« مقابلة مع الثائر الفلسطيني حسين يوسف حسن الصيفي »






http://www.al7arf.net/download/114499879328c294.jpg

مقابلة مع الثائر الفلسطيني حسين يوسف حسن الصيفي من قرية كفر عبوش وحديثه عن رحلته الثورية في جبال فلسطين.
أجرى اللقاء : أ. عبدالعزيز أمين عرار/ باحث ومشرف تاريخ
التقيت معه وقابلته في بيته يوم الأحد بتاريخ 30/3/2008م وهذه روايته وهو أحد القلائل الذين لا زالوا على قيد الحياة في هذه المنطقة وممن اشتركوا في الثورة.
استقبال القاوقجي في قرية كفرعبوش:
ولدت في عام 1911م ويوم حلت الثورة كنت شاب ابن خمس وعشرين سنة،وبدأ دور بلدنا في الثورة حينما حضر القائد فوزي القاوقجي لقرية كفر عبوش وعملنا غداء في الديوان وقعد في روس المساقيف ومعه ثوار كثيرين، ونحن ننقل ونجيب الأكل وكانت معهم رشاشات وصارت المعركة عند كفرصور وخرجت الدبابات الإنجليزية من الطيبة حتى قرية الراس، وظلوا يضربوا في الدبابات وطلع واحد من جيش القاوقجي الذي كان درزيا وركب ظهر الدبابة وخربها وخسروها الإنجليز.
التحقت مع محمود أبو شعبان أحد قادة الفصائل في قضاء القدس ومعي عبد الله العيسى صيفي ـ والذي توفي ـ ومعنا سليم شحادة جريسي، التقى مع عارف عبد الرازق في سفارين وطلعنا منها وقبلنا قبلي، وكانوا يأتوا الثوار مهربين ومنهم :الثائر حمد زواتا عند دار منصور ومعهم أشخاص من الطيبة.
ويوم قويت الثورة أجا الحاج مسلم يسأل في كفرعبوش وقال لي: بدك توصلني خربة كفرثلث عند دار موسى المقبل بدي أرجع 15 مشط و75 قرش وجينا كفرثلث وتركته فيها وافترقنا هناك وانتقلت إلى قرى كفر الديك ودير غسانه، ولم نر بعضنا إلا في آخر لحظة وصارت معركة بين حسن سلامة والإنجليز واستعملوا الطائرات وقالوا حوصر في قرية عاقر وركبنا حوالي سبعين واحد في سيارة ورحنا لهذه القرية في الجنوب، وجين الطائرات علينا، والذرة كانت طويلة في السهل، نفدنا على قرية المسمية من قرى الجنوب والسيارات تتحرك بسرعة والطائرات خربت وقتلت وجرحت والشمس غابت ونفدنا على قرية عاقر ونمنا وتغدينا فيها وثاني يوم في الصباح عدنا وركبنا السيارات ، وعليهن العلم الفلسطيني برفرف وإذا إحنا في وادي الصرار وطحنا من السيارات ووصلنا بلد مسيحية عند دير الجمال وتفرقنا.
وفقدنا حالنا ومعانا فخري من كفر عين رئيس فصيل، وأنا وسليم الشحادة من السبعين شخص ومشينا للقدس ومن قرية يالو للغرب إلا هالفزعة قايمة قدامنا للسماء، قلت لفخري وبعدها اشتبكنا مع جماعة قدر ساعة، قلت انده عليهم بجوز عرب وبطل يطخ، قلنا لن نسلم جئنا لنجدة حسن سلامة، قالوا: إنتو من جماعة أبو شعبان؟ بدهم يعملوا محاكمة عسكرية، قلهم: هذولة جماعة نهروا علينا. وطلع واحد حصانه مصاب في ذانه وما صار اشي بعدها.
ويوم جينا على قرية يالو من قرى رام الله أكلنا منها وأطعمونا وأطلعونا على بلد جنبها وإذا فيها الطخ قايم قاعد في البلد انجنينا واكتشفنا أنها طوشة والتقينا كوم مع عبد الله عيسى جردنا عليهم السلاح بعدما كانوا طاخين واحدة ومصاوب واحد وجمعناهم وأخذوا وعد وسلمناهم سلاحهم، وقلنا لهم ما بدنا نسمعها هذه الشغلة. ومن القرى التي جينا عليها : تل الصافي و جماله، اتفقنا جميعا عبدالله عيسى وفخري كفر عين وأنا ننسحب لبلادنا في قرى طولكرم بني صعب. جينا على بيت ريما وروحنا على مكان المعركة عند دير غسانه من شامى هذا الحكي عام 1938، وهي معركة مخططة وكان معهم يهود مندسين في الثورة والخيل والثوار منقتلي والجميع شمل شامى، وروحنا منها على قرية كفر لاقف وقعدنا في الثورة أشهر وأخيرا قتل أبو شعبان في قضاء القدس، أذكر أنه في يوم من الأيام جيت إلا هالواحد بتسلل على غرفة أبو شعبان، نبهت أبو شعبان وقلت هاي شخص وطوقوه واذا هو من بلده بده يقتله، بعدها قبض عليه وحكم عليه بالإعدام، أذكر أنه سليم اللفتاوي من لفتا أخيرا قتل أبو شعبان وهو متخبي في خم.

