محمد صالح - السفير:
«ألا يستحق أكثر من 375 طالباً فلسطينياً، من أبناء مدينة صيدا، ثانوية في المدينة، حيث يتكبدون العناء والمصاريف الإضافية للوصول إلى ثانوية في عين الحلوة؟». سؤال طرحته الهيئات التربوية الفلسطينية، التي عقدت ورشة عمل تربوية أمس، في مقر «اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني - أشد»، في صيدا، بمشاركة عدد من الطلبة. وتطرقت الورشة إلى التداعيات السلبية لعدم وجود ثانوية تابعة لـ«الأونروا» في المدينة، وتداعيات القضية التي يعاني منها الطلبة منذ سنوات طويلة.
ولفتت المداخلات إلى أنه، نتيجة لتلك الضغوط التي استمرت عدة أشهر من قبل الفصائل الفلسطينية، واللجان الشعبية، والهيئات التربوية، استجابت وكالة «الأونروا» لمطالب الطلبة، ووافقت على بناء ثانويات، في صور والشمال وعين الحلوة والبقاع وبيروت باستثناء مدينة صيدا. وأشارت المداخلات إلى أنه «بالرغم من ذلك الإنجاز المهم، الذي تم تحقيقه بفعل نضال الطلبة، إلا أن الطلبة الفلسطينيين من أبناء مدينة صيدا، التي يقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين فيها بأكثر من 30 الف لاجئ، حرموا من ثمار ذلك الإنجاز حيث لم تشملهم عملية بناء الثانويات، واستمر طلاب المدينة بالدراسة في ثانوية بيسان التابعة للوكالة في مخيم عين الحلوة».
ولفت المشاركون إلى أن عدد الطلاب يتزايد سنوياً، وبالتالي بات من الضرورة أن تضع وكالة «الأونروا» الموضوع في سلم أولوياتها، خاصة أن العديد من الطلاب الفلسطينيين من أبناء المدينة يضطرون للتسجل في مدارس خاصة نتيجة عدم قدرة «ثانوية بيسان» التابعة للوكالة في المخيم، على استيعاب عدد أكبر من أبناء المدينة. الأمر الذي يزيد ويفاقم من معاناة الأهالي ويشكل عبئاً اقتصاديا إضافياً عليهم في ظل تردي أوضاعهم المعيشية وعدم قدرة العديد منهم على تأمين متطلبات وأقساط الرسوم المدرسية في الثانويات الخاصة، وعدم استيعاب المدارس الرسمية سوى أعداد محدودة جداً من الطلبة الفلسطينيين، بفعل قـوانينها التي تحدد نسبة معينة لأعداد الطلبة غير اللبنانيين.
وأكد بيان صادر عن الورشة التربوية أن «الأونروا ليست عاجزة عن توفير التمويل لبناء ثانوية في مدينة صيدا.