تسمت الحركة الفلسطينية الأسيرة منذ نشأتها بطابع خاص ميزها عن غيرها من الحركات الأسيرة، فقد تمكنت عبر مراكمة تجارب أفرادها من تحويل زنازين القهر والذل التي أرادها الاحتلال إلى مدارس نضالية وكفاحية تجاوزت تأثيراتها جدران الغرف الرطبة والزنازين المقفرة. وإذا كان الصهيوني موشي دايان منذ عام (1967)م قد وعد بتحويل الأسرى الفلسطينيين إلى حطام كائنات لا تمت للبشرية بأية صلة ومفرغة من كل محتوى إنساني ولن تكون إلا عبئاً على نفسها وشعبها، فإن إرادة الأسرى وإيمانهم بحريتهم وبعدالة ما أسروا لأجله قد أبقيا هذه العبارات فارغة جوفاء، بل وألقيا بها إلى مزابل التاريخ, ودفع الأسرى لقاء ذلك تضحيات كبيرة من دمائهم ولحومهم وخوضهم لمعارك الأمعاء الخاوية مع سجانيهم. وواجهوا كذلك العزل الانفرادي بإرادات لا تقهر وتلقوا العقاب الجماعي والفردي بعزائم لا تلين
|