«نت كتابي» يرفع شعار وداعا للحقيبة المدرسية


لطالما أرهقت الحقيبة المدرسية أكتاف الطلبة الفلسطينيين، وباتت عبئا ثقيلا عليهم، وأضحى الاستعاضة عنها باستغلال التكنولوجيا الحديثة أسوة بطلبة العالم المتقدم حلماً يراود الطلبة وذويهم ومعليهم، إلى أن أصبح هذا الحلم حقيقة مع "نت كتابي".

جهاز "نت كتابي" يعتبر نسخة رقمية للمنهاج المدرسي، حيث أصبح بالإمكان الاستعاضة عن الحقيبة المدرسية بحاسوب نت كتابي للأطفال والذي يوفر امكانية الوصول إلى العالم الرقمي، ومحاكاة التطور التكنولوجي القائم حاليا من خلال استخدام جهاز الحاسوب مقروناً بالمحتوى، مضافاً إليه الصورة التفاعلية والألعاب الالكترونية التعليمية، ومواد تعليمية مستندة إلى آخر ما ابتكرته البشرية في مجالات التعليم الرقمي والتفاعلي، لكي ينتقل المجتمع الفلسطيني من مرحلة الحفظ والتسميع إلى ترسيخ هذه المبادئ والعودة بالفائدة المعرفية على المجتمع.

حاسوب لكل طالب
الرئيس التنفيذي لمؤسسة شركاء في التنمية المستدامة صبري صيدم قال لـ "الرسالة نت" إنهم بدأوا مباحثات مستفيضة على كل الأصعدة، توجت خلال الفترة الماضية من خلال تطبيق مشروع "وداعاً للحقيبة المدرسية"، حاولوا من خلاله ملاحظة كيف من الممكن لصف دراسي أن يمارس العملية التعليمية سواء من خلال المعلم أو متابعة الطلبة بالاستغناء عن الحقيبة المدرسية أو الكتب المنهجية، منوهاً أنه لم يكن هدفهم القضاء على استخدام الكتاب التقليدي، ويؤمنون بفلسفة الجمع ما بين الحداثة والتقليد، لذلك قاموا بتطبيق هذه التجربة بعد إدخال البعد التفاعلي والتي تكللت بالنجاح.

وأوضح أنه تم حتى اللحظة بتوزيع 15 ألف جهاز على الطلبة، نجحوا من خلالها في حوسبة 64 كتاب مدرسي، وترجمة 1800 فيلم تعليمي في مجالات مختلفة، وتوفير عشرة ألعاب تعليمية بمجالات تكسب الطلبة المعرفة الطلوبة في مجالات الهندسة والكيمياء والفيزياء والرياضيات ومجالات أخرى، ويطمحون للوصول إلى توزيع 200 ألف، مشدداً أنه تم تطبيق المشروع في مدرسة واحدة، ويسعوا لتطبيقه بمدارس كثيرة في الوطن، لا سيما وأن كل من يعبر عن رغبته بتطبيق هذه التجربة هم على أتم الجاهزية للتعامل معه.

وأشار صيدم أنت "نت كتابي" تقوم بتصميم الجهاز وتتولى شركة انتل تصنيعه ويستوردوه إلى فلسطين حسب الأصول، ويتم بيع هذا الجهاز وتوزيعه بسعر التكلفة، حيث أنه لا يأتي مجاناً وإنما يتوجب على المجتمع المحلي توفير تكلفته والتي لا تحقق أي أرباح، مبيناً أنه تم اعتماد هذه التجربة في المدرسة التي طبق فيها المشروع، حيث قام المجتمع المحلي بتوفير هذه الأجهزة التي وضعت في الصف الرابع الابتدائي، وقد تم تطبيقها على مدار فصل دراسي وتوفير جهاز حاسوب لكل طالب، وللمعلمة جهاز لوحي حتى تتابع تحضير المواد.

حاسوب لذوي الاحتياجات الخاصة
وتابع الرئيس التنفيذي للمؤسسة أن ليدهم الآن ثلاث نسخ من حاسوب نت كتابي، النسخة اللوحية يصل سعرها إلى ما يقارب 240 دولار، والنسخة المحمولة والتي يتبعها شاشة تفاعلية وسعرها ما يقارب 310 دولار، والنسخة الثالثة وهو الجهاز الذي يجمع بين الأمرين، بحيث ممكن أن يكون حاسوب لوحي، أو حاسوب محمول متبعاً بلوحة مفاتيح وهذا يصل تقريباً إلى 500 دولار، ويسعون إلى تخفيض الأسعار بحيث تصبح في متناول الجميع، والأهم من ذلك أن لديهم اتفاقيات مع البنوك فلا يحتاج الطالب أن يدفع مباشرة سعر الجهاز، وإنما يستطيع أن يقسطه على فترات طويلة.

جهاز "نت كتابي" ليس للأطفال السويين فحسب وإنما لدى المؤسسة تجربتين، آخرها ضمن مبادرة اسمها "كرمهم" التي يحاولون من خلالها تكريم فلسطينيين لديهم خدمات جليلة للمجتمع الفلسطيني بإنشاء مراكز حاسوب تحمل اسمهم، ولهذا قاموا في منطقة السموع بالخليل بإنشاء مركز الحاسوب لصالح ذوي الاحتياجات الخاصة من الأطفال المصابين متلازمة داون.

المصدر: الرسالة نت
تاريخ الاضافة: 24-04-2015
طباعة