أرض كنعان/ الخليل/ تحلق صورة الشهيد القسامي صالح التلاحمة من قرية البرج جنوب الخليل في خيال ابنته سكينة كل يوم، ولكنها في يوم التفوق تحاول احتضان ما تبقى من ذكريات عنه حين فارقته قبل سنوات شهيداَ.
وتلملم سكينة صورا كثيرة عن والدها الذي أهدته نجاحها وتفوقها في امتحان الثانوية العامة، حيث حصدت معدل 98،8% في الفرع العلمي مكملة طريقا رسمه أشقاؤها في التفوق، علما أن شقيقتها كتائب كانت ضمن العشرة الأوائل على الوطن قبل عامين.
وتقول سكينة لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "إنها تشعر بفرحة كبيرة بعد هذا التفوق في الثانوية العامة وأنها كانت تتوقع أن تحصد معدلا مماثلا، مبينة بأن صورة والدها في ذهنها كانت الحافز الأكبر لها لتدرس وتجتهد كي تثبت للاحتلال بأن دماءه أحيت الكثير داخل أبنائه".
وتضيف: "مشاعري اليوم مختلطة فأنا سعيدة لحصولي على هذا المعدل؛ ولكن حزينة لفراق والدي وعدم وجوده معنا في هذه اللحظات الجميلة، ورغم هذا فإنني أدعو له بالرحمة والقبول, وأهدي نجاحي لروحه الطاهرة التي شجعتني على التفوق".
أما والدتها أم مصعب فلم تستطع إخفاء دموع الفرح التي اعتلت ملامحها، فمثل هذه المناسبات تكون الأقرب لاستذكار الشهيد التلاحمة, ووصاياه لأبنائه بالمحافظة على دينهم وعلمهم.
وتقول لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "أبنائي ولله الحمد طبقوا وصية والدهم الشهيد وكانوا من المتفوقين دوما، واليوم أشعر بأنه معنا وأن ابتسامة الرضا تظهر على وجهه".
يشار إلى أن الشهيد التلاحمة اغتيل برصاص الاحتلال عام 2003 في مدينة رام الله بتهمة قيادة كتائب القسام في الضفة الغربية.