أقامت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) ورشة تدريبية في بيروت تحت عنوان: آليات رصد الانتهاكات وتوثيقها من منظور محلي ودولي. وهدفت الدورة إلى الاطلاع على مواصفات منظمات حقوق الإنسان. (طبيعة العمل، الوسائل، الأهداف البعيدة والمرحلية، التحديات،...). كما هدفت الدورة إلى التعرف على مفهوم التوثيق وأهميته وغاياته من خلال نماذج تطبيقية. وكذلك التدريب على مهارات الاتصال الفعّال وأخلاقيات الراصد الحقوقي، فضلاً عن تبادل خبرات المشاركين فى مجال العمل الميداني. وقد أخذ الجانب التطبيقي حيزاً واسعاً في الورشة وذلك من خلال إجراء تدريب تطبيقي على كيفية إجراء المقابلات وأخذ الإفادات وإعداد التقارير الميدانية مستفيدين من تجارب دولية بهذا الخصوص.
وتأتي هذه الورشة في إطار برنامج المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان للتدريب على حقوق الإنسان ورفع مستوى كفاءة المشاركين في العمل الحقوقي. شارك في الورشة التدريبية نشطاء حقوقيون من مؤسسات محلية وعربية. استمرت الورشة ليومين كاملين وانتهت بتوزيع إفادات على المشاركين.
قام بالتدريب كل من الدكتورة خلود الخطيب والأستاذة عفاف شمالي والدكتور محمود الحنفي. في اليوم الأول تناولت الدكتورة خلود الخطيب البيئة القانونية التي يعمل فيها نشطاء حقوق الإنسان، لا سيما البيئة الدولية لجهة الاطلاع على الآليات التعاهدية وغير التعاهدية وكيف يمكن أن تكون الحركة القانونية مضبوطة تماماً بالإيقاع الدولي لجهة اتقان المصطلحات والتعرف على الصكوك القانونية. وقد جمعت الدكتورة خلود في تدريبيها بين الإطار النظري (التكوين الحقوقي) وبين الفرص العملية المتاحة أمام منظمات حقوق الإنسان اعتماداً على الرصد والتوثيق. وخلصت إلى أنه لا عمل حقوقي من دون رصد وتوثيق.
أما الأستاذة عفاف شمالي فقد تناولت جانب مهم في الدورة لا سيما ضرورة تعريف المشاركين بأصناف حقوق الإنسان اعتماداً على الشرعة الدولية لحقوق الإنسان وكيف يمكن أن نستتج فيما إذا كان هذا السلوك يتطابق مع قواعد حقوق الإنسان ونصوصه أم ينتهكه. وقد استعرضت الأستاذة عفاف شمالي نماذج عملية كثيرة.
أما في اليوم الثاني فقد تناول الدكتور محمود الحنفي المبادئ الأساسية للرصد والتوثيق اعتماداً على المعايير الدولية المتبعة في الأمم المتحدة لا سيما المتعلقة بالحيادية والموضوعية والمهنية والتجرد والحس النقدي للباحث الحقوقي. كما تناول الحنفي كيفية إجراء المقابلات مستعرضاً نماذج استمارات تعتمدها منظمات دولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان. وكذلك كيفية رصد الانتهاكات أثناء النزاعات المسلحة. كما خلص الدكتور الحنفي إلى أن الرصد والتوثيق ليسا هدفاً بحد ذاته بل هما وسيلة ضرورية وحتمية في عمل حقوق الإنسان وذلك للوصول إلى خلاصات يمكن استثمارها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي لحماية وتعزيز حقوق الإنسان.
استعرض المشاركون تجارب ميدانية لهم في مجال عملهم.