تقرير لـ«شاهد» يرصد حول: «عمالة الأطفال الفلسطينيين في لبنان.. أحلام جيل تضيع بين الأزمات»

متابعة - لاجئ نت || الخميس، 18 تشرين الثاني، 2021

أصدرت مؤسسة شاهد لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، تقريراً رصدت فيه عمالة الأطفال الفلسطينيين في لبنان. واعتبرت "شاهد" بأن سنة 2021 من السنوات التي انعكست مرارتها في لبنان على وجوه العديد من الأطفال الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية، الذين يعانون أصلا من صعوبة العيش. إن الانهيار المالي والاقتصادي في لبنان وانعكاس ذلك بشكل مضاعف على واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان إلى جانب انتشار فايروس كورونا وإقفال المدارس لمدة تزيد عن العام، كلها عوامل جعلت الأطفال يبحثون عن فرص عمل لمساندة ذويهم لتأمين لقمة عيشهم.

وأضافت في تقريرها بان ظاهرة عمالة الأطفال في الوسط الفلسطيني انتشرت، حيث أُجبر الكثير من الأطفال على العمل بظروفٍ قاسية وأشغال معظمها شاقة بالنسبة لأعمارهم (حدادة، دهان بيوت، كهرباء، ميكانيك، بلاط، ألمنيوم، جمع الخردة...) ما يعرضهم لكثير من الاستغلال. ولعلّ ما يجري يتعارض بشكل رئيسي مع روح اتفاقية حقوق الطفل الدولية لعام 1989 لا سيما في مادتها (32-1)، التي تحارب عمالة الأطفال والاستغلال الاقتصادي لهم وأي عمل يرجح أن يكون خطيراً أو أن يمثل إعاقة لتعليم الطفل، أو أن يكون ضاراً بصحة الطفل أو بنموه البدني، أو العقلي، أو الروحي، أو المعنوي، أو الاجتماعي.

وتشير التقارير الصادرة عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عام 2017، إلى أن عدد الأطفال الفلسطينيين اللاجئين في لبنان يبلغ أكثر من 60 ألف طفل، بما نسبته أكثر من 30% من عدد اللاجئين الفلسطينيين.

وبحسب الأونروا أيضا، فإن نسبة التسرب المدرسي لدى فلسطيني لبنان، وصلت إلى 18%، حيث يفضل بعض الطلاب، ترك التعليم والالتحاق بسوق العمل المتواضع، من أجل تحقيق كسب مادي، يساهم بتغطية المعيشة.

وذكرت "شاهد" بأن الأسباب التي أدت الى انتشار ظاهرة عمالة الأطفال في الوسط الفلسطيني والذي يعود الى انتشار الفقر بين الأهالي في المخيمات بنسبة 73% من الافراد أي ما يقارب ثلاثة أرباع اللاجئين الفلسطينيين، يعيشون تحت خط الفقر، مما أدى الى وجود حاجة إلى عمل الأطفال للحصول على دخل يُؤمِّن احتياجات الأسرة.

وكذلك انتشار بعض القيم الثقافية التي تشجّع على عمل الأطفال في خاصة في المخيمات، بالإضافة الى عدم وعي الأهالي بالآثار السلبية والضارّة الناتجة عن عمل الأطفال في سن مبكّر، إضافة إلى التسرب المدرسي.

كما أشارت "شاهد" بأنه من الأسباب التي أدت الى عمالة الاطفال انتشار جائحة كورونا والصدمات الاقتصادية الإضافية وإغلاق المدارس بسبب الجائحة، أُجبر عدد كبير من الأطفال على أسوأ أشكال العمالة بسبب فقدان الوظائف والدخل بين الاسر الضعيفة.

إن عمالة الأطفال تعني باختصار شديد حرمان الأطفال من طفولتهم واستغلال أرباب العمل لهم بأشكال متعددة. كما أن مستقبل أي شعب مرتبط بمدى تمكين أطفالهم من حقوقهم الِأساسية.

ودعت (شاهد) وكالة الأونروا بالقيام بالعمل على زيادة الإنفاق على التعليم الجيد والعمل على إعادة الأطفال المتسربين الى مدارسهم. وتقديم مساعدات اجتماعية دورية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، بحيث لا تضطر الأسر إلى اللجوء إلى عمالة الأطفال للمساعدة في توفير الدخل.

كما دعت الدولة اللبنانية إلى منح اللاجئين الفلسطينيين الحق في العمل بما يساعد في تقليص عمالة الأطفال.

وطالبت "شاهد" مؤسسات المجتمع المدني بتسليط الضوء على ظاهرة عمالة الأطفال وزيادة المشاريع التنموية التي تحد من هذه الظاهرة.

تاريخ الاضافة: 20-11-2021
طباعة