« حان الآن موسم زيت الزيتون.. وهذه فوائده وطقوسه في بلادنا »







 شبكة العودة الإخبارية – إبراهيم ديب

لا تكاد تدخل بيتاً في فلسطين إلا وتجد لزيت الزيتون حيّزاً كبيراً، فهو يعبّر عن تراثنا وهويتنا الفلسطينية.

زيت الزيتون من أكثر المؤن التي تدخل البيت في كل عام، وفلسطين تشتهر بعدد هائل من شجر الزيتون في كل مدينة وبلدة وقرية وبيت، حيث بلغت نسبة عدد أشجار الزيتون المزروعة في فلسطين ما يقارب 57%، وتعتمد أكثر من 100 ألف أسرة على الزيتون كدخل أساسي.

زيت الزيتون الذي يُعدّ إرثاً أصيلاً وتراثاً فلسطينياً يُعبّر عن هويتنا الفلسطينية التي يحاول الاحتلال طمسها عبر التهويد والتحرش بالتاريخ للانتساب إليه من خلال آثار وطقوس بلادنا.

يبدأ موسم قطف الزيتون في فلسطين بهدف العصر واستخلاص زيت الزيتون اعتباراً من منتصف شهر تشرين الأول (أكتوبر) في المناطق الساحلية وشبه الساحلية والدافئة، وبداية شهر نوفمبر في المناطق الجبلية، وذلك وفقاً لمواعيد تحددها وزارة الزراعة الفلسطينية لكل منطقة وتكون مواعيد القطف بهدف العصر.

ينظر الفلسطينيون إلى موسم قطف الزيتون على أنه موسم من الأعياد المتواصلة، يشارك فيه جميع أفراد الأسرة، وتقوم أحياناً وزارة التربية والتعليم والجامعات، بإعطاء الطلاب إجازات خاصة لمشاركة أهاليهم في القطف من أجل إنهاء موسم القطف مبكراً، ولتقليل كلفة الإنتاج بزيادة أيام العمل غير مدفوعة الأجر مما يقلل من كلفة الإنتاج.

ويعد الفلسطينيون موسم الزيتون رمزاً للصلة بالأرض وتعبيراً عن الصمود والهوية الوطنية. ويشارك في هذا الموسم الأطفال وكبار السن والنساء، وتختلف عادات الأسرة الفلسطينية أثناء موسم قطف الزيتون في كثير من الأمور، وخاصة فيما يتعلق بتحضير الطعام؛ حيث تعتمد العائلة على الوجبات الخفيفة، والمعلبات؛ لانشغال النساء في القطف، وعدم قدرتهن على إعداد الطعام كباقي أيام السنة.

ويزداد الطلب على زيت الزيتون لأنّ الشعوب تدرك قيمته الصحية والغذائية وله فوائد كثيرة لا تُعد ولا تُحصى، منها قدرته على الوقاية من العديد الأمراض وشفائها، مثل: مرض السرطان، وأمراض القلب والشرايين، والعديد من الأمراض الجلدية.

تُعدّ منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط (بما فيها فلسطين)، الموطن الأصلي لشجرة الزيتون، ويتمتع زيت الزيتون البكر بخواص ينفرد بها دون باقي الزيوت النباتية، وهي السبب في احتلاله المقام الأول والسعر الأعلى بالنسبة لها.

ذكر الله ثمرة الزيتون في القرآن الكريم، وهذا دليل على مباركة الله سبحانه لها، كما أنّ زيت الزّيتون الناتج من الثمرة غنيّ بالكثير من مضادات الأكسدة، والدهون الصحية غير المشبعة، ونسبة عالية من الفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة جسم الإنسان.

وفي تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قالت بأنّ أفضل بقعة في العالم لإنتاج زيت الزيتون هي قرية "الرامة" الواقعة في الجليل الأعلى شمال مدينة عكا الساحلية، فقد اشتهر” بكونه الأفضل في البلاد، وحتى في المنطقة بكاملها، وهو عنصر أساس في هوية القرية“.

وفي تقرير بعنوان” هذا هو أفضل زيت زيتون في العالم“، أشارت الصحيفة إلى أن زيت قرية الرامة هو مثل ”ذهب سائل لامع ورائحته تذكرنا بالأعشاب البرية وأوراق الهندباء التي تنمو حول أشجار الزيتون.. يصفه الناس بأنه ناضج وسلس مثل السمنة تقريبا“.

وذكرت أنه” في حين أن جنوب إسبانيا وجنوب شرق إيطاليا هما الآن أكبر مناطق الإنتاج التجاري لزيت الزيتون في العالم، تشير الدلائل إلى أن الأرض المحيطة ببحيرة طبريا في فلسطين كانت ذات يوم أهم منطقة زيتون في العالم“.

وفي صعيدٍ آخر أكبر شجرة زيتون معمرة في فلسطين، حيث قدّر خبراء إيطاليون عُمر الشجرة بـ3 آلاف عام، بينما قدره خبراء يابانيون بقرابة 5500 عام. وهذه الشجرة تعيش في قرية الولجة في محافظة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية.

زيت الزيتون أصل أصيل متجذر في العائلات الفلسطينية قديماً وحديثاً ولا يمكن للاحتلال طمس هويتنا مهما حاول تزوير الحقائق، ويبقى زيت الزيتون الذي هو من تراثنا شكلاً من أشكال مقارعة العدو المحتل حتى يندحر عن أرضنا فلسطين.


» تاريخ النشر: 27-10-2022
» تاريخ الحفظ:
» رابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان
.:: http://palteachers.com/ ::.