.

عرض المقال :64 سنة على تأسيس اﻷونروا...خدمات وتحديات‎

  الصفحة الرئيسية » ركـن المقالات

64 سنة على تأسيس اﻷونروا...خدمات وتحديات‎

http://palteachers.com/upload/fgzfv.jpg
علي هويدي*
تعتبر وكالة الاونروا الشاهد الأممي على نكبة فلسطين وتكريس للبعد السياسي لقضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة الى ديارهم وممتلكاتهم التي طردوا منها ابان النكبة في العام 48، على اعتبار ان قرار تاسيس الوكالة استند في ديباجته الى قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 194 الذي صدر في 11/12/1948، ودعا لتطبيق حق العودة واستعادة الممتلكات والتعويض. تقدم الاونروا خدمات التعليم والاستشفاء والاغاثة والحماية والتنمية والقروض لاكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني مسجل في مناطق عملياتها الخمسة (الضفة الغربية وقطاع غزة وسوريا والاردن ولبنان). في الثامن من ديسمبر/ كانون الاول 1949 اتخذت الجمعية العامة للامم المتحدة القرار رقم 302 بتاسيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اونروا لتعمل كوكالة متخصصة ومؤقتة، على أن تجدد ولايتها كل ثلاث سنوات، ويمتد آخر تجديد حتى 30/6/2014. تعتمد الاونروا في تقديم خدماتها على ما تقدمه الدول المانحة من تبرعات طوعية، الا ان اهم متبرع للوكالة الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي والدول الاسكندنافية وتليها الدول العربية التي التزمت بدفع 7.8% من الميزانية العامة والالتزام الاخير صدر عن اللقاء الذي عقد على هامش جلسات الجمعية العامة الامم المتحدة في 25/9/2013 وجمع كل من الامين العام للامم المتحدة بانكي مون وامين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي والمفوض العام للاونروا فليبو غراندي، ودائما هناك مخاوف كبيرة لدى اللاجئين من عدم ايفاء الدول المانحة بما التزمت به لا سيما الدول العربية، فالاتفاق المبرم بين الدول المانحة والذي يشير الى نسبة 7.8% من الميزانية والتي من المفترض ان تغطيها الدول العربية قد تم الالتزام به عملا بالقرارات الصادرة عن مجلس جامعة الدول العربية منذ العام 1987، في المقابل دفعت الدول العربية ما نسبته اقل من واحد في المائة في العام 2008، وواحد في المئة في العام 2009، ولم تلتزم بالنسبة المتفق عليها في السنوات اللاحقة. التحديات التي تواجه الاونروا ليس فقط في البعد الانساني على مستوى التزام الدول المانحة والايفاء بالتزاماتها تجاه الوكالة، بل ربما الاخطر في البعد السياسي لاستمرار عمل الاونروا واعتبار الوكالة "خطر على عملية السلام في الشرق الاوسط" كما تشير الكثير من التصريحات على لسان قادة الاحتلال الاسرائيلي او الصحف الاسرائيلية او بعض المتنفذين في الادارة الامريكية، والدعوات الصريحة تارة الى تحويل خدمات الوكالة الى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين او الى الدول المضيفة او الى الجامعة العربية تصب في هذا الاتجاه، حتى ان بعض الدعوات اشارت الى ان تحال خدمات الوكالة للسلطة الوطنية الفلسطينية، لا بل يعتبر البعض بان الاونروا قد فشلت في لعب دور توطين اللاجئين الفلسطينيين في اماكن اقامتهم، لهذا يجب العمل على انهاء خدماتها، ففي دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في ايلول 2011، وتحت وطأة ضغط اللوبي الإسرائيلي قدم مستشار الرئيس الأمريكي السابق بوش "اليوت ابرامز" والذي يعمل عضواً في قسم دراسات الشرق الأوسط التابع للجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس، قدم طلباً بإعادة النظر في مساعدات واشنطن لوكالة "الأونروا"، محملاً "الأونروا" مسؤولية الحفاظ على وجود قضية اللاجئين الفلسطينيين، وأشار إلى أن "الأونروا" قد بدأت بخدمة 750 ألف لاجئ، أما ألآن فقد أصبح عددهم 5 مليون، وأن كل قضايا اللاجئين في العالم قد انتهت إلا قضية اللاجئين الفلسطينيين، والسبب هو وجود "الأونروا"، حتى ان هناك من يحاول ان يشوه صورة الوكالة تماشياً مع اهداف سياسية لم تعد خفية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، قام صانع افلام اسرائيلي باطلاق فيلم بعنوان "مخيم جهاد" يتهم فيه الاونروا بتشجيع معاداة السامية والتحريض على العنف في مخيماتها الصيفية، ويُظهر احيانا انشطة غير تابعة ويصورها على انها للاونروا، لا بل شجع صانع الافلام هذا وسائل الاعلام بترديد تلك الاتهامات الباطلة وهذا ما استنكرته الاونروا وبشدة على لسان الناطق الرسيمي للاونروا كريس غانيس في 22/8/2013. المستوى الثالث من التحديات تفصح عنه الاونروا من حين الى اخر ويتعلق في الشان الاداري الداخي للوكالة اذ تعمل على الكثير من الاصلاحات الداخلية سواء على مستوى الهيكلية او موضوعية الصرف المالي او جودة وطبيعة الخدمات المقدمة. من هنا وبعد 64 سنة على التاسيس، تاتي اهمية الوعي تجاه الوكالة وحقيقة ما تمثله للقضية الفلسطينية عموما وقضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة على وجه الخصوص، وبان الخلاف ولو احيانا اتخذ شكلا تصاعديا، ليس اكثر من التعبير عن رفض لبعض السياسات المتبعه بهدف التصحيح والتصويب، لا على جوهر بقاء واستمرار عمل الوكالة.


علي هويدي
الهيئة الفلسطينية للأونروا (UNRWAPAL)
المدير العام
 « رجوع   الزوار: 1268

تاريخ الاضافة: 11-01-2014

.

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة مشاركة »

اسمك
ايميلك
تعليقك
4 + 6 = أدخل الناتج

.

جديد قسم ركـن المقالات

«الأونروا» أمام اختبار العجز والهدر

آثار قاسية يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. ممنوعون من البناء في المخيمات والتملك خارجها

«كلاوس» تؤكد على أولوية إصلاح التعليم ورفع جودة التعليم في مدارس «الأونروا»

لاعب كويتي ينسحب من بطول المبارزة العالمية في بلغاريا

الشاعر الفلسطيني ياسر الوقاد يفوز بجائزة مسابقة الكتابة الموجهة للطفل على مستوى العالم العربي 2023

القائمة الرئيسية

التاريخ - الساعة

Analog flash clock widget

تسجيل الدخول

اسم المستخدم
كـــلمــة الــمــرور
تذكرني   
تسجيل
نسيت كلمة المرور ؟

القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك

عدد الزوار

انت الزائر :287536
[يتصفح الموقع حالياً [ 68
تفاصيل المتواجدون

فلسطيننا

رام الله

حطين

مدينة القدس ... مدينة السلام

فلسطين الوطن

تصميم حسام جمعة - 70789647 | سكربت المكتبة الإسلامية 5.2

 

جميع الحقوق محفوظة لرابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان ©2013