علاء احمد:
الاستاذ محمود عوض ولد الأستاذ محمود سنة (1940) في قرية لوبية قضاء مدينة طبريا في فلسطين . وفي سنة (1948)هاجر مع أهالي القرية الى لبنان اثر الإحتلال الصهيوني ،واستقر في مدينة صور حيث كانت الأونروا قد أقامت مخيمات للاجئين قرب بلدة البرج الشمالي وحمل المخيم إسمها( مخيم برج الشمالي) وكان ذلك في تشارين من سنة (1955) . وعلى الرغم من قساوة الظروف أتم “عوض” دراسته و تخصص في اللغة العربية ،وفي عام (1968) تخرج من جامعة بيروت العربية ،وأتم عمله في مدرسة فلسطين بالبرج الشمالي ،وبقي فيها إلى عام (1982) .حيث إنتقل الى مخيم الجليل في مدينة بعلبك وأكمل ممارسة وظيفته هناك حتى تقاعده سنة (2000) ،ومن ثم عاد الى مخيم البرج الشمالي . وفي مقابلة جرت معه حول مسيرته في التعليم أشاد الاستاذ قائلا: ان مدارس الأونروا كانت من أفضل المدارس في لبنان من حيث البناء النموذجي والكادر التعليمي. حيث انها كانت تحصد اعلى النتائج في الشهادات الرسمية على صعيد المناطق المجاورة لها ،وخدمات النظافة والانظباط التي كانت تتمتع بها ، وما كانت تقدمه من مساعدات للطلاب (قرطاسية ، كتب تعليمة ..) ومع مرور السنوات بدأت الاونروا في التراجع بخدماتها وبدأ ذلك واضحا في مدارسها ومستوى طلابها ويعود ذلك الى : اصدار الأونروا قوانين ومنها: _منع العقاب الجسدي على الطالب تحت طائلة الفصل من الوظيفة ،فأصبح المعلم يخشى على نفسه من معاقبة أي تلميذ وبذلك فقد المعلم احترامه . فأصبح الطلبة غير مهتمين بالمذاكرة ولا بواجباتهم المدرسية لانهم لم يعودوا يخشوا اي عقاب . _وايضا الترفيع الآلي لعب دورا مهما وخاصة انه طبق على المراحل الاساسية الأولى حيث كان يمنع الرسوب في هذه المرحلة التي تعتبر قاعدة للبناء ،فيتراجع الطلاب حتى يصلوا الى الهاوية . _وتعيين الموظفين الذي أصبح لايعتمد على الكفاءات العلمية بل على المحسوبيات الشخصية . _كما أنّ زيادة عدد الطلاب في الصف الواحد أثر سلبا على تركيز الطلاب مع المعلم وصعوبة ايصال المعلومات لهم . _بالاضافة الى الوضع الاقتصادي السيء الذي أدى الى تسريب بعض الطلاب من المدارس تحت عنوان مساعدة الاهل في تحصيل لقمة العيش . _وعدم اهتمام بعض الاهل بأولادهم وانقطاع الصلة المباشرة بين الاهل وادارة المدرسة . _وكذلك واقع المنظمات الفلسطينية التي كان لها دور سلبي كبير أثر على التعليم في المخيمات . وختم قائلا : إن الواقع التربوي في المخيمات الفلسطينية عامة قد اصبح مأساة حقيقية ،وهو بحاجة لوضع خطط تطويرية جادة من قبل ادارة الأونروا وتكاتف المجتمع المحلي ،والهيئات التربوية مع القوى الفاعلة في المخيمات لتنهض بالمستوى التعليمي بشكل جيد وتعيد للمعلم وللطالب الفلسطيني مكانته المرموقة في هاذا العالم.