غزة-المركز الفلسطيني للإعلام
توقعت الطالبة عزّة أحمد أبو منديل منذ مطلع العام الدراسي أن تكون من الأوائل على الوطن في الثانوية العامة، لكنها لم تتخيل أنها ستكون الأولى عليه وتحصل على معدل 99.5% في الفرع الأدبي.
انتهت ساعات الكدّ والتعب الطوال وأصبحت الآن على مشارف التخصص الجامعي الذي تتمناه في كلية الآداب بقسم اللغة الانجليزية أكثر ما أحبت من مواد. وحصلت الطالبة عزّة أحمد جمعة أبو منديل من مخيم المغازي وتدرس في مدرسة شهداء المغازي الثانوية للبنات على ترتيب الأولى على الوطن بالفرع الأدبي.
ترفع عزّة حاجبيها مندهشة حين تقول إن فرحة النجاح والتميز فرحة لا توصف بالكلمات فقد توقعت نسبتها "99.5%" بالتحديد، وهي تجري عشرات العمليات الحسابية بعيد الامتحانات الماضية.
وتضيف: "كنت أتوقع أن تنزل فقط إلى 99.4% 99.3% لكن ما لم أتوقعه أن أكون الأولى على الوطن! فرحة النجاح هذه أول مرة اشعر بها لأن تعبي أثمر".
في المقعد المجاور يجلس والد عزّة "أبو محمود" معللاً تميز ابنته بأنه نتيجة صبرها ودراستها علاوة على الكرم الإلهي وقد سبقها في التفوق شقيقتها بشرى وحصلت العام الماضي على 96%.
أما والدتها التي توسطت شقيقتها وناظرة المدرسة التي وصلت للتو مهنّئة فتؤكد أن تميز ابنتها جاء بعد ساعات طويلة من الدراسة، وقد حاولت مع والدها توفير كافة الأجواء المناسبة.
وتتابع: "سبقها شقيقها وشقيقتها، كنا نتمنى نسبة أكثر لأختها وكانت أمنيتنا أن تكون إحدى بناتي من أوائل الوطن لكن عزّة هذه السنة هي من حققت الأمنية".
ساعات الدراسة:
وتشكر عزّة كل من دعمها في السنة الماضية وعلى رأسهم والداها اللذان وفرا لها الأجواء النفسية والدراسية، وكذلك مدرسات مدرسة شهداء المغازي الثانوية للبنات.
ورغم أنها كانت تلازم مقعد الدراسة ساعات طوالا إلا أن التفوق لم يرتبط لديها بعدد ساعات الدراسة بل بالإصرار والإرادة على تحقيق التميز.
وتتابع: "تضاعفت دراستي في آخر أسابيع وتخطت 10 ساعات يومياً، ولم أنم أيام الاختبارات أكثر من ساعتين ونصف. عشنا ظروف صعبة من قطع الكهرباء والحرب الأخيرة ولكنني وضعت هدفًا لا بد من تحقيقه".
وتحلم"عزّة" بدارسة الأدب الانجليزي في الجامعة الإسلامية بغزة لأنها مادة حلوة وغريبة وموقع للإبداع الدراسي الذي سيزيد من تميزها ويحقق لها ما تصبو في المستقبل العملي -كما تقول-.
أولى الوطن:
ولم تتردد سميرة هارون ناظرة مدرسة شهداء المغازي الثانوية للبنات أن تؤكد لكل الضيوف الذين زاروا مدرستها السنة الماضية أن "عزّة" ستكون الأولى على الوطن بلا منازع.
وتضيف: "أبارك لها تفوقها وأنا أتابعها منذ السنة قبل الماضية فكانت متميزة في كل شيء وملتزمة لم تغب يوما دراسيا واحداً، وشاركت في كل المسابقات، وكانت تساعد الطالبات لا تبخل عليهن".
وتفخر هارون بان مدرستها تحظى كل سنة بنصيب من أوائل الوطن والقطاع فقد حصلت السنة الماضية على ترتيب الخامسة والسادسة على القطاع، وقبلها اثنتين حصلتا على ترتيب الثانية على الوطن والسلسلة تطول.
وتتابع: "كان لديها ملامح تفوق وهي متميزة بالعطاء والتركيز وقد تميزت مدرسة شهداء المغازي الثانوية للبنات بأنها مدرسة الأوائل لكن عزة الأولى في تاريخ المدرسة ودائما أقول عزة ماجستير أخلاق".