين.
اما المسار الثاني فهو عبارة عن دعم المعنوي للطلاب، بان يكون اساتذة الرابطة مع الطلاب صباح الامتحانات ويقومون بإعطاء الطلاب بروشور بالأدعية والتوجيهات لهم.
وحول أسباب الحملة، أكد أبو خميس لـ"لاجئ نت" أن الأزمة الاقتصادية الخانقة وارتفاع كلفة المواصلات وعجز الطالب الفلسطيني عن الانتقال من المخيم الى مركز الامتحانات هي التي دفعت الرابطة لإطلاق الفكرة خاصة بأن الطالب اليوم يحتاج الى اكثر من 250 الف ليرة لبنانية ليصل الى مراكز الامتحانات وهذا يشكل عائق وعبئ كبير على الأهالي خاصة في ظل هذه الأزمة وارتفاع نسبة الفقر والبطالة داخل المخيمات الفلسطينية. ومن هذا المنطلق اخذت الرابطة على عاتقها ان تخدم الطالب الفلسطيني وان تقف الى جانبه في هذه الأزمة وتكون له عون، وذهبت في المسار الثالث وهو نقل الطلاب بشكل مجاني الى مكان تقديم الامتحانات من خلال فريق العمل ومتطوعين ومتطوعات من أبناء الرابطة موزعين على كل المخيمات والتجمعات بالإضافة المعلمين والمربين الذين رافقوا الطلاب الى مراكز تقديم الامتحانات.
وكشف أبو خميس لـ"لاجئ نت" أن أن الهدف من هذه المبادرة هو "تقديم خدمة نوعية لجميع الطلبة الفلسطينيين في جميع المخيمات الفلسطينية على امتداد الأراضي اللبنانية"، وأن أعداد الطلبة الفلسطينيين المستفيدين من هذه المبادرة بعد الغاء الدولة اللبنانية للشهادة المتوسطة بلغ نحو 1800 ألف طالب وطالبة" بالإضافة إلى طلاب من جنسيات اخرى لبنانية وسورية تم استيعابهم بهدف خدمة طالب العلم بغض النظر عن جنسيته وانتمائه وبهدف توطيد العلاقة مع الجميع.
وأشار أبو خميس أن العدد تقلص من 4000 إلى 1800 طالب وطالبة نتيجة لالغاء وزارة التربية والتعليم للشهادة المتوسطة، وأن الحملة كان لها صدى ايجابي وواسع وبلغ نسبة المستفيدين من الحملة نحو 80% من أبناء الشعب الفلسطيني خاصة في ظل هذه الظروف، وكان هناك جو من الترتيب والتنظيم وتوزيع المرشدين على الباصات الذين قاموا بدورهم باعطاء التوجيهات والتخفيف من حدة التوتر لدى الطالب خاصة في هذا الظرف ومرافقة الطلاب الى مراكز التقديم.
وأشار أبو خميس في حديثه لـ"لاجئ نت" أن الحملة تميزت بالمسارات الثلاث من خلال دورات التقوية المجانية في معظم المخيمات والتجمعات الفلسطينية حيث كانت نسبة المشاركين عالية جدا من الطلاب لوجود اساتذة ذو خبرة في هذا المجال، اما المسار الثاني فكان عبارة عن سلسلة من التوجيهات عن طريق السوشياال ميديا وعن طريق المجموعات.
ويقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بأكثر من 200 ألف لاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة، ويتوزع معظمهم على 12 مخيماً ومناطق سكنية أخرى في البلاد.