http://www.thaqafa.org
غزة - خاص
أجرى مكتبنا في غزة حواراً مع الدكتور عطا الله أبو السبح رئيس رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين في قطاع غزة-وفيما يلي نص الحوار:
1- نسعد بلقائك دكتور عطا الله أبو السبح ونشكرك على إتاحة هذه الفرصة لنجري معك هذا الحوار الثقافي، ونرغب بداية أن تعطي قراءنا نبذة عنك؟
الدكتور عطا الله أبو السبح هو أستاذ جامعي ووزير الثقافة الأسبق، شاعر وكاتب عمود أسبوعي في صحيفة الرسالة الفلسطينية، ثم عمود يومي في جريدة فلسطين الفلسطينية، ومجلة السعادة كذلك، له دراسات في الفكر الصهيوني والصراع العربي الإسرائيلي، وصاحب برنامج "محاولة للفهم" الأسبوعي، والذي كان يعرض على فضائية الأقصى لحوالي سنة ونصف.
2- مر عام على إنشاء رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين التي ترأسونها، لو تحدثنا كيف نشأت لديكم فكرة إيجاد هذه الرابطة؟ وما مدى حاجة المشهد الثقافي الفلسطيني لهذه الرابطة؟
نشأت الفكرة من خلال النظرة الفاحصة للمشهد الثقافي في قطاع غزة، وما اعتراه من ترهل وإهمال، وفتور من قبل اتحاد الكتاب الفلسطينيين في غزة, الأمر الذي استوجب أن يتنادى فريق من المثقفين والأكاديميين لبعث الحياة الثقافية في المجتمع الفلسطيني، وتكوين جسم ناظم لأقلام الأدباء والكتاب، وتبني الأقلام الشابة الواعدة لتصليب ثقافة المقاومة، والتصدي للمشروع الصهيوني التهويدي للقضية الفلسطينية أرضاً وإنساناً وهويةً.
وحاجة المشهد الثقافي الفلسطيني حاجة ماسة وملحة، خاصةً لما أسلفت، لذا وجدنا إقبالا واسعا من قبل أصحاب القلم والفكر.
3- ما هي المعايير التي وضعتموها لقبول عضوية المنتسبين في الرابطة؟ وهل هي موضوعية؟
ليس هناك معايير إلا الإبداع الخلاق والانتماء لمشروع المقاومة بكل أبعادها وأهدافها وآلياتها، من غير تمييز بين فلسفات أو أيدلوجيات أو انتماءات حزبية، طالما أن القاسم المشترك قد توفر، الإبداع والانتماء.
في اعتقادنا أنها –المعايير- موضوعية لذا كان هذا الإقبال الكبير والذي أثار حفيظة أنصار المشروع الاستسلامي المسمى زوراً، السلام !!
4- هناك جسم آخر يضم المثقفين الفلسطينيين في غزة، برأيك، هل أنتم بديل عنه؟
لا لسنا بديلاً، وقلنا ذلك منذ اللحظة الأولى لانطلاقتنا في كلمة رئيس الرابطة، وأكدنا عليه مراراً، وقلنا نحن رافد للحياة الثقافية الفلسطينية، ويدنا ممدودة بيضاء لا غبار عليها، ولا أصفاد لكل من يسهم في إثراء حياتنا الثقافية.
ولذا، فقد قبلنا الدعوة الكريمة التي تلقيناها من السيد رئيس اتحاد الكتاب العرب، وأبدينا استعدادنا المطلق للسفر إلى دمشق، للجلوس مع إخواننا ممثلي الاتحاد سواءً في الضفة الغربية أو غزة أو الخارج، لنضع ميثاق شرف للعمل في هذا الميدان، ونحن متوحدون بلا تفرقة، على أن ينص الميثاق على التزام آمال وآلام الشعب الفلسطيني ونضالاته، في سبيل التحرر والانعتاق من المشروع الصهيوني دون حرص على منصب أو قيادة، ولا يعنينا في ذلك إلا الإنسان الفلسطيني وغاياته وأهدافه وطموحاته.
5- كيف يمكن أن يعزز المثقفون الوحدة بين أبناء الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل إدعاء البعض أنكم عززتم الانقسام؟
أقول لم نعزز الانقسام بل حرصنا على وحدة الشعب الفلسطيني وتوحيده خلف جدار المقاومة، وسبق وقلت إننا مددنا أيدينا لكل مبدع ومثقف يرى في الصراع العربي الإسرائيلي صراع وجود وتاريخ وفكر تعززه المقاومة والتضحيات، وهذا ما نادينا به منذ اللحظة الأولى ولا نزال نعتمده كأسلوب عمل، إن ما كانت السياسة سببا فيه لابد أن تعالجه الثقافة والمثقفون وأهل الفكر أقصد التمزق والانقسام.
6- هل هناك جهود مبذولة لتوحيد الساحة الثقافية الفلسطينية؟
نعم هناك جهود مباركة، وجرى اللقاء الأول في دمشق، وقد وكلنا المدير العام لمؤسسة فلسطين للثقافة لينوب عنا في حضور الاجتماعات التوحيدية نظراً لعدم تمكننا من السفر والوصول إلى دمشق بسبب هذا الحصار الظالم، وكنا نتمنى بل وحزمنا حقائبنا لتلبية هذه الدعوة الكريمة التي تسلمناها من الأستاذ محمد السلاموني (مصر) ولكن، وللأسف فإن الذين نقضوا الكلمات الأولى للاتفاق هم جماعة اتحاد الكتاب – رام الله، ورمونا بالانقلابية وبأننا مجرد هواه، والمتابع لهيئة الرابطة الإدارية، يجد أن فيها ثلاثة من حملة الأستاذية بعد الدكتوراه، وفيهم من الشعراء المرموقين وذوي الشهرة والذين عملوا في الهيئة الإدارية لاتحاد الكتاب لسنوات خلت.
7- ما هي أهم إنجازات الرابطة في ظل الشهور التي مضت من عمرها؟
أهم إنجازات الرابطة تمثلت في إصدار العديد من الكتب والمطبوعات من دواوين شعر وروايات وقراءات نقدية وغيرها، بجانب تنظيم العديد من الندوات والمؤتمرات التي ناقشت جوانب من الحياة الثقافية الفلسطينية وسبل النهوض بها وتطويرها، كما نظمت الرابطة العديد من المسابقات الثقافية، وكان الأهم انتساب عدد كبير من المثقفين والكتاب والأكاديميين في الرابطة، هذا كله جاء بعد فترة قصيرة من تأسيس الرابطة وهذا إن دل فإنه يدل على الروح التي يعمل بها القائمون عليها، والرغبة في رسم صورة مشرقة للثقافة الفلسطينية.
8- ما هي طموحاتكم المستقبلية لبلورة المشهد الثقافي المقاوم؟
نطمح أولا إلى توحيد الصف المثقف المقاوم، وثانياً إلى الارتقاء بالمخرجات كماً ونوعاً، وثالثاً، تبني الأقلام الشابة المبدعة، ورابعاً الالتحاق بركب المثقفين العرب ونشر الكتاب الفلسطيني، ليصل إلى القارئ العربي في مختلف أماكن تواجده، لتجلية الصورة أمام العين العربية.
أما خامساً، فنطمح إلى تصليب جدار المقاومة ضد هذا المشروع الإجرامي الصهيوني التي يمثل خطراً داهماً على الأمن القومي العربي، وسادساً، رفض كل محاولات التشويه والاحتواء والصهينة.