محمد السعيد، خاص – لاجئ نت || الإثنين، 05 تشرين الأول، 2020
احتفلت أكاديمية رياض الجنة التي تضم أكثر من 150 طالباً في مخيم البرج الشمالي في صور بتخريج عشرة أقمار من حفظة كتاب الله كاملاً، ونجحت من الربط بين حفظ كتاب الله ونصرة المسجد الأقصى وبناء جيل إسلامي صالح ذو عقيدة صحيحة وراسخة بهدف حث الاطفال والجيل الصاعد على حفظ القرآن الكريم.
ويوضح الشيخ عمر زعيتر المشرف على الأكاديمية لـ «شبكة لاجئ نت»، أنها بدأت منذ سنتين لسد فراغ الطلاب في العطلة الصيفية، وتخريج جيل جديد مؤمن بدينه وقضيته، مشيراً بأن الانطلاقة كانت بسيطة ولكن سرعان ما تحولت إلى مشاريع رائدة متعددة، منها مشروع «القرآن ربيع قلبي» لتحفيظ كتاب الله المهتم بتعليم القرآن الكريم حفظا وتجويدا، والحمد لله نجحت الأكاديمية من خلال هذا المشروع تخريج عشرة أقمار حفظة لكتاب الله عز وجل، حيث اتموا الحفظ كاملاً خلال سنتين.
وأكد زعيتر لـ«لاجئ نت» أن الهدف من انشاء الأكاديمية هو تنشئة جيل قرآني على حب كتاب الله فيعيش في رحابه، ويرشف من رضابه، وتتمتع عملية التحفيظ في الحلقات القرآنية بالمرونة وتخضع لبرنامج عمل منظم وبسيط، إضافة إلى العديد من النشاطات الترفيهية (العاب رياضية كرة قدم، كرة طائرة، بينتبول...) والرحلات الترفيهية والحفلات التكريمية السنوية عند ختم كل عشرة أجزاء) وتوزيع جوائز وحوافز عند نهاية كل جزء.
ويتم حضور طلاب الاكاديمية في الصيف يوميا عدا الجمعة، وفي الشتاء كل جمعة وأحد وأيام العطل الرسمية. وتنعقد الحلقة في المسجد، من بعد صلاة الفجر إلى الساعة ٩ صباحا، يتخللها، جلسة وصلاة الضحى، فطور استراحة وأنشطة يومية مختلفة.
وذكر زعيتر لـ «لاجئ نت» أن من بين الشروط الواجب توفرها لمشروع «القرآن ربيع قلبي» أن يكون، مؤدباً وخلوقاً وحاصلاً على تزكية من أحد المشايخ، منتسباً لحلقة مسجدية تتبع لأكاديمية رياض الجنة للناشئة. وأن يكون حافظا لخمسة أجزاء من القرآن على الأقل وان لا يقل عمره عن ٩ سنوات ويتم اختبار حفظ الطالب المنتسب للخمسة أجزاء ، في شهر رمضان المبارك ويعتمد شهر شوال من كل عام هجري موعدا لافتتاح صف جديد.
وعن المعوقات التي تواجه الاكاديمية هي الامكانيات المادية المحدودة نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجه ابناء الشعب الفلسطيني في مخيمات اللجوء بشكل عام، كون الاكاديمية قائمة على جهد مجموعة من الشباب والاساتذة المتطوعين لخدمة هذا المشروع وعلى تبرعات خيرين.
وبدوره اعتبر الأستاذ والمربي محمد زيد _والد احد الطلاب الخريجين من الأكاديمية مصطفى زيد_ أن مثل هذه المشاريع تساهم بدرجة كبيرة في إيجاد جيل مثقف بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ويسهم في صقل قدراته الذهنية والتربوية منذ الصغر.
وأكد زيد لـ«شبكة لاجئ نت» أن ما شهده مخيم برج الشمالي من تخريج كوكبة من حفظة القران الكريم لهو انجازاً حقيقياً يشكل رافداً للأمة الاسلامية يستحق الدعم والمساندة والاقتداء.
وحول تشجعيه لـ«مصطفى» أشار «زيد» بأنه قام بشرح أهمية تلاوة وحفظ القرآن الكريم منذ الصغر وأن حافظ القرآن له منزلة خاصة عند رب العالمين، ومن يحفظ القرآن ويطبق تعاليمه سيكون له منزلة عالية في الدنيا والآخرة، وأوصاه بأن يكون حريصاً على بر الوالدين وأن يعمل على حفظ القرآن كون حافظ القرآن يُلبس الوالدين تاج الوقار وهذا أكبر عمل بر للوالدين.
وأضاف بأنه كان حريصاً على تشجيعه على صلاة الفجر في المسجد للإلتحاق بحلقة التحفيظ يومياً أثناء عطلة الصيف، أما بخصوص ايام الدراسة فكان ينهي دراسته ووقت الفراغ المتاح يراجع فيها من ثلاث إلى خمس صفحات يومياً، والحمد لله تفوق بالدراسة والحفظ لانو حفظ القرآن بركة.
وختم زيد قوله في رسالة لحفظة القرآن الكريم متسائلاً كم هم عدد المسلمين؟ إنهم كثير ولكن من هم الخيار و أيهم أعلى المراتب إنهم ولا شك حفظة القران الكريم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، فحفظة القرآن كالنجوم تضيء السماء وتزينها ويهتدي بها كل الناس.. و كم هو جميل أن يكون القرآن في قلوبنا ... كم هو عظيم أن يكون القرآن على ألسنتا نردد آياته ونلتزم بمقاطعه.. القرآن الكريم هو رفعة في الدنيا لأن الله رفع أهل القران وهو رفعة في الآخرة فدرجات الجنان على عدد آيات القرآن... وحفظ القرآن من اجل أن يكون منهج لحياته، وليكن خُلقنا القرآن وبذلك ننال بركة الحفظ ونسعد به أيما سعادة، فالقرآن يشكل لنا سور الحماية والوقاية من كل ما يخطط له الأعداء؛ فلذلك قرآننا هو كل شيء في حياتنا، في الأمن والسياسة والاقتصاد، في الجهاد وفي الحرب والسلم والتهدئة، واتباع نهج القرآن هو الطريق الأنفع والأجدى لتخريج جيل النصر والتحرير بإذن الله.