أنفاق مخيم نهر البارد .. والطلاب يستعدون للمعركة المقبلة
في مخيم نهر البارد شمال لبنان، أنفاق وحفر، مخيم ومعركة، هذا ما يثير العديد من المتابعين، فكان لكم العنوان المثير لتدخلوا نحو ذلك العالم المرير الذي ترونه لكن دون تبصر منكم.
حقًا هي معركةٌ، معركة النضال والسير للوصول نحو مدارس الأونروا الواقعة على طرف المخيم من جهة البحر، فيخرج الطالب من بيته ويبدأ بالمشي السريع حتى يصل بعد نصف ساعة إلى مدرسته، وعليه السير كالمقاتل، حيث يبدأ بالتسلل ثم مرحلة المشي بالأنفاق والحفر حتى يصل حدود المدرسة، وكل هذا مع حقيبة مدرسية "محملة بعشرات الكتب".
منذ قرابة الأسبوع باشرت الأونروا بشق الشارع العام الملاصق للمدارس لتزفيته وإقامة رصيف للمشاة، لكن غاب عن بال الأونروا أن هذا الشارع هو ممر مشاة يومي للمعلمين ولطلاب المدارس من الصفوف الابتدائية أو المتوسطة، فيخرج المارون من هذه الحفر كالمارون في الأنفاق العسكرية، فيضيع هدف التعليم وتغيب البيئة المناسبة لذلك.
وعلى وقع هذه العملية العسكرية، يخير الطلاب بين خيارين الأول التسلل بين الحفر والأنفاق، أو الخيار الثاني والأخطر وهو الالتفاف من الجهات الغربية للمدارس عن طريق الشاطئ، لكن الخيار الأخير يهدد حياة أكثر من ألفي طالب لم تتجاوز أعمارهم الخمسة عشر عامًا.
وفي مقابلة ميدانية أجراها مراسلنا، يقول يوسف الحاج أحد سكان المخيم ووالد أحد الطلبة: "على الأونروا تحمل مسؤولياتها أمام هذه القضية الخطيرة، وأحملهم مسؤولية أي حادثة -لا سمح الله- قد تحل بابني أو بأحد من الطلبة"