حمزة الملاح: فاز في مسابقة أنتل عن اختراعه جهازالتلفزيون الذكي
اللواء / ثريا حسن زعيتر:
يكبرون قبل أوانهم.. طلاب لبنان يسبرون غور التكنولوجيا وهم صغار، يحلمون أن يصبحوا علماء ومبدعين ومميزين وهم كبار، فيخوضون التجارب العلمية ليحققوا النجاح ويتألقون مع مدارسهم قبل أن يرفعوا اسم لبنان عالميا.. والطالب حمزة الملاح، واحد من تلامذة <ثانوية الايمان> في صيدا الذي جسّد الابداع وحقق النجاح حين تقدم بمشروع ذكي. بعدما توفّرت له الأجواء المناسبة للإبداع الفكري، علماً أنه ما زال في مراحل تعليمه الأولى، فإستطاع أن يكون أكثر إبداعاً مع أبناء جيله بدعم وتشجيع مدرسته ووالديه، حيث أن للمدرسة دوراً مهماً في مساعدة الطلاب على امتلاك القدرات والمهارات اللازمة للإبداع والابتكار، وتحويل الأفكار المميزة إلى عملية منهجية منظمة لحل المشكلات وتوليد المشاريع الإبداعية، تماماً كما حال الوالدين الذين يحرصون على تشجيع ولدهم كي يكون مميزاً على الدوام··
والطالب حمزة الملاح، فاز في <معرض لبنان العلمي الرابع>، الذي نظمته <مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة> ومؤسسة <أنتل> في صيدا، برعاية رئيسة <لجنة التربية والثقافة النيابية> النائب بهية الحريري، وشارك فيه 144 طالباً وطالبة من 27 مدرسة رسمية وخاصة، عبر 71 مشروعاً وتحت إشراف 49 استاذاً··
وفازت بنتيجة تقييم لجنة التحكيم، 6 مشاريع من المعرضين في صيدا وبيروت كأفضل المشاريع المشاركة هذا العام، والتي أهّلت أصحابها ومدارسهم لتمثيل لبنان في معرض <أنتل> الدولي للعلوم والهندسة، حيث سيُقام في أيار المقبل في مدينة سان جوزيه في ولاية كاليفورنيا ? الولايات المتحدة الأميركية··
<لــواء صيدا والجنوب> التقى الطالب حمزة الملاح الذي تمكّن من إيجاد حل لمشكلة الكثير من الأطفال عبر اختراعه جهاز - <التلفزيون الذكي>، فما هو هذا الاختراع··
التلفزيون الذكي عبارة عن جهاز بحجم جهاز (الدي في دي أو الرسيفر) أو الفيديو، بإمكانه مراقبة المنطقة القريبة من التلفزيون التي تشكل خطر على عيون الأطفال، بحيث إذا إقترب الطفل منه وضمن هذه المسافة التي يحددها الأهل مسبقاً، سيتعرف الجهاز على هذا التدخل ويقطع البرنامج أو الفيلم المعروض على التلفاز، ويعرض صورة تحذير على الشاشة تنبّه الطفل بوجوب الإبتعاد وبعد التكرار سيتعلم الطفل بوجوب البقاء على مسافة كي يستطيع متابعة ما يُحب مشاهدته، فعندما يبتعد الطفل ويتأكد الجهاز من هذا الإبتعاد فسيعاود عرض ما كان على الشاشة·
كذلك، فإن الجهاز يجد حلاً لمشكلة أرقت الكثير من الأهالي والمشاهدين وتتمثل بضياع (الريموت كونترول) الخاص بالتلفاز، اذ يجري ربط جهاز التحكم عن بعد لاسلكياً بجهاز التلفزيون الذكي، وذلك لضمان عدم ضياعها وفق مسافة معينة داخل الغرفة وخارجها يصدر إنذاراً وصوتاً بمكان وجودها·
حمزة الملاح
