عبد الكريم الكرمي... زيتونة فلسطين


في الحادي عشر من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، مرت الذكرى الثانية والثلاثين على رحيل الشاعر الفلسطيني الكبير عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى).

ففي مثل هذا اليوم من العام 1980 توقف قلبه أثناء عمل جراحي أجري له في أحد مشافي العاصمة الأمريكية (واشنطن).

وتحقيقاً لوصيته، تم نقل جثمانه إلى مدينة دمشق حيث جرى دفنه في مقبرة شهداء فلسطين جنوب مخيم اليرموك، وقبره فيها يكاد يندرس.

لقد كان (أبو سلمى) يمقت الإدارات الأمريكية والبريطانية والأوروبية الغربية، وقد ذهب إلى العاصمة الأمريكية بعد إلحاح من نجله (الدكتور سعيد)، وشاء الله أن يموت فيها، ولحق به بعد سنوات الشاعر الكبير محمود درويش أيضاً الذي نقل جثمانه من أمريكا إلى فلسطين المحتلة، وقبل محمود درويش مات في واشنطن (إدوارد سعيد) الذي أوصى بأن يحرق جثمانه وينقل رماده ليدفن في لبنان وهذا ما كان...

وعبد الكريم سعيد علي المنصور من مواليد مدينة طولكرم بفلسطين المحتلة عام 1909، والده هو الشيخ سعيد الكرمي وكان من العلماء الأجلاء واللغويين التقاة، كما كان عضواً مؤسساً في المجمع العلمي العربي، وهناك أيضاً شقيقه أحمد شاكر الكرمي وهو من الصحفيين الذين عملوا في الحركة الوطنية والقومية، مات في دمشق ودفن فيها، وتم إطلاق اسمه على أحد شوارعها، وقد حمل أفراد العائلة من أشقاء وأبناء كنية (الكرمي) نسبةً إلى المدينة الفلسطينية.

تلقى (أبو سلمى) تعليمه في مدارس طولكرم ومدينة السلط الأردنية ومدرسة عنبر في دمشق، وفيها لقبه زملاؤه بــ (أبي سلمى) لأنه تغزل في إحدى قصائده بفتاة أطلق عليها اسم (سلمى)، ورافقه اللقب ابتداءً من عام 1927، ومع أنه اقترن لاحقاً برفيقة دربه العكاوية (رقية حقي) عام 1935، وأنهما رزقا بنجله (سعيد) فقط، فإن اللقب لم يفارقه.

عمل (أبو سلمى) مدرساً في القدس، وشارك في برامج الإذاعة الفلسطينية فيها مع رفيقه إبراهيم طوقان، ولكنه ما لبث أن انتقل إلى حيفا التي أحبها كثيراً، لكنه أُجبر على النزوح منها عام 1948 ليستقر به النوى في دمشق التي عمل فيها مدرساً ثم في إذاعتها ووزارة العدل وقسم الإرشاد والتوعية بوزارة الإعلام.

والألقاب التي أضيفت إلى اسم عبد الكريم الكرمي كثيرة، بينها لقب (زيتونة فلسطين).. وهو كان كذلك.
تاريخ الاضافة: 14-02-2015
طباعة