محمد السعيد، خاص – لاجئ نت|| ،
أعلنت وكالة "الأونروا" أنّ موسم المدارس للعام 2022/2023 في مدارسها بلبنان، سيكون بالحضور الكامل للطلبة في الصف، وستفتتح المدارس أبوابها يوم 15 أيلول الجاري.
وأمام هذا الإعلان يشعر أبناء مخيم برج الشمالي في جنوب لبنان بالإحباط واليأس مع التقصير المتمادي من قبل وكالة الأونروا وهي المعنية بتشغيلهم ورعاية شؤونهم على كافة الصعد، وبات الخوف أكبر من انفجار اجتماعي وشيك مع بداية العام الدراسي الجديد، وعدم تلبية وكالة الأونروا مطالبهم بإيجاد مدرسة ثانوية اسوة بباقي المخيمات الفلسطينية في لبنان.
ويشعر ابناء مخيم برج الشمالي انهم تركوا لمصيرهم المجهول مع بداية العام الدراسي الجديد، بعدما أطبقت الازمة المعيشية والاقتصادية على تفاصيل حياتهم، وهم تحت الفقر المدقع ومحرومون من حقوقهم منذ عقود طويلة.
قرار الأونروا الأخير أنّ موسم المدارس للعام 2022/2023 في مدارسها بلبنان، سيكون بالحضور الكامل للطلبة في الصف سيؤثر سلبا على طلاب مخيم برج الشمالي.
هذا القرار يعتريه صعوبات كثيرة بالنسبة الى طلاب المرحلة الثانوية في مخيم برج الشمالي، بسبب عدم وجود ثانوية في المخيم وهم مضطرون الى الالتحاق بمدرسة الأقصى في مخيم الرشيدية، الأمر الذي يرتب عليهم تكاليف اضافية لتأمين نقلهم.
وينتاب الأهالي وأبناءهم الطلاب مخاوف وهواجس عدة، فالبوادر تشير إلى أن الحيرة سيدة الموقف هذا العام في ظل صمت وكالة الأونروا عن مطالبهم ببناء ثانوية لهم في مخيم برج الشمالي.
وفي هذا السياق، قامت "شبكة لاجئ نت" بتسليط الضوء على معاناة الأهالي والطلاب في مخيم برج الشمالي مع اعلان وكالة الاونروا بدء العام الدراسي داعيين الأونروا لتحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بشكل عام واللاجئين الفلسطينيين في مخيم برج الشمالي بشكل خاص.
في هذا السياق يشكو اللاجئ أبو محمد لشبكة "لاجئ نت" من الوضع الاقتصادي مقارنة مع راتبه المتدني ومن تخوفه على الوضع التعليمي مع بدء العام الدراسي، في ظل ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة وارتفاع اجرة النقل، فقال: "سلاح الفلسطيني علمه، ولكن في ظل الوضع الاقتصادي السيء أشعر بأنني مقصر تجاه تعليم أولادي، كيف لي أن أطعم عائلتي أو أدفع فاتورة الكهرباء والمياه والانترنت، كما أنني لا أستطيع دفع أجرة الباص، وقد اضطر الى عدم ارسال اولادي الى المدرسة.
أما أمال، فهي أم لخمسة أولاد، تروي معاناتها لـ"لاجئ نت" مع الارتفاع الجنوني للأسعار والغلاء المعيشي، مشيرة انها اضطرت لإلغاء اشتراك الكهرباء بسبب عدم قدرتها على دفع فاتورة الكهرباء، لكي تستطيع ان تؤمن احتياجات عائلتها كونها المعيل لهم، معبرة عن قلقها من عدم قدرتها لتأمين أجرة المواصلات لكي يتمكن ابنها من الذهاب الى مدرسة الأقصى في مخيم الرشيدية، مشيرة إلى انها قد تضطر إلى إبقاء ابنها في المنزل في حال عدم دفع الأونروا بدل أجرة مواصلات للطلاب.
وكان محمود جمعة وهو من سكان مخيم برج الشمالي وعضو المجلس البلدي لبلدية برج الشمالي، قد ابدى تخوفه في حديث سابق لشبكة "لاجئ نت" من عدم استجابة وكالة "الأونروا" لمطالب اللاجئين الفلسطينيين في مخيم برج الشمالي، متهماً الوكالة بالتغافل عن مطالب أهالي المخيم البالغ عدد سكانه أكثر من 20 الف نسمة، ورأى جمعة أن الهدف من التغافل هو التدمير التعليمي الممنهج والمدروس من قبل وكالة الأونروا، مؤكداً على أهمية بناء ثانوية في المخيم.
يذكر بأن مخيم برج الشمالي يضم أكبر عدد من طلبة الثانوية الفلسطينيين في منطقة صور جنوبي لبنان، حيث يصل عددهم إلى أكثر من 300 طالب وطالبة، أي بنسبة 51.1% من مجموع عدد طلاب ثانوية الأقصى في مخيم الرشيدية البالغ عددهم 587 حسب احصائية المركز التربوي للبحوث والانماء، وتبعد أقرب ثانوية تابعة لوكالة "الأونروا" عن المخيم مسافة 3 كيلومتر، ما يرتب على الأهالي متاعب اقتصادية ومعيشيّة إضافيّة، نظراً لاضطرارهم دفع رسوم نقل لأبناهم في ظل الازمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها لبنان، وخاصة بأن مخيم برج الشمالي يعتبر من أفقر المخيمات الموجودة في لبنان، حيث يعمل أهله في الزراعة بالبساتين المحاذية، بأجر يومي يتراوح بين دولار ودولار ونصف يوميا.