"يوهان" لم ترحم أهالي مخيّم الرشيدية


لم يسلم مخيم الرشيدية في صور (جنوب لبنان) من العاصفة "يوهان" التي ضربت لبنان قبل أيام. عانى اللاجئون الفلسطينيون الذين يقطنون المخيّم الأمرّين، وخصوصاً أولئك الذين يسكنون بيوتاً قريبة من البحر. دخلت المياه إلى عدد من المنازل، حتى أن بعضها بات غير صالح للسكن. ولأن الخيارات محدودة، فهم مضطرون لإصلاحها كما تيسّر.

على الإثر، عمد الأهالي الذين تضررت بيوتهم إلى الاعتصام، بالإضافة إلى إغلاق مكتب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ومكتب الشؤون، مطالبين بتنفيذ مشروع السد البحري لحمايتهم في حال حدوث عواصف، وإنهاء المعاناة التي تتكرر في فصل الشتاء.

أيضاً، عقدوا اجتماعاً في منزل أحد أبناء المخيم لتحديد مطالبهم، قبل أن يتوجهوا لاحقاً إلى مسؤول منطقة صور في الوكالة فوزي كساب، لإطلاعه على مطالبهم، مهددين بتصعيد تحركاتهم ضد مؤسسات "الأونروا" في المخيم، في حال لم يتم الاستجابة إلى طلبهم.

في السياق، قال أحد سكان المخيم أيمن الصفدي: "لدينا تساؤلات عدة في ما يتعلق بعدم بناء سد بحري لحماية المنازل المحاذية للبحر في فصل الشتاء، عدا عن عدم إدخال مواد البناء إلى المخيم". يسأل: "إذا كانت الدولة تمنع إدخال مواد البناء، فلماذا سارعوا إلى حفر الشوارع والأزقة؟ هل يصبح الأمر ممكناً في العواصف؟". وناشد الدول المانحة بتقديم الدعم الكافي لتمويل مشروع السد البحري من أجل حماية منازل الساكنين قبالة البحر.

أما غازي، الذي عانى بسبب دخول المياه إلى بيته، فيقول إن "معاناتنا هذه تتكرر في كل عام. بدورنا، نتابع الأمر مع المعنيين، إلا أنهم لا يهتمون لأمرنا. يخبروننا أن الأمر منوط بالدولة اللبنانية، ويجب التنسيق معها، لأن الأمر خارج عن إرادتنا. لكن إن كانت الدولة اللبنانية وحدها تملك الحل، فمن يكون المسؤول عنا وعن أبنائنا؟ من المسؤول عن تضرر منازلنا وعن أرواح أولادنا؟".

يتابع: "مشاكلنا لا تتوقف هنا. على سبيل المثال، قد نتوقف عن العمل لأيام، فنحن نعمل في البساتين. من يعوض علينا أثاث البيت ويساعدنا على تأمين مصاريف أطفالنا حين يمرضون، في حال تمكنّا من علاجهم أصلاً؟ من يضمن لنا ألا تجرف المياه أحد أولادنا وهو نائم أو عائد إلى البيت من مدرسته؟ بيوتنا اليوم غير آمنة على الإطلاق إلا أنه ليس لدينا خيار آخر. نحن لا نعرف أين نذهب وإلى من نلجأ. المطلوب اليوم تشكيل لجنة لمتابعة هذا الموضوع مع الدولة اللبنانية، على أن تتألف من أهالي المخيم، الأكثر دراية بأموره ومشاكله".

المصدر: العربي الجديد
تاريخ الاضافة: 21-02-2015
طباعة