تقرير: هبة الجنداوي
شبكة العودة الإخبارية
بعض الأمور تُرغمك على المضيِّ قُدُماً، وتترك خلفك كلّ ما واجهته من تهجيرٍ وفقدانٍ لأماكن احتوت ذكرياتك وأحلامك... في محاولةٍ لبدء حياةٍ جديدة، بأحلامٍ جديدة وهمّة أكبر، وروحاً مُرمَّمة..
فقبل 6 سنوات كان الشاب الفلسطيني كريم زمزم، طفلاً ذي 12 عاماً، كان يحلم بالأمان ومستقبلٍ يحمل معه أياماً جميلة، وفرصاً يقتنصها من جيب الأيام بكلّ شجاعة.. لكن في غمضة عين تحوّل الحلم إلى سراب مع أوّل رصاصةٍ قاتلة في سوريا، وفي مخيّم اليرموك، الذي كان يأويه وعائلته قبل أن تجتاح الحرب البلاد.
لكن رغم تلك المحنة التي مرّ بها "كريم" في سوريا من نيران الحرب إلى فقدان والده خلال حصارهم في مخيم اليرموك، والجوع والقهر الذي واجهه وعائلته في المخيم، ورحلة اللجوء القاسية نحو مملكة النرويج في أقصى القارة الأوروبية، إلاّ أنّ عزيمته لم تفتُر، ليُصرّ على أن يبني بنفسه رويداً رويداً؛ ذلك المستقبل الذي لطالما حلم به..
فقبل أيامٍ قليلة، فاز كريم بالمركز الأول في مسابقة "oslo mesterskap" لطلاب الميكانيك على مستوى أوسلو، عاصمة النرويج التي يحمل جنسيتها، حيث صُنّف أفضل طالب بين ٣٠ طالب ميكانيك في مدرسة kuben vgs في أوسلو.
ومع فوزه بالمركز الأول على مستوى العاصمة النرويجية، حصل كريم على جائزة بقيمة 5000 كرون (550$)، وتأهل للمنافسة في ذات المسابقة على مستوى مملكة النرويج.. ليكون نموذجاً لشبابٍ رمّموا مستقبلهم بأيديهم، ونفضوا عنه غبار الحرب وسنين الألم.