حمزة الملاح (16 عاماً) مقدم مشروع التلفزيون الذكي، والذي ينحدر من عائلة صيداوية، اذ يعمل والده محاسب·· أوضح أنه <لا يوجد تلفزيون ذكي بالمعنى الحرفي وآخر غبي، ما توصلنا إليه وهو معالجة مشكلتين كبيرتين يقع بهما الأولاد والمشاهدين، الأولى عندما يقترب الأولاد كثيراً منه وعلى المدى البعيد يؤدي الأمر الى ضعف النظر، وقد أثبتت الأبحاث العلمية إن النظر لا يخاف - أي عندما نقترب كثيراً من التلفزيون يكون <بؤبؤ> العين ضيقاً وعلى المدى البعيد تصبح العضلة ضعيفة فيتراجع حدة النظر، نحن نضع النظارات لإراحة العيون، والجهاز عبارة عن إنذار بمثابة تحذير عن قرب الأولاد أو المشاهد من التلفزيون>·· موضحاً <أن صورة التحذير التي يعرضها الجهاز قابلة للتعديل والتغيير أو وضع مكانها مقطع فيديو تحذيري، إذ يحتوي هذا الجهاز على مكان لوضع <كارت> الذاكرة الخاص بالكاميرات (SD أو MS أو XD)، وبدورها يقوم الجهاز بقراءة الصورة أو الفيديو وعرضها كتحذير>·
أما المشكلة الثانية فهي ضياع (الريموت كونترول) الخاص بالتلفاز، وهنا يتم ربط جهاز التحكم عن بعد لاسلكياً بجهاز التلفزيون الذكي، وذلك لضمان عدم ضياعها وفق مسافة معينة، وإذا إبتعد الريموت خارجه ستبدأ بإصدار صوت تنبيه حاد حتى تعود إلى داخل الغرفة، وإرتجاج مثل الموجود في الجوالات، وبحال إضاعتها بإمكان أي شخص أن يضغط على زر في الجهاز، ليبدأ الريموت بإصدار التنبيه، كما يُمكن لمالك الجهاز أن يحدّد حجم الغرفة ليتم تغطيتها بمجال التحكم للريموت، فهذا الجهاز هو حاجة لكل منزل لمعالجة هاتين المشكلتين·
وأشار الى <أن فكرة المشروع تقوم على إعتماد موضوع الحساسية التي نراها في معظم الاماكن، في المستشفيات كما في البنوك لمنع حصول السرقات، فعندما ترى الشخص يقترب تعطي إنذاراً، وهذا الأمر ينطبق على الإقتراب من التلفزيون سواء الأولاد منهم أو المشاهدين العاديين لمنع الوقوع في المحظور والإصابة بضعف النظر>·
وأوضح <أن مدة المشروع إستغرق 45 يوماً، وقد شجعني مدير قسم المعلوماتية والروبوت عبد الودود النقوزي، ومدير الثانوية كامل كزبر والشيخ مصطفى الحريري وكذلك والديّ، اليوم طموحي إن أرى مشروعي يدخل الى كل منزل، كي ننهي معاناة الأهل حيال إقتراب الأطفال من التلفاز، فكلما سبر الإنسان غور التكنولوجيا كلما حقق نجاحاً وشهرةً وازداد خبرة وسمعة طيبة، وفي نهاية المطاف فإن كل ذلك يصب في خدمة مدينتي صيدا ووطني لبنان>·
وقال الملاح: كنت أتوقع الفوز والنجاح لأنني تعبت كثيراً على مشروعي·· مشيراً الى <أن تكاليف المشروع تكفلتها المدرسة على إعتبار أنها توفر المواد الأولية، ونحن نقوم بتجميعها لإنجاز المشروع والنجاح فيه>، خاتماً أتمنى على كل الطلاب والطالبات من الجيل الصاعد الذي شاهد كل هذه المشاريع، أن يُساهم في تحقيق طموحاته وكل أحلامه وينمي القدرة والطاقة بشكل أكبر، لأن ذلك يؤدي في نهاية المطاف الى تقوية الشخصية، الآن أصبحت أشعر أنني أكبر من عمري، ولديّ الجرأة على الكلام والتصرف بحكمة مثل الكبار والتعرف على أشياء، لم أكن أعرفها من ذي قبل، كذلك أتمنى أن أصبح عالماً مشهوراً أرفع إسم لبنان في المحافل العلمية، وسأقوم بأول تجربة في السفر في أيار الى أميركا، وأنا أصغر المشاركين·
عبد الودود النقوزي
