بيروت، خاص/ لاجئ نت
بعد تأخير إصدار نتائج توزيع المنح الدراسية من قبل الأونروا حتى نهاية شهر 12/2012، وبدء الجامعات بمطالبة الطلاب تسديد رسوم الفصل الأول، خصوصاً أن الامتحانات الفصلية قد بدأت في معظم الجامعات، فضلاً عن قيام الاونروا بإرسال رسائل هاتفية للعشرات من الطلاب الذين تمت مقابلتهم من قبل الأونروا ووعدهم بالحصول على منح جامعية لهذا العام، وقد التحقوا بالجامعات بناءً على هذا الوعد.. فوجئ الطلاب وذووهم بهذه الرسائل التي تعتذر فيها الأونروا عن تغطية نفقات دراستهم.
راجع الأهالي وأبناؤهم موظفي الأونروا ومن لهم علاقة بهذا الملف والاستفسار عن الآلية التي اعتُمدت هذا العام، وما هي أسباب انخفاض أعداد المنح عن الأعوام السابقة، بالإضافة إلى المشاكل التي سوف تواجه أبناءهم الذين التحقوا بالجامعات وليس باستطاعتهم سداد الأقساط الجامعية، حيث قال البعض إن أولادهم قد تركوا الدراسة في مركز سبلين والتحقوا بالجامعة على اعتبار أن اسمه مدرج ضمن المجموعة التي وُعدت بالحصول على منحة لهذا العام.
وقد كان رد الأونروا بأن المشكلة تكمن في أن المبلغ المرصود للمنح لم يتغير، لكن الذي تغير هو ارتفاع الأقساط الجامعية بنسبة لا تقل عن 10%، وأن معظم الطلاب الفلسطينيين التحقوا بالجامعة العربية، وأن هناك عدد يقدر بـ 264 طالباً في مختلف التخصصات تغطيهم الأونروا على مدار السنوات الخمس الماضية، حيث ارتفعت تكلفة أقساطهم ورفضت الجامعة العربية إعطاءهم أي حسم، بالتالي فإن المبلغ المتوافر للأونروا لا يغطي سوى 50 منحة فقط للمعدلات الأعلى.
وعند سؤال الأهالي والطلاب عن اتصال الأونروا بهم ووعدهم بالحصول على منح دراسية، وخصوصاً بعد أن حصلوا على قبول في إحدى الجامعات، كان جواب قسم المنح بأنهم لم يعطوا أي وعد لأحد بل قاموا بإبلاغ الطلاب خلال اللقاءات الدورية سواء خلال العام الدراسي أو خلال اللقاءات الأخيرة مع الطلاب بأن أمامهم عدة خيارات، منها تقديم طلبات إلى صندوق الرئيس عباس وإلى مؤسسة ملك النمر، فضلاً عن التسجيل المسبق في الجامعة اللبنانية إذا كانت ظروف الطالب لا تسمح له بالالتحاق بالجامعات الخاصة على نفقة أولياء الأمور، لأن الأونروا لا تستطيع أن تحدد مسبقاً من سيستحق المنح.
إن ما جرى في العام الدراسي 2012-2013، كان مفاجئا للطلاب وذويهم، وخصوصاً أن الكثير من الطلاب حصلوا على معدلات عالية جداً، وبالتالي لم يحصلوا على منحة وهذا سيكون له مردود سلبي على الطالب نفسه وذويه الذين أكد عدد كبير منهم عدم إمكانية إبقاء أولادهم في الجامعات وقد خسروا فرصة سبلين وفرصة الالتحاق بالجامعة اللبنانية على اختلاف فروعها، وبالتالي خسارة سنة من عمر الطالب، كذلك سيكون لذلك انعكاس سلبي على طلبة الثانوية الجدد لهذا العام وخشيتهم من عدم الحصول على منحة للدراسة في الجامعة، مهما كانوا متفوقين.
إن المسؤولية الأساسية تقع على عاتق الأونروا وسعيها في تأمين التمويل للمنح، ويأتي السؤال كيف تتمكن مؤسسات أهلية صغيرة الحجم من تأمين منح جامعية محلية وخارجية، وفي جامعات ذات أقساط مرتفعة جداً، وتؤمن فضلاً عن ذلك السكن لهؤلاء الطلاب وبأعداد قد تصل إلى ضعفي أعداد الطلاب الذين تقدم لهم الأونروا منحاً محدودة المبلغ وبجامعات تقليدية، وتعجز الأونروا كمؤسسة دولية كبيرة عن لعب نفس الدور؟!
يتطلب الأمر من الأونروا أن تسعى جاهدة من أجل الحصول على التمويل الكافي للمنح وعدم الاستناد إلى مبررات أن الممولين يحجمون عن الدفع، كما أن عليهم دقّ أبواب الجامعات وعقد تفاهمات مستقبلية تصبّ في مصلحة توفير فرص جامعية وبأقساط مقبولة لأكبر عدد ممكن من الطلاب أسوة بالمؤسسات الأخرى.