تقرير: هبة الجنداوي
شبكة العودة الإخبارية
"وإذا رجعتم ذات يوم فلأيّ منفىً ترجعون، لأيّ منفى ترجعون؟".. كلماتٌ قالها الشاعر الفلسطيني محمود درويش، كلماتٌ تختصر حياة اللاجئ الفلسطيني المُتناثرة مشاعره وأحلامه وكرامته الإنسانية بين منفىً وآخر!
فمع أزمة فايروس كورونا المستجدّ، التي يشهدها العالم في الوقت الحالي، وجد مئات الطلاب الفلسطينيين المقيمين في لبنان والذين يدرسون في أوكرانيا وروسيا الاتحادية، أنفسهم تائهين بين منفىً يجتاحه الفايروس بشكلٍ مخيف، ومنفىً آخر يرفض استقبالهم بقرارٍ حكوميّ، بعد أن أصدرت الحكومة اللبنانية قراراً يمنع عودة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ضمن الرعايا العالقين في الخارج.
"أمجد راشد" طالب طب أسنان مقيم في العاصمة الأوكرانية كييف، وأحد الطلاب الفلسطينيين الثلاثين العالقين في كييف والذين رفضت السلطات اللبنانية إجلاءهم مع الطلاب اللبنانيين، يقول أمجد لشبكة العودة الإخبارية «منذ بداية انتشار الفايروس في أوكرانيا طلبنا من السفارتين اللبنانية والفلسطينية مساعدتنا في العودة إلى أهالينا، لكن ما من مُجيب! فلبنان ملتزم بالقرار الحكومي، والسفارة الفلسطينية لم تُعِر لظروفنا أيّ اهتمام».
ورغم أنّ أمجد يعاني من مشاكل صحية في القلب ويشكّل الفايروس خطراً على صحته، ولا يجد ما يكفيه من المال الذي يتحصّل عليه من عائلته ليقضي به حاجاته، مع ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة اللبنانية، إلاّ أنّ ذلك كلّه لم يشفع له أمام سفارة بلاده المحتلّة، فقد كان ردّ السفارة باختصار «ليس باستطاعتنا إرسال طائرة لتقلّكم إلى لبنان»..
كذلك الأمر بالنسبة للطالبة أسيل شهابي، التي وجدت نفسها مع ثلاث طالبات فلسطينيات أخريات في كييف بلا سند، في تلك البلاد التي تتزايد فيها أعداد الإصابات بفايروس كورونا يوماً بعد آخر!