ويقول مدير قسم المعلوماتية والروبوت في <مدارس الإيمان> - صيدا، والمشرف على مشروع التلفزيون الذكي عبد الودود النقوزي: إننا في <ثانوية الإيمان> - صيدا ليس المرة الأولى التي نُشارك فيها في المسابقات التكنولوجية، كنا دائماً السباقين في شتى المجالات العلمية والتقنية، فبعد إختراع الجهاز الذي أتاح للمكفوف القراءة عبر الكمبيوتر قبل عامين في مسابقة <أنتل>، وحصولنا على المرتبة الثانية عالمياً وتقدير النازا بتسمية الكواكب تبعاً لطلابنا، ومطلع هذا العام كان لنا شرف التمثيل الأول للبنان في بطولة العالم بالروبوت في كوريا، بالإضافة إلى تمثيل لبنان في منظمة الأمم المتحدة للبيئة UNEP لخمس سنوات متتالية في (بريطانيا، الولايات المتحدة - مرتان، ماليزيا، اليابان)، وهذا العام بإختراع جهاز التلفزيون الذكي في مجال التكنولوجيا، وفي مجال الكيمياء في تركيب دواء جديد لداء البواصير كلياً من الأعشاب، وأثبت مفعوله بالإضافة إلى إكتشاف بكتيريا جديدة التي تم التعامل معها، لإضافتها إلى فلاتر مياه الشرب لتنقي المياه من المعادن الثقيلة الزائدة عن المعدل الصحي في مجال العلوم الطبيعية، وأخيراً في الرياضيات تم وضع أسلوب جديد يُسهل طرق شرح وتفسير عدة قاعدات يستصعبها الطلاب في الصفوف·
وأكد <أن سبب النجاح يعود الى توجّهات الثانوية لتنفيذ التطبيقات العملية الى جانب الدروس المنهجية في الصفوف والقواعد النظرية، وخير دليل على ذلك أننا ننظم كل عام معرض علمي يضم ما بين 140-150 مشروعاً، وهذا العام لدينا نحو 140 مشروعاً علمياً في التكنولوجيا والرياضيات والفيزياء والكيمياء، وكلها ترجمة عملية لمدى الإهتمام بتنمية قدرات الطلاب التطبيقية التي تتيح لهم المشاركة في مسابقات التكنولوجيا على مستوى مدارس لبنان والعالم>·
وأقر أن هذا الأمر يتطلب جهداً كبيراً، ونحن في الثانوية نعمل كفريق وأنا المسؤول عنه في المسابقات التكنولوجية، أما في المعرض العلمي فكل أستاذ لديه مجموعة تتنافس مع الاخرى بهدف الفوز، ونحن كل عام نتوقع النجاح لأننا نعمل بطريقة مميزة سواءً في المعرض أو المسابقة التكنولوجية، ونضع دوماً نصب أعيننا الفوز، لأنه هدفنا:
- أولاً: تألق الثانوية·
- ثانياً: إكتساب الطلاب التفوق والخبرة والثقة بالنفس·
- ثالثاً: خدمة مدينة صيدا بكل ما هو مفيد·- رابعاً: رفع إسم لبنان عالياً في المحافل الدولية·
وأوضح أن المدرسة تسعى نقل التجربة الطلابية من المواد النظرية الى التطبيقية وفق منهاج علمي يرفع في نهاية المطاف المستوى الأكاديمي، قائلاً: إن المهم في كل المشاريع العلمية،هو أن يطرح الطالب فكرة جديدة مهمة لم يسبقه أحد اليها وتهدف الى خدمة الناس والبشرية، فنسعى الى تطويرها وتنفيذها بالتالي بعد تأمين المواد المطلوبة دون أن نكبد صاحب الفكرة - المشروع أي نفقات مالية، بينما مشاريع الرياضيات والفيزياء والكيمياء لا تحتاج عادة الى مثل هذه المواد·
وأكد النقوزي <أن الأفكار كانت ستبقى مجرد أفكار اذا لم نقم على تطويرها وتطبيقها، وفي حياتنا اليومية أمثلة كثيرة على ذلك يقول الإنسان لو نعمل هكذا، وهكذا كي نتخلص من مشكلة معينة ويكتفي بذلك بينما مع الطلاب نستقطب الأفكار المبدعة ونعمل على تحويلها الى حلول ممكنة، ومع حمزة كان الشاهد على مشكلة مزمنة مع اقتراب الأطفال من التلفزيون، والحل ليس باطفائه كل مرة والمراقبة الدائمة، بل في هذا الجهاز>·