سمية مناصري
بعد النجاح الملفت الذي حققته مدرسة دير ياسين في الإمتحانات الرسمية أراد موقع يا صور أن يلقي الضوء على هذه المدرسة وعملها، فكان لنا هذا اللقاء مع مدير المدرسة الأستاذ فتح الشريف.
- أستاذ فتح هل لك أن تعطينا لمحة شاملة عن المدرسة؟
مدرسة دير ياسين هي مدرسة ثانوية تابعة لوكالة الغوث، تقع في مخيم البص في منطقة صور، تم إفتتاحها في شهر أيلول من العالم 2010 وقد إستقبلت الطلاب للمرة الأولى يوم الخميس في 18/09/2010 .
تضم المدرسة 11 صفاً تنقسم إلى ثلاثة أقسام بواقع 5 صفوف عاشر،و 3 صفوف حادي عشر، صف علمي وصفين أدبي، و 3 صفوف ثاني عشر ، صف علوم حياة وصفين إقتصاد، فيها 23 مدرساً ومدرسة، عدد طلابها 323 منهم 196 طالبة و127 طالب.
كانت المدرسة بإدارتها ومعلميها أمام تحديات حقيقية منها الحفاظ على نسبة النجاح التي تحققت في السنوات الماضية وبناء علاقات مميزة مع أولياء الأمور ومؤسسات المجتمع المدني والتعامل الإيجابي مع الفصائل الفلسطينية واللجان الأهلية والشعبية وإعادة تأهيل المدرسة لناحية المقاعد والكتب والمختبرات والمعلمين كل هذا جعلنا أمام تحدي صعب في ظل ظروف يسيطر عليها الخلاف السياسي والإنقسام، وقبلنا هذا التحدي ونجحنا به بفضل الله تعالى أولاً وبجهود المعلمين الأكارم ثانياً وبتفاعل أولياء الأمور ثالثاً ودعم وتعاون مؤسسات المجتمع المدني والفصائل واللجان بعد أن إستطعنا بناء أفضل العلاقات المميزة مع جميع المذكورين.
كنا قد وضعنا أمام أعيننا رؤية تتلخص في عدة نقاط:
النقطة الأولى: أولاً الحفاظ على النتائج المميزة للمدرسة وهذا كان تحدٍ كبير أمامنا وخاصة في الإقتصاد وفي العلوم الحياة.
ثانياً : بناء علاقات مميزة مع أولياء الأمور ومؤسسات المجتمع المدني والتعامل الإيجابي مع الفصائل الفلسطينية واللجان الأهلية والشعبية،وهذه تتم من خلال تعاطينا مع المجتمع.
ثالثاً: البعد الوطني من خلال زرع حب فلسطين في وجدان طلابنا.
رابعاً: أن يكون الطالب إنسان إيجابي ومتفاعل وأن يحافظ على البيئة المدرسية بحيث قمنا بتأمين بيئة آمنة ومحببة لجميع الطلاب ، حاولنا منذ بداية العام أن نؤمن جميع متطلبات العصر لإستكمال البرنامج الجديد الذي وضعته وهو عبارة عن مختبر الكمبيوتر والإنترنت ومن ناحية الوسائل السمعية والبصرية وكل الوسائل التي يتطلبها تطبيق أي برنامج أو منهاج موجود عندنا، لدينا مختبر كمبيوتر فيه 24 جهاز كمبيوتر يوصل على شبكة العنكبوتية للإنترنت، لدينا مختبر علوم ويضم كافة الأجهزة والأدوات التي بحاجة لها لتطبيق أي تجربة في مواد العلوم والفيزياء والكيمياء والأحياء ، كما أنه لدينا وسائل سمعية وبصرية
مثل تلفزيونات أو داتا شو أو بورتبل هذا إلى جانب وجود الإذاعة Multimedia
الصباحية والتي نفعلها بشكل فاعل كل هذه الأدوات تم توظيفها في خدمة مدى تحسين التحصيل لدى الطلاب ، والحمدالله كانت الإستفادة منها بشكل عالي، طبعاً هناك بعض النواقص سوف نحاول من خلال إدارة الأنروا على تأمينها وانشاء الله سنسعى جاهدين لتأمينها خلال العام الدراسي الجديد لهذه السنة.
- ما هي نسبة النجاح في الإمتحانات الرسمية للعام الدراسي الماضي؟ _
بفضل الله تعالى كان للعلوم الحياة نسبة النجاح 100 % ، وأيضاً عشر تقديرات جيد وواحد جيد جداً، وكان عدد الطلاب 27 طالب.
