.

عرض المقال :النحت بالطين.. مجزرة حي الشجاعية تتجسد من جديد(تقرير)

  الصفحة الرئيسية » ركـن المقالات

النحت بالطين.. مجزرة حي الشجاعية تتجسد من جديد(تقرير)







غزة-المركز الفلسطيني للإعلام
أوقف النحّات إياد صباح عقارب الزمن للحظات فتجمدت حركة أسرة فلسطينية تحاول الهروب من تحت أنقاض "حي الشجاعية " المدمر..على غير موعد تنعطف المشاعر حين تشاهد أسرة مبعثرة يقودها زوجان مسنان بعكازين وأم شابة تحمل رضيعها وأربعة آخرين يحاولون اللحاق بهم 
 
يعيد الفنان صباح شريط الذاكرة لأسابيع فقط مرت على مجزرة "حي الشجاعية" مختزلاً بشاعة المجزرة في تماثيل طينية لأسرة من سكان الحي، يبدو الإرهاق واضحاً على وجوهها وهي تخرج من بين الركام .

صحيح أن الحرب الأخيرة على غزة كانت ملهمة الفنان، فمنح "حي الشجاعية" لوحته الأولى، لكن الحصار المتواصل الذي دفع بالعشرات للهجرة عبر البحر منحه لوحة ثانية حين جسد معاناتهم وهم يحاولون الهجرة لأوروبا عبر البحر المتوسط .
 
ومنذ أيام يعجز الفنان صباح أن يتخلص من عشرات المقابلات والمهاتفات الصحفية للتعليق على اللوحة الفنية التي عبر فيها عن مشاعر سكان غزة ومجزرتها الشهيرة في "حي الشجاعية"، وزاوج الألم بالحسرة حين ذكّر أهالي عشرات الضحايا بفقدان أبنائهم حين حاولوا الهجرة عبر البحر فماتوا غرقاً قبل وصول القارة العجوز .

 بعد إنساني
 في "حي الشجاعية" شرق غزة تتحدث أسرة فلسطينية تحاول الخلاص من تحت أنقاض الحي المقصوف دون أن تتكلم! نظرة واحدة لهيئتهم وتأمل قصير في عروقهم الطينية المتشققة تكفي لتذوق حجم المعاناة التي كانت من نصيب الآلاف هناك.
 
ويقول صباح لـ"مراسل المركز الفلسطيني للإعلام": "حاولت تناول الحرب برؤية مختلفة لتجسيد البعد الإنساني خلافاً عن البعد الحربي والسياسي الذي يتحدث به البقية، وقدمت عمل معاصر من خلال تجسيد معاناة أسرة في مكان الحدث رابطاً المكان بواقع أهله" .
 
ساورت الفكرة الفنان صباح أيام الحرب، وهو يشاهد مجزرة الاحتلال قبيل الحرب البريّة في شرق غزة، وعندما وضعت الحرب أوزارها زار مكان المجزرة ودرس تفاصيله ثم عاد بأفكار تفصيلية أسست لعمل فني استغرق وقت طويل 
 
ويتابع: "كان مهم أن يتعايش العمل مع المجزرة فاخترت مساحة في عمق الحي بين مجموعة قطع مدمرة مرتفعة حتى تنقل الصورة عملي بوضوح وتسمع العالم إيقاع الفن والنحت فقد تأثرت بكثير من الأصدقاء والمعارف الذين استشهدوا واستشهد أبناؤهم هناك" .
 
التماثيل
استعان الفنان صباح بفريق من المهنيين لانجاز اللوحة فاستخدم مادتي "الطين والفيبرجلاس" لكنه واجه مشكلة كبيرة في مزجهما لان التصاقهما صعب، وهدفه الحفاظ على شكل التشقق الطيني في أجسام التماثيل، ما استدعى التجربة مرات كثيرة حتى وصل للمزيج المناسب.
 
اكتمال صناعة التماثيل بلونها الطيني المتشقق والنهش الذي أصابها، كشف عن حمرة مؤلمة وقسمات الألم في عروقها تلاه نقلها وتثبيتها فوق مسرح العمل الفني في "حي الشجاعية" في حين كانت اللوحة الثانية فوق عدة تماثيل على شاطئ البحر .
 
يعرب النحّات صباح عن سعادته بعد أن نجح في عمله الفني وحرّك مشاعر الآلاف، حتى نال عمله اهتماماً واضحاَ من الصحفيين وقد قدم لوحة من أعمال "الفنون التركيبية في الفضاء العام"-كما يقول .

 تعليقات
 ويعلق الفنان بهاء ياسين على عمل النحّات إياد صباح بالقول، إن ما قام به يجسد حالة فريدة افتقرت لها غزة التي تمتلأ بصور المعاناة خاصة بعد الحروب المتوالية، وإنه كان موفقا في تجسيد قطعة من المعاناة تعبر عن الواقع في حي الشجاعية .
 
ويضيف لـ"مراسل المركز الفلسطيني للإعلام": "مثل هذه الأعمال موجودة في العقل الجمعي الفلسطيني وقد كنت من أيام الانتفاضة الأولى أتأمل جدران المخيم وأرى أن بقايا الشعارات التي كان الملثمون يكتبوها بالطلاء تترك أثراً مع الزمن يحتاج فقط لبعض الرتوش فيخرج بشكل فني يوحي بشيء جميل، واليوم استخدم الفنان صباح مكان الجريمة وصنع منه لوحة رائعة" .
 
أما الفنان محمد مسلم، فيرى أن العمل الفني عبّر عن الحرب، وأن الفنان صباح استخدم خامات معاصرة في عمل نحتي جسّد معاناة أسرة كانت في طريقها لترك حي الشجاعية ومحاولة الهروب من الموت من تحت الأنقاض والقصف الصهيوني.
 
ونجح النحّات صباح في طرق باب جديد من المشاعر الإنسانية الراكدة التي حركتها صورة غير مألوفة لعشرات الضحايا التي رحلت من "حي الشجاعية" أو ماتت غرقاً في بحر غزة.. غزة التي يحاول العالم نسيانها وتعود بين حين وآخر بجديد المعاناة والألم .
 « رجوع   الزوار: 1338

تاريخ الاضافة: 26-10-2014

.

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة مشاركة »

اسمك
ايميلك
تعليقك
5 + 2 = أدخل الناتج

.

جديد قسم ركـن المقالات

«الأونروا» أمام اختبار العجز والهدر

آثار قاسية يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. ممنوعون من البناء في المخيمات والتملك خارجها

«كلاوس» تؤكد على أولوية إصلاح التعليم ورفع جودة التعليم في مدارس «الأونروا»

لاعب كويتي ينسحب من بطول المبارزة العالمية في بلغاريا

الشاعر الفلسطيني ياسر الوقاد يفوز بجائزة مسابقة الكتابة الموجهة للطفل على مستوى العالم العربي 2023

القائمة الرئيسية

التاريخ - الساعة

Analog flash clock widget

تسجيل الدخول

اسم المستخدم
كـــلمــة الــمــرور
تذكرني   
تسجيل
نسيت كلمة المرور ؟

القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك

عدد الزوار

انت الزائر :287144
[يتصفح الموقع حالياً [ 58
تفاصيل المتواجدون

فلسطيننا

رام الله

حطين

مدينة القدس ... مدينة السلام

فلسطين الوطن

تصميم حسام جمعة - 70789647 | سكربت المكتبة الإسلامية 5.2

 

جميع الحقوق محفوظة لرابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان ©2013