في 2001 قدمت اللجنة المشكلة برئاسة السيناتور الأميركي السابق جورج ميتشل مقترحات سميت باسم "تقرير لجنة ميتشل".
خارطة الطريق
وفى عام 2002 جاءت خارطة الطريق وهو الاسم الذي أُطلق على مبادرة سلام في الشرق الأوسط. حيث كان هدف المبادرة بدء محادثات للتوصل إلى حل نهائي لتسوية سلمية من خلال إقامة دولة فلسطينية بحلول 2005 وهي عبارة عن خطة سلام أعدّتها اللجنة الرباعية التي تضم كلًا من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا.
وتركز هذه الخارطة على نقاط من بينها: إقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية، وعلى أن تتم التسوية النهائية بحلول عام 2005، وهو ما لم يقع.
فالصهاينة بعد تأمل لها وإدخال شروطهم عليها قد قبلوها راجين منها أن تؤتي أكلها في تحجيم المعاناة اليهودية والمتمثلة في القلق الشعبي والصراعات الداخلية السياسية وانهيار المعنويات العسكرية وتخبط الاقتصاد في الدولة اليهودية جرّاء (العنف الفلسطيني) والانتفاضة التي احتار الجميع في حصارها وترويضها.
أما الجانب الفلسطيني المفاوض فلا شك أن حال السلطة الوطنية الفلسطينية أشد حرجًا أمام شعبها حيث فشلت على مدى سنوات عملية التفاوض السلمية ولم تفلح من خلالها أن تكون شيئًا أكثر من سوط في يد الجلاد الإسرائيلي وورقة توت لإسرائيل تقنن الوجود الإسرائيلي وتساعد الاحتلال.
هي ليست خارطة طريق ولكنها الشكل النهائي لإعلان وفاة العرب وصيغة العمل الجماعي العربي والإسلامي، وعلى شعوب المنطقة وأنظمتها أن تعي ما يُحاك لها. فهذه ليست خارطة طريق فحسب! ولكنها في الحقيقة خارطة طريق للقضاء النهائي على مقومات البقاء السياسي والثقافي والديني في العالمين العربي والإسلامي وما ذلك إلا تمهيدًا عمليًا لإقامة إسرائيل الكبرى تحقيقًا لنبوءات التوراة والإنجيل .
مؤتمر أنابوليس
و في 2007 دعا الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش إلى عقد مؤتمر للسلام يُطلق مباحثات من أجل الوصول إلى حل الدولتين، وبناء دولة فلسطينية ذات حدود متصلة وقابلة للحياة عرف بمؤتمر أنابوليس.
انطلقت مفاوضات ماراثونية بين رئيس السلطة محمود عباس ورئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود أولمرت، وفي نهاية 2008 توقفت المفاوضات بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، لكنها قبل ذلك كانت بحكم المنتهية، وتبادل الطرفان اتهامات بعرقلة المفاوضات .
تغيرت الحكومة الإسرائيلية، وتغيرت الإدارة الأميركية، وقال الفلسطينيون إنهم يريدون وقفًا تامًا للاستيطان قبل العودة إلى مفاوضات جديدة مع حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة. رفض نتنياهو ذلك وأطلق العنان للبناء الاستيطاني، لكنه جُوبِه بضغوط أميركية كبيرة وتبنى الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما موقف الفلسطينيين في وقف الاستيطان ، قبل أن يتراجع عن مواقفه ويوجه صفعة للسلطة كادت تطيح بالرئيس الفلسطيني الذي قال نهاية العام الماضي إنه سيستقيل بعد فشله في تحقيق السلام.
وآنذاك اعترف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بفشل 18 عاما من المفاوضات، مؤكدًا أن الرئيس محمود عباس توصل إلى قناعة باستحالة إقامة دولة فلسطينية في عهد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
حاولت الولايات المتحدة معالجة الموقف، واقترحت مفاوضات غير مباشرة للوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف، فوافق الفلسطينيون والدول العربية، لكن إسرائيل وجهت إهانة للولايات المتحدة بإعلانها عن بناء 1600 وحدة استيطانية في القدس في مارس/آذار 2010 ووضعت الفلسطينيين في موقف حرج مبدية رفضها الأولي في إجراء أية مفاوضات جرّاء الإصرار الإسرائيلي على توسعة المستوطنات في أراضي الضفة الغربية
وافقت السلطة الفلسطينية في رام الله لاحقًا على بدء المفاوضات غير المباشرة لمدة 4 أشهر فقط؛ للوصول إلى حل لأزمة خانقة وجمود حقيقي للوصول إلى السلام المنشود
وعلى الرغم من مرور السنوات الطِوال منذ بدء أول جولة تفاوضيّة بين الجانبين الفلسطيني و(الإسرائيلي)، والذي تجاوز في مدته جيلا عمريّا كاملا؛ إلا أننا كفلسطينيين لم نحصل على أيِ شيءٍ من الممكن البناء عليه، وإكمال مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة واعتبار القدس عاصمةً لها، وعودة اللاجئين إلى ديارهم واسترداد أراضيهم المسلوبة، وخروج الأسرى من السجون الإسرائيلية، كمطالب أساسية رفعها المفاوض الفلسطيني منذ بداية جولات المفاوضات على اختلاف أوقات انعقادها، وأن كل الوعود التي يخرج بها عقب كل جولة يتبين لاحقًا أنّها مجرّد بالونات هواء تطير عاليًا ولا نعد نلقاها مرة أخرى ونعود من حيث بدأنا.
ولا بد للإشارة أن المكسب الوحيد خلال الوقت الحالي كان نِتاج مفاوضات غير مباشرة تمت عبر وسيط أوروبي لعرض تسجيل مرئي قصير عن الأسير الإسرائيلي "شاليط" يثبت أنه لا زال حيا وبصحة جيدة، فكانت صفقة الحرائر التي خرج بموجبها 19 أسيرة فلسطينية وخرج مع إحداهن طفلها الوليد الذي رأت مقلتاه النور وهو في الأسر، مفارقات كثيرة تتجلى كل يوم لكل متابعٍ للمشهد الفلسطيني ولملف المفاوضات على وجه الخصوص، كلّها تُجسّد بشكل واضح وجليّ أن الاحتلال (الإسرائيلي) من الممكن أن يتنازل وينحدر في مطالبه لو واجه خصما قويا متمسكا بالثوابت والحقوق، وأن المفاوض الفلسطيني بإمكانه انتزاع حقوقه المشروعة حين يكون أكثر صلابةً وقوةً وعنادًا ولا يتأثر بالحجم الكبير للضغوطات والصعوبات التي قد تواجهه.
المفاوضات ... مخاض عسير..
حتى متى؟؟!! وإلى أين ؟؟!!