حين تموت عبير قهرا لعدم تمكنها من عناق والدها فإن هذا الحدث الجلل يضع في أعناقنا أمانة و مسئولية حرية الأسرى من السجون. فخروج الأسرى من السجون يجب أن يكون على رأس سلم الأولويات لكل قائد حر لهذا الشعب. فالشهيدة عبير السكافي، حين استشهدت، قامت بتوصيل رسالة بروحها لنا، تنبئنا عن حال أبناء و بنات الأسرى، و تخبرنا بأن آلاف الشهيدات و الشهداء، مع وقف التنفيذ، لا زالوا ينتظرون كل يوم و ليلة أنباء و أخبار الإفراج عن آبائهم و أمهاتهم من السجون. هؤلاء الأسرى التي ما أفلحت آلاف الساعات من المفاوضات الخلاقة بين سلطة فتح و يهود على إخراج واحد منهم لا سيما المحكومينبقضايا أمنية و بالمؤبدات، فقد باتوا نسيا منسيا لدى فتح و سلطتها و رئيسها. و لأنهم بعد الله لهم أمل، فإننا نوجه رسالة باسم عبير لخاطفي شاليط بأن يضعوا نصب أعينهم حرية كل أسير من أسرى الأحكام العالية خاصة نصب أعينهم و في قوائمهم. و نوصيهم بأن تكون مفاوضات صفقة التبادل مع يهود عسيرة على يهود و تخلو من أي لين من طرفهم.
عبير اليوم استطاعت زيارة والدها و عناقه، سافرت إليه طيفا جميلا شأن كل الشهداء بروحها، تملؤ عليه زنزانته أملا و حبا، عبير اليوم تخلصت من لعنة الجسد الذي ما نفذ من مسام الزجاج الذي فصل بينها و بين أبيها، و لكن هناك الآلاف من الأطفال و الأمهات لا زالوا حبيسي الذكرى و صور الجدران و اعتصامات الصليب الأحمر.
يا رحمة الله التي ملأت الأكوان عدلا أنزلي الصبر في قلوب المعتقلين و ذويهم، و تقبلي عبير في الخالدين مع الشهداء و الشهيدات و يسِّري للمقاومة أمر اعتقال المزيد من جنود الصهاينة من أجل إخلاء سجون الموت الصهيونية من أبطالنا و خنساواتنا .