وليد درباس - عين الحلوة:
إعتادت مدرسة الفالوجة الإبتدائية المتوسطة للبنات في مخيم عين الحلوة، أن تتوج سنويا إنتهاء عامها الدراسي بإقامة حفل تكريمي تجمع فيه بين مكونات العملية التربويه التعليميه (الأسرة التعليميه، أهالي وذوي الطلبه، "تحديدا الأمهات لخصوصية دورهن ومهامهن بالمجتمع الفلسطيني"، ممثلي الشان التربوي الرسمي والأهلي ...الخ) "، وعادةُ التكريم الدوري هذه تستند لمنهجية تربويه تعليميه يعمل خلالها أفراد الطاقم التربوي، بالتعاون وبإشراف المديرالأستاذ "جمال شريدي"جُلَ طاقتهم تجاه التلميذات، كما ويشكل إستمرار تواصلهم مع ذوي التلميذات، والأمهات بمقدمتهم، منفذا بالغ الأهمية لتدراك الثغرات وما قد يطرأ من تراجع بالمستوى التعليمي التربوي بأوساط التلميذات وأحيانا لدى القيمين التربويين، لذا فقد وصف البعض ممن حضر"حفل التكريم" الذي نظمته مدرسة الفالوجة بقاعة الشهيد زياد الأطرش يوم السبت الموافق 28/5/2011 ، بأنه كان أقرب "لتظاهرة تربويه"، فقد رعى الحفل مديرالتربية والتعليم للأنروا بلبنان الأستاذ "وليد الخطيب" وحضره أيضا كُلاَ من مديرالأنروا بمنطقة صيدا ومديرالأنروا في مخيم عين الحلوة، وممثلين عن المجلس التربوي الفلسطيني بعين الحلوة، وحشد من مدراء ومعلمي مدارس الأنروا ومؤسسات المجتمع الأهلي بعين الحلوة، وبسبب من زحمة الحضوروكثافة الأقبال من أمهات وأهالي وتلاميذ، لم يتبقى بالقاعة التي تتسع لمايزيد عن ال"300" شخص متسع وإلا وشغله الحضورحتى وقوفاَ.
أفتتح الحفل بعرض أعتلت خلاله التلميذات المتفوقات منصة المسرح تباعاَ، ومن ثم تلاوة عطرة من القرآن الكريم قدمتها الطالبة "عبير هريش".
قدمت الحفل المعلمة "شيرين صبحه" فرحبت بالحضور وأضاءت بعجالة على التحصيل العالي الذي باتت تحققه تلميذات الفالوجة وليس على مستوى عين الحلوة وصيدا وحسب بل ووصل حداَ أهلَ المدرسة لتكون بالمراتب الأولى على مستوى لبنان، ورأت بالتحصيل مؤشرا ومدعاة للتأكيد على قدرة التلاميذ والطلبة الفلسطينين على مضاهاة سواهم من أبناء العالم لابل والوصول لمراتب متقدمة، كما وأستشهدت بأسماء ثلة من التليمذات المتفوقات.
