إن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ورغم كل الملاحظات على كثير من سياساتها، إلاّ أن حضورها في حياة الفلسطينيين ما زال ضرورياً. ضرورة في التعليم، والصحة، والتوظيف، والبيئة، وفي مجالات حياتية وتعليمية كثيرة.
ولما تمثّله الأونروا من كونها شاهداً سياسياً على نكبة الفلسطينيين وتهجيرهم، فقد شكّلت نقطة استهداف لكثير من الجهات، على رأسها الاحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى إلى تصفية الأونروا ودورها. من هنا جاء تقليص الولايات المتحدة لمساهمتها المالية للأونروا، وهو ما يهدد بتقليصات إضافية في خدماتها، وطرد موظفين، وضرب للعملية التعليمية، وانهيار الأمان الصحي النسبيّ. ولم ينجح مؤتمرا روما ونيويورك في سدّ العجز المالي.
وإزاء كل ذلك، تداعى عدد من الشباب الفلسطيني لإطلاق حملة إعلامية، تهدف إلى التحذير من مخاطر استمرار العجز الكبير في ميزانية الأونروا. وكذلك لفت نظر الحكومات والمؤسسات الدولية والإنسانية إلى ضرورة مساندة هذه الوكالة الدولية، وعدم الاستجابة لضغوط الولايات المتحدة. كما هدفت الحملة إلى تنبيه الدول المضيفة من تصفية الأونروا، من خلال قطع التمويل عنها.
وحملت الحملة شعار "الأونروا.. حقي حتى العودة"، للدلالة على أن اللاجئين الفلسطنيين لا يرون بالأونروا مظلة نهائية لحياتهم الاجتماعية، بل هي ضرورة حتى تحقيق هدفهم النهائي بالعودة إلى قرارهم ومدنهم التي هُجّروا منها.