في الإقتصاد نجح 52 طالب بمعدل 95% ورسوب طالب واحد فقط،
وإذا أخذنا على مستوى لبنان كنتيجة عامة بكل الفصول وكل الإختصاصات وبذلك تكون مدرسة دير ياسين الثانوية المختلطة هي المدرسة الأولى في لبنان على مستوى مدارس الأونروا وحتى على مستوى منطقة صور سواءً الخاصة أو الرسمية ، وهذا كله بفضل الله تعالى.
كانت نتائج مميزة وإنشاء الله سنحافظ على هذه النتائج في العام الدراسي الجديد، وأن نحافظ على نتيجة العلوم ونحسنها بالتقديرات أكثر ونحافظ على نتيجة الإقتصاد وأن نوصلها إلى مئة% بإذن الله تعالى.
- هل هناك تقنية علمية معينة خاصة للطلاب الجدد كي يحافظوا على نجاح المدرسة؟
كنا قد تطرقنا في سياق حديثنا بأن نطور ونأهل الأساتذة والحمد لله لدينا طاقم تعليمي متطور ومؤهل ومدرب بإستعمال كافة التقنيات الحديثة الموجودة سواءً من ناحية التنوع في طرائق التدريس أو من ناحية إستعمال الوسائل المختلفة وهي وسائل التكنلوجيا الموجودة والتي تم ذكرها أنفاً.
وإجمالاً هذه التقنيات تستخدم لخدمة تحسين التحصيل في كافة المواد سواءً كانت منها العلمية أو الأدبية ويعمل عليها بشكل جيد.
_ ماذا عن كادر المدرسين؟
أنا فخور بالكادر الموجود في المدرسة ،وأثبت حقيقة أنه كادر مميز ومتميز وصاحب كفاءات العلمية ، وهو كادر صاحب إنتماء لقضية، مخلص لعملية التعليم والتعلم، ولا تقتصر عملية التعليم والتعلم على العلاقة فقط على إعطاء المادة العلمية لا بل هناك إنتماء في إحياء جميع المناسبات سواءً كانت وطنية أو دينية والمشاركة في المجتمع المحلي بفعالية، هذا إلى جانب جميع الأنشطة التي تقوم بها المدرسة وهي أنشطة ضخمة جداً وأتصور بأنه لا يوجد مدرسة بلبنان كله أحيت وأقامت الأنشطة التي قمنا بها، كل هذا تم بجهد المعلمين ولولا جهد وتعاون المعلمين لما نجحت هذه الأنشطة وبالتالي المعلم له الدور الأكبر في النتائج التي حصلنا عليها في الإمتحانات الرسمية للعام الدراسي الماضي.
_ كلمة اخيرة:
أولاً أشكر موقع ومجلة يا صور وأشكرك أنتِ على إتاحة الفرصة لهذا اللقاء، ونأمل في السنة القادمة إنشاء الله أن نحافظ على الزخم الذي بدأناه في السنة الماضية سواءً من ناحية العلاقة الجيدة في المجتمع المحلي وتفعليها وتطويرها ومع أولياء أمور الطلاب التي عملت على إحياء المناسبات وزرع حب فلسطين في نفوس طلابنا والأهم من ذلك المحافظة على نتائج الإمتحانات الرسمية التي حصلنا عليها في العام الدراسي الماضي، والتي سوف نعمل على تطويرها خلال هذا العام بشكل أفضل وبشكل مميز، يجب أن تبقى هذه مدرسة دير ياسين عنوان للحضارة والثقافة والتفاعل ولا نريد أن ننسى بأن هذه المدرسة قد حصلت على إسم مدرسة الشهداء لأنها قدمت في 15 أيار من هذا العام الشهيد محمود محمد سالم والذي إستشهد في مارون الراس بمناسبة ذكرى النكبة عام 1948 ،محمود كان في الصف الحادي عشر أدبي ،إستشهد وهو يدافع عن أرض الوطن على الحدود الفلسطينية و اللبنانية ،وبذلك يثبت محمود للعالم بأن جيل الشباب الجديد والذي يسمونه جيل الإنترنت لن ولم ينسي فلسطين، وهذا شرف عظيم للمدرسة أن تقدم أحد طلابها شهيداً وأن تقدم قادة وأيضاً طلاب مميزين من أجل خدمة أبناء شعبنا وقضيتنا.