دور المستعرب الحاج محمد المسلم في الثورة: 1936_1939م
حدثنا الصيفي: قام الحاج مسلم بقتل الوجيه جميل عبد الرحمن من قرية أماتين، وينقل عن أشخاص من كفر زيباد قالوا أحضروه في أرض الجورة قرب كفرعبوش وقالوا له يا بتدفع للثورة يا بنقتلك. رد عليهم أعطوني مجال أودي أشخاص لأماتين وأحضر لكم مصاري، وكان معاه اثنان منهم : حسن قحموشة وأبو جبر من كفر زيباد قالوا :إحنا قاعدين في الجورة، اشوي طلعت إطلاق البارود بين باقة الحطب وكفر عبوش، وقال لهم الحاج مسلم أخوكم انقتل.

الهجوم على مغفر شرطة رعنانيا:
حدثنا الصيفي: ذهبنا لغابة العبابشة ولمركز بريطاني عند رعنانيا في عام 1939م وكنا سبعة أنا وفخري كفر عين واثنين من الطيرة وواحد من حبلة، واثنين من بلدنا منهم أبو فهمي* ووصلنا قبل أذان العشاء، عند غابة العبابشة عند سيدنا علي، وكان هناك مركز إنجليزي، قالوا بدنا واحد يقف على الباب الرئيس. قلهم أنا بقيف عند الباب ووزع ثلاث إلى أربع داير ما يدور حوليه، وقال لهم موش حدا يضرب طلقة شوي سمعوا صوت صُفيرة، وصمم فخري الصعود عليهم بالقنابل *نجا من حادثة الإعدام عن صخرة الانتحار وأعدم قبله اثنين.وننسحب منها، وجماعتنا طخ كل وكانوا الجنود طالعين للدرج ويغنوا لما صاروا بدهم الثوار يخشوا فوق ضربوا اللي فوق البرج انتبهوا اللي جوى وصار الطخ، وأنا واقف على الباب، ومعي بارودة ألمانية، ولم أفكر أن هناك واحد يمكن أن يطخ واحد طلق والهريبة ثلثين المراجل وهربوا أربعة وضلينا ثلاثة وأنا شايف الرشاش وضربت من معه وإذا أحدهم يسب دين العرب والمسلمين، وانسحبوا جماعتي وواحد لصم في جورة وأما الثاني وقفت الميكانيزما في بارودته ولم تشتغل .

اللقاء بالثائر المطارد حمد زواتا :
بعد انتهاء الثورة في عام 1939 بقي حمد زواتا مطارد وسألني الخواجة موسى من مستعمرة رعنانيا عنه وكانت أسرته تسكن حارة الياسمينة في نابلس، وسرحت ومعي الخواجة موسى اليهودي وجينا على قرية باقة الحطب وطلعنا على قرية إماتين ومعي ابن عمي الحاج صدقي عبد الرحمن الصيفي وعزموا علينا وأخبرهم أنه حمد زواتا موجود؟ قال الخواجة موسى بنا نشوفه. طلعنا بين اماتين وفرعتا وكنت صياد، ضربت أرنبة واصبتها في صدرها، وصدت أرنبتين وتعشينا في اماتين، وعند المغرب حضر حمد زواتا وهو من أصحابي، ومعنا صدقي ونمنا وتخرفنا طول الليل وأهدى حمد للخواجه موسى شبرية وأعطاه موسى أواعي ومصاري لأولاده وفشك وكانت وظيفته شاويش مغفر في رعنانيا. وهذا اليهودي أحضر مرة بارودة وسحبها نصف سحبة وناولني إياها أنا توجيت واضحكت. رد اليهودي قال تمام إلك معرفة وخبرة في السلاح.
يعيش الصيفي في قريته حتى اليوم ولمزيد في الرواية يمكن الرجوع لكتاب :"سجل الخالدين والثوار" من تأليف مصطفى كبها ونمر سرحان.


» تاريخ النشر: 16-01-2011
» تاريخ الحفظ:
» رابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان
.:: http://palteachers.com/ ::.