بدا الاهتمام واضحاً تماماً على وجوه ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمم المتحدة، التي اجتمعت في قاعة بلدية مدينة صيدا جنوبي لبنان صباح اليوم الخميس 9 تشرين الثاني، ضمن جلسة مُحاكاة الجمعية العامة للأمم المتحدة لإحياء مئوية وعد بلفور.
وتحت عنوان "وعد من لا يملك لمن لا يستحق".. اجتمع نحو 190 طالباً وطالبة من مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري بينهم 20 طالباً من ممثلي البرلمانات الطلابية في مدارس وكالة "الأونروا" في صيدا، في جلسة محاكاة الأمم المتحدة اليوم الخميس، أطلقوا خلالها نداءاً إنسانياً موحداً للمجتمع الدوليّ وبريطانيا لتحمل مسؤولياتهم تجاه معاناة وحقوق الشعب الفلسطيني.
وجسّدت الجلسة التي عقدها الطلاب، بتنظيمٍ من الشبكة المدرسية واللقاء التشاوريّ للجمعيات والمؤسسات الأهلية الفلسطينية في منطقة صيدا ومخيماتها، تلك الجلسات التي تعقدها الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة قضايا دولية بارزة، وقضايا حقوقية، وأخرى متنازع عليها، وسط حضورٍ رسميّ لشخصياتٍ ثقافية وأكاديمية لبنانية وفلسطينية.
وخلال الجلسة، أكد الطالب محمد الزعتري ممثلاً الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، حق الشعوب في تقرير مصيرها آملاً أن ينعم الشعب الفلسطيني بالسلام، وأن يعمّ التغيير الإيجابي العالم بأثره.
فيما تساءل الطالب خضر الغزاوي، ممثلاً رئيس جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، لماذا وعد بلفور؟ ولماذا تمّ الاعتراف به؟ بأيّ حقٍ تحتفل بريطانيا بوعدٍ أسس لمرحلة من الظلم، وكان أولى النكبات لعالمنا العربي!
وفي كلمة دولة لبنان في المجلس، استغرب الطالب محمد سبع أعين، الإنسانية التي يتحدث عنها العالم والتي تقع ضمن أهداف الأمم المتحدة، وهناك من يتناسى الحق الفلسطيني وقضيته العادلة والإنسانية. مؤكّداً أنّ من يسلب هوية فلسطين، يكون قد هدّد هوية لبنان، فالرابط كبيرٌ بين الشعبين.
وكان لافتاً الكلمة المؤثرة التي ألقاها ممثل دولة فلسطين في الجلسة الطالب صبري قادرية، قائلاً «في الوقت الذي يعيش فيه أصحاب الأرض في مخيمات اللجوء، يعيش الغاصب في أرضٍ ليست ملكه بسبب تصريح بلفور.. أين هي منطمات حقوق الإنسان؟». مضيفاً باسم الشعوب العربية "فليسمع العالم نداءنا، لتعتذري يا بريطانيا عن تصريح بلفور!".
وأجمع المتحدثون في نهاية الجلسة على ضرورة تحمّل بريطانيا والعالم مسؤولية الشعب الفلسطيني الذي تهجّر من أرضه، وسط قصيدةٍ ألقتها الطالبة الفلسطينية نور موعد من مدرسة نابلس التابعة لوكالة "الأونروا"، ورسالةٍ وجهتها الطالبة الفلسطينية "شغف" إلى الحكومة البريطانية باللغة الانكليزية.
هذا واستطاعت فعاليات إحياء مئوية تصريح بلفور أن ترفع الصوت الفلسطيني ميدانياً في لبنان، والتأكيد على حق العودة والحرية، والتوعية بمعنى "تصريح بلفور" تاريخياً وسياسياً وقانونياً، وتفاصيله الخفية، ومقارعة جميع الاحتفالات الصهيونية بمئوية بلفور.
المصدر: شبكة العودة الإخبارية