أطلقت «مؤسسة ماجد أبو شرار الإعلامية»، أخيراً موقعاً إلكترونياً جديداً بعنوان «شبابيك». كما يوحي اسمه، يمزج المشروع بين مفهومَيْ الـ «شباب» والنافذة التي تأخذنا إلى معاني الأمل، والضوء، والأفق الأبعد من مساحات مخيمّات اللجوء. يأتي الموقع ليلبّي حاجة عند شباب المخيمات والتجمّعات الفلسطينية في لبنان في التعبير والكتابة عن محيطهم وهمومهم، وليكون منصّة توصل أصواتهم إلى الخارج، بعيداً عن التنميط.
»شبابيك» مموّل بمنحة من «مؤسسة عبد المحسن القطّان» عبر برنامجها «صِلات: روابط من خلال الفنون 2017»، و«صندوق الأمير كلاوس»، وهو يتيح لشباب المخميّات الفلسطينية نشر موادهم الصحافية، بعدما اكتسبوا مهاراتها من خلال دورات تدريبية سابقة مكثفة، تتعلّق بتقنيات العمل الصحافي، تحريرياً كان أم ميدانياً.
علماً بأنّ المؤسسة التي أبصرت النور في عام 2014، تديرها سماء أبو شرار، ابنة الكاتب والإعلامي والقيادي الفلسطيني البارز ماجد أبو شرار (1931 ــ 1986) الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي في قبل 37 عاماً، بقنبلة وُضعت تحت سريره في أحد فنادق روما حيث كان يشارك في مؤتمر عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
في حديث لـ «الأخبار»، لفتت سماء إلى أنّ أحد أبرز أهداف هذا الموقع هو تمكين شباب التجمّعات والمخيمات الفلسطينية من إيصال أصواتهم بعيداً عن الصور النمطية، بعدما وجدت المؤسسة حاجة لاستكمال هذه الدورات التي تنتهي عند العمل النظري، وتكتفي بنشر مواد المتدرّبين/ات على منصات مختلفة بشكل متفرّق.
وعلى الرغم من طفرة المواقع الإلكترونية الفلسطينية، إلا أنّ «شبابيك» يختلف عنها لكونه «موقعاً تدريبياً»، يضم شباباً يسعون إلى تطوير مهاراتهم، قبل أن يقوموا لاحقاً بتدريب زملائهم، ويهدف في نهاية المطاف إلى أن يتحوّل إلى «مرآة للعالم الخارجي»، ومستقبلاً إلى مرآة أخرى لجميع المخيّمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، وفق ما تشرح أبو شرار.
وفي الوقت الذي يُمنع فيه على الفلسطينيين/ ات مزاولة مهنة الصحافة في لبنان بحكم القانون الجائر، لا شك في أنّ «شبابيك» سيحفّز هؤلاء على الخوض في هذا المجال، وربّما اختيار ودراسة هذه المهنة، ومزاولتها أيضاً على النطاق الفلسطيني. في هذا السياق، تكشف سماء أنّ المتدربين/ ات ينتمون إلى شرائح عمرية وتوجّهات مختلفة، ومنهم أشخاص يعملون في منابر إعلامية فلسطينية، وآخرون لديهم الرغبة في تطوير أنفسهم. إلى جانب التطرّق للأوضاع الصعبة في المخيّمات، سيركّز المتدرّبون/ات على الجوانب الإيجابية داخلها، التي غالباً ما يغيّبها الإعلام اللبناني أو الخارجي. هنا، تشدّد سماء على أن الموقع الإلكتروني «حيادي ومهني»، بعيداً عن «المهاترات»، مع ترك مساحة للشباب للتعبير عن القضايا السياسية، وطرح إشكالياتها، لكن بطريقة لا تثير الحساسيات.
المصدر: زينب حاوي - الأخبار