كلمة مدرسة الفالوجة ألقاها مديرالمدرسة الأستاذ "جمال شريدي"رأى بأن الظروف الصعبة والقاسية والأوضاع الإجتماعيه المثقلة بالهموم، لم تحل دون وصول مدرسة الفالوجة "للمرتبة الأولى على مدارس عين الحلوة، والمرتبة الثالثة على صعيد مدارس صيدا في تجربة نيسان 2011 ، سيما وأن نسبة 71% التي حققتها المدرسة تعتبرالنسبة الأعلى بتاريخ الأنروا على مستوى عين الحلوة" وأعتبرذلك بمثابة رسالة للعالم ب"أن الشعب الفلسطيني هو شعب حي، شعب طموح ، شعب يستحق الحياة وقادرعلى أن يجد له مكاناَ مثل كل شعوب العالم"، كما ورد مستوى التحصيل والنجاح الذي تحققه المدرسة وتلميذاتها لدرو كل من الهيئة التدريسيه بالمدرسة وللدورالفاعل للأمهات بإعتبارهن شركاء بمسيرة النجاح التي رسمتها المدرسة بالشراكه معهن، وتابع يقول "لذا توجب علينا بمدرسة الفالوجة أن نقيم هذا الحفل على شرفهن وتكريما للأمهات"، وتوجه من الطلبة بالقول"أنتم جيل المستقبل، أنتم من سيرفع علم فلسطين عاليا فوق سماء القدس عاصمة فلسطين الغالية، .... .نفتخر بكم ونعتز بنجاحكم وتفوقكم .... الخ"، ومن جهة أخرى خاطب طلبة الصف التاسع بالقول"أيام قليلة تفصلنا عن موعد الشهادة الرسمية، نقول لكم إنطلقوا وهاماتكم مرفوعة وأقدامكم ثابتة، فأنتم تنتسبون إلى مدرسة الفالوجة التي زودتكم بكل أسباب النجاح وعملت على تقديم كل ما تحتاجونه...المطلوب منكم أن تواصلوا الدراسة بكل عزم ونشاط وأمل متجدد بالنجاح إن شاء الله ..."، وختم بتوجيه الشكر للأخ ماهر شبايطه للمساعدة والدعم الذي قدمه ويقدمه ولتعاونه ومساهمته بنجاح العمل، وشكرالمجلس التربوي الفلسطيني لتعاونه وجهوده، وثمن دور مؤسسة "نبع" ودعمها للنشاطات اللامنهجية بالفالوجة، كما وشكرلجمعية "مركز التواصل الاجتماعي" مشاركتها متمنيا أن تستمر بالتعاون لما فيه مصلحة الطلاب.
بدروه مدير التربية والتعليم "وليد الخطيب"خاطب الحضور ومؤكداَ على أن النجاح فرحة كبيرة مابعدها فرحة، وتمثل قائمة السعادة، وأضاف هذا ماألمسه بحفل اليوم، وألحظه طرف الامهات اللواتي جئن كي يفرحن بنجاح أبنائهن ومشاهدتهم بفرح، وإعتبرالنجاح دلالة على قدرة الأمهات وإستعدادهن رغم الظروف الصعبة وعملهن بالبيت وخارج البيت أنهن قادرات على رعاية أبنائهن، وأنهن يوجهن بذلك رسالة للعالم أجمع مفادها "أن لدى الأبناء الفلسطينين قدرات وإمكانيات تؤهلهم ليكونوا مبدعين، ولذا فهم يستحقون المساندة".
من جهة أخرى أثنى "الخطيب"على دور المعلمين ورأى بحفل اليوم ثمرة تعاون مشترك مابين المدرسة والأهل والمجتمع الأهلي بكافة ألوان الطيف الفلسطيني، كما ودعا لمخاطبة الأنروا لأبداء الملاحظات والإشارة للتقصيرات، ومن ثم تحدثت السيدة "أم محمد إبراهيم" بإسم مجلس الأهل والطالبة "سارة سيد" بإسم الطالبات المتفوقات فأشادتا بدور الهيئة التعليميه لمدرسة الفالوجة ومديرها بوقت دعت فيه "سارة" زميلاتها الطالبات لمتابعة تفوقهم.
هذا وتخلل الحفل العديد من الفقرات والنشاطات المتنوعة ومنها "رقصة لاجئ"، ومجموعة من المشاهد المعبرة قدمتها المعلمة "زهرية صياح" ولاقت تقدير وإستحسان كبيرين، ورقصة فولكولورية قدمتها تلميذات الصف السابع والثامن على نغمات "صوت الحدى"، كما وقدمت جمعية التواصل الإجتماعي "مسرحية ألوان" من إنتاج وإخراج "لمى الخميس" طالت مشاهد تعبيريه لواقع الفلسطينين قبيل وبعد نكبةالعام 1948، وقدمت فرقة الفنون الشعبيه بإدراة الاستاذ "محمود زيدان" مجموعة من الحركات الإيمائية الرائعه بعنوان "كوكتيل مريومه" ولاقت رقصة الختام "علي الكوفيه"، التي قدمتها طالبات الصف السابع والثامن ترحاباَ وتصفيقا شديدين، وصل حداَ دفع بالعشرات من الحضورلإعتلاء منصة المسرح وتشبيك الأيادي والبدء بالدبكة الشعبيه .
**
يشار إلى أن عدد تلميذات مدرسة الفالوجة يناهز ال"700" تلميذة ويُدرجْ ثلثهم بخانة المتفوقات لهذا العام