.

عرض المقال :شعب يستحق جائزة نوبل للحياة

  الصفحة الرئيسية » ركـن المقالات

شعب يستحق جائزة نوبل للحياة

http://www.aljazeera.net/mritems/images/2007/12/9/1_742211_1_34.jpg

محمّد الأحمد – صيدا.
تجربة عشناها في دراسة ميدانية لحالة الفقر بين أحياء وأرجاء مخيمات شعبنا الفلسطيني(لبنان). وجدنا فيها ما لا عين رأت من فقر وجوع، ولا أذن سمعت من أنين وأوجاع، فكل ما يروى عن هذه المخيمات يعد بمثابة صفر على الشمال بما هو عليه في أرض الواقع.
فهذا الشعب يستحق جائزة نوبل للحياة، حياة مريرة غادرة في أزقة العتمة والظلام، تحمل في طياتها ألحان الأحزان وأنغام الأهوال تبحر بالناس إلى عالم مجهول لتقف حائلا ً أمام بقائه على قيد الحياة. بالطبع لا نبالغ حين نقول " بقي على قيد الحياة" لأن الناظر إلى هذه الهموم والأحزان والعقبات لا يتخيل كيف سيعيش أي إنسان تحت وطأة هذه الظروف والمآسي.
وإليكم صور من هذه المآسي :" إمرأة عجوز وحيدة تعمل كعتال لمدة ساعتين يوميا ًعند بائع الخضرة تنزّل وتحمّل الصناديق كالرجال، كي تحصل في آخر النهار على فتات الخضار والفواكه" .
لو أن هذه العجوز تعيش في ألمانيا، ماذا سيكون حالها؟
" إمرأة ليست وحيدة لكنها فعلاً وحيدة فهي تعيش إلى جانب أمها المشلولة لتخفف آلامها وتدوي جراحها وتمسح دموعها  حتى تهون الحياة عليها ولو شيئا قليلا وليس هناك من ينظر إليهم حتى نظرة الإنسانية" .
لو أن هذه العجوز تعيش في فرنسا، هل سيكون حالها هكذا؟
"عائلة تتكون من عجوزين، أكل عليهما الدهر وشرب، وأحفادهم ( طفل وطفلة تركتهم أمهم لم يتجاوزا العاشرة) ينتظرون طلوع الشمس لينظروا ما تركه لهم متصدق من مأكل ومشرب أمام الباب، وغروبها لينظروا متبرع يعيلهم بالمال".
لو أن هذه العائلة تسكن في بريطانيا، ماذا سيكون حالها؟
" دخلنا إلى بيت مظلم في آخر الزقاق لكننا تفاجئنا بنور من الداخل، طفل في زاوية الغرفة يحفظ القرآن الكريم، وفي الزاوية الأخرى طفلة تدرس بجد ونشاط، وطفل آخر يقرأ في كتاب عن شهداء فلسطين، سألنا أمهم عن حال البيت والأولاد، فأجابت بعزيمة الرجال وشجاعة الأبطال:
" إن العلم والإيمان وحب الأوطان أركان بيتنا، فعلى الرغم من أن بيتنا الفقير جدرانه الإسمنت وسقفه الزينك إلا أننت ننظر إلى هذه الحياة نظرة الجبابرة فنحن الذين سنجدف بمجداف الأمل لا الألم حتى نجبرها على الخضوع والرضوخ لنا".
نعم هذه المرأة المثقفة التي أرضعت وما زالت ترضع أولادها حليب العلم والإيمان وحب الأوطان، ترسم في مخيلاتهم واقع سيعيشونه في يوم من الأيام، واقع ترضخ فيه الحياة المريرة وتروض حتى تغدو حياة مليئة بالسعادة والخير، واقع ينتصرون فيه على معاناة اللجوء بالعودة إلى ديارهم معززين مكرمين.
نعم هذه حال شعبنا، إنها كلمات قصيرة ومقتطفات وجيزة تصور جزءا ً بسيطا ًمما رأينا،وهناك ما هو أعظم . فأفواهنا عجزت عن التكلم لمّا رأت هذه المآسي فجعلنا أقلامنا تكتب بلون أحمر قاني لنُـسمع صدى هؤلاء البشر ونوصل رسائلهم إلى العالم الحر علّه ينجدهم وينظر إليهم نظرة العطف والشفقة والإنسانية.
لا أعلم كيف سأنهى هذا المقال؟ هل سأنهيه بالبكاء أم بالدعاء؟  في كلتا الحالتين علينا أن نبحث عن حلول لهذه المشاكل مع العلم أن انقسامات شعبنا له دور واسع النطاق في اتساع فجوة الفقر والذل والهوان.
لذلك علينا أن نبحث عن سفينة نجاة قبطانها كخامس الخلفاء الراشدين وبحارتها "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه" وشراعها " لا إلاه إلا الله محمد رسول الله" وعندها سنُسمع العالم أجمع:
إننا شعب يستحق جائزة نوبل للإنتصار!
 « رجوع   الزوار: 2181

تاريخ الاضافة: 28-11-2011

.

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة مشاركة »

اسمك
ايميلك
تعليقك
4 + 2 = أدخل الناتج

.

جديد قسم ركـن المقالات

«الأونروا» أمام اختبار العجز والهدر

آثار قاسية يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. ممنوعون من البناء في المخيمات والتملك خارجها

«كلاوس» تؤكد على أولوية إصلاح التعليم ورفع جودة التعليم في مدارس «الأونروا»

لاعب كويتي ينسحب من بطول المبارزة العالمية في بلغاريا

الشاعر الفلسطيني ياسر الوقاد يفوز بجائزة مسابقة الكتابة الموجهة للطفل على مستوى العالم العربي 2023

القائمة الرئيسية

التاريخ - الساعة

Analog flash clock widget

تسجيل الدخول

اسم المستخدم
كـــلمــة الــمــرور
تذكرني   
تسجيل
نسيت كلمة المرور ؟

القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك

عدد الزوار

انت الزائر :286185
[يتصفح الموقع حالياً [ 108
تفاصيل المتواجدون

فلسطيننا

رام الله

حطين

مدينة القدس ... مدينة السلام

فلسطين الوطن

تصميم حسام جمعة - 70789647 | سكربت المكتبة الإسلامية 5.2

 

جميع الحقوق محفوظة لرابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان ©2013