.

عرض المقال :"خافا" امرأه يهودية تزوجت بفلسطيني تكذّب إسرائيل

  الصفحة الرئيسية » ركـن المقالات

"خافا" امرأه يهودية تزوجت بفلسطيني تكذّب إسرائيل




غزة - محمد الشيخ
لا تزال آثار الرصاصة التي أصابت يد "أم سامي"، شاهدة على ما ارتكبه الزعيم الألماني الراحل أدولف هتلر ضد اليهود سنة 1933م، والتي عرفت وفق تسميتهم بـ "المحرقة".

"خافا" سابقًا و"أم سامي" حاليًا، إمرأة يهودية الأصل والديانة نجت من "المحرقة" في عامها الرابع، وهربت دون أهلها مع الجماعات اليهودية التي فرّت إلى فلسطين ومكثت على أراضيها.

عاشت "خافا" مع الجماعات اليهودية التي جثمت على أرض فلسطين، وكبرت وتعلمت هناك، ثم عملت ممرضة في مستشفى "كبلن" بـ (إسرائيل)، وهناك تعرفت على رجل فلسطيني من أصول بدوية، بدا عليه علامات الشهامة والأصالة، وفق وصفها.

عاش الرجل العربي الشهم مع "خافا" قصة حب، تكللت بالزواج مشترطًا ألا يتزوجها إلا بعد أن تشهر إسلامها، فما كان من المرأة الوفية إلا أن وافقت على طلبه من شدة تعلقها به.

وتروي "خافا" قصة إسلامها لـ"الرسالة نت" قائلة: "معرفتي بالإسلام جاءت من اختلاطي بالفلسطينيين في الأراضي المحتلة سنة 1948، وأعجبت بتقاليدهم وعاداتهم الأصيلة وحفاظهم على أبنائهم".

ولكي تتزوج ممن أحبها كان لابد لها أن تعتنق الاسلام، على الرغم من أن تغيير الديانة في ذلك الزمان كان شيئًا في غاية التعقيد، إلا أنها لم تكترث لذلك وأعلنت إسلامها متحدية الظروف.

وبعد الإسلام أحست "أم سامي" أن حياتها تغيرت، مما دفعها للقول: "شيء غريب تملكني وقت إسلامي، يشبه الإنسان الذي كان مريضًا فتداوى ثم أصبح معافًا تماما، تحيط به السكينة والطمأنينة".

أسلمت "خافا" وتزوجت من الرجل العربي، وأنجبت منه أربعة أبناء  -احداهن تعيش في غزة- وعاشت بسعادة في مدينة الرملة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بين فلسطيني 48، واليهود.

وتشتهر بين جيرانها في مدينة الرملة بـ"أم سامي"، تتحدث سبع لغات بإتقان أما العربية فتتحدثها بركاكة قليلًا.

ادعاءات كاذبة
وعلى الرغم من جذور أم سامي اليهودية، إلا أن ذلك لم يمنعها من رفض ما يرتكبه الاحتلال (الإسرائيلي) بحق الفلسطينيين والقدس.

وتُعلّق على ادعاء اليهود بحقهم في أرض فلسطين بأنها مزاعم غير صحيحة وليس لهم حق بهذه الأرض، لافتة إلى أنها تتعامل مع اليهود بإنسانية كونها تنتمي إليهم في المواطنة فقط، وفق قولها.

ويتعرض المسجد الأقصى لاقتحامات متكررة من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال، إضافة إلى ادعائهم بوجود الهيكل المزعوم في باحات الأقصى وممارستهم للحفريات المتكررة فيه، ما أدى لتضرر أجزاء كبيرة منه، وأصبح آيلا للسقوط في أي لحظة وفق خبراء ومختصون.

وحول معايشتها لليهود رغم معارضتها لأفكارهم، تضيف "لا زلت حتى اللحظة أعايشهم بسلام، أسكن جوارهم أزورهم ويزورونني، لكن السياسة تجعلنا نختلف، فأنا لا أوافقهم في حقهم بفلسطين لأنها ملك للشعب الفلسطيني فقط".

وتؤكد أم سامي التي تقطن الآن بمدينة الرملة في بيت فلسطيني، أنها غير محتلة لأرض أحد لأنها كيهودية تعيش في المكان الذي هو حق لزوجها العربي وأبنائها وأحفادها الذين هم فلسطينيون بالدرجة الأولى، سائلة الله أن يعود كل فلسطيني لبيته وأرضه التي سلبها الاحتلال منه.

عودة الحق لأصحابه
وتنظر أم سامي للسلام بين الفلسطينيين و(الإسرائيليين) بمنظور الإنسانية، مؤكدة وجوب العمل به في المنطقة؛ ووفق رأيها "السلام المقصود يتمثل بعودة الحق لأصحابه، ومن أخد شيئًا ليس من حقه يحاسب عليه".

وتعرب عن أسفها إزاء الحروب التي تشنها (إسرائيل) على قطاع غزة المحاصر، الذي تعرض لعدوانين عامي 2008 و2012، أدت إلى استشهاد ما يقارب من ألفي فلسطيني، وآلاف الجرحى، وخلفت دمارًا شاملًا في البنية التحتية للقطاع.

وتتذكر أم سامي إبنتها وأحفادها اللذين يقطنون بغزة، كلما شن الاحتلال عدوانًا على القطاع و"يتقطع قلبها عليهم"، مضيفة "لا نريد حروبًا، إنما التعامل بالإنسانية والرحمة التي تسكن قلب كل أم تخاف على أبنائها".

وتأتي أقوال "أم سامي" كشهادة حية على واقع ممارسات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، كما أنها تأتي من امرأة تربت مع اليهود وعاشرتهم وفي المقابل عاشت مع المسلمين واختلطت بهم وعرفتهم جيدًا، ما يجعل من شهادتها إدانة حقيقة للافتراءات (الإسرائيلية).
 « رجوع   الزوار: 1216

تاريخ الاضافة: 14-06-2013

.

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة مشاركة »

اسمك
ايميلك
تعليقك
5 + 7 = أدخل الناتج

.

جديد قسم ركـن المقالات

«الأونروا» أمام اختبار العجز والهدر

آثار قاسية يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. ممنوعون من البناء في المخيمات والتملك خارجها

«كلاوس» تؤكد على أولوية إصلاح التعليم ورفع جودة التعليم في مدارس «الأونروا»

لاعب كويتي ينسحب من بطول المبارزة العالمية في بلغاريا

الشاعر الفلسطيني ياسر الوقاد يفوز بجائزة مسابقة الكتابة الموجهة للطفل على مستوى العالم العربي 2023

القائمة الرئيسية

التاريخ - الساعة

Analog flash clock widget

تسجيل الدخول

اسم المستخدم
كـــلمــة الــمــرور
تذكرني   
تسجيل
نسيت كلمة المرور ؟

القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك

عدد الزوار

انت الزائر :288105
[يتصفح الموقع حالياً [ 83
تفاصيل المتواجدون

فلسطيننا

رام الله

حطين

مدينة القدس ... مدينة السلام

فلسطين الوطن

تصميم حسام جمعة - 70789647 | سكربت المكتبة الإسلامية 5.2

 

جميع الحقوق محفوظة لرابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان ©2013