.

عرض المقال :فروانة : الأسـرى .. من النكسة ولغاية اليوم ، أرقام مذهلة ومعاناة بلا حدود

  الصفحة الرئيسية » ركـن المقالات

فروانة : الأسـرى .. من النكسة ولغاية اليوم ، أرقام مذهلة ومعاناة بلا حدود

http://www.israj.net/vb/uploaded/20_19900.jpg

غزة – 5-6-2011-  كشف الباحث المختص في قضايا الاسرى عبد الناصر فروانة مدير دائرة الاحصاء في وزارة الاسرى والمحررين في السلطة الوطنية ، ان الاحتلال الاسرائيلي اعتقل منذ نكسة حزيران عام 1967 وحتى اليوم قرابة ( 750 ) ألف مواطن ومواطنة بالإضافة لآلاف المواطنين العرب ، فيما يوجد الآن قرابة ( 6 آلاف) أسير في سجون الإحتلال بينهم مئات الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى .
جاء ذلك في التقرير الذي اصدره اليوم تحت عنوان " الاسرى من النكسة حتى اليوم ارقام مذهلة ومعاناة بلا حدود " بمناسبة ذكرى الخامس من حزيران عام 1967 ، الذي قال عنه " اليوم الأسود في تاريخ الأمة العربية ، الذي بدأت فيه إسرائيل بشن هجومها العسكري ضد الجيوش العربية وخاصة مصر والأردن وسوريا ، وبعد ستة أيام فقط انتهت الحرب بانتصار لإسرائيل ، وهزيمة مذلة للجيوش العربية وصفت بـ " النكسة " ، ونتج عن ذلك احتلالها للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية وبذلك أحكمت سيطرتها وأكملت احتلالها لفلسطين التاريخية ومقدساتها ، بالإضافة لاحتلالها لشبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية ".
اعتقالات بعد النكسة
واوضح فروانة ، انه منذ ذلك التاريخ الأسود ارتكبت ـ ولا زالت ـ قوات الاحتلال الإسرائيلي الفظائع والجرائم بحق الشعب الفلسطيني الأعزل ولم تستثنِ أحداً منه ، ومارست أبشع ما يمكن أن يتخيله العقل البشري من إبادة وقتل جماعي وقتل بدم بارد وإعاقات مستديمة ، وتشريد وقهر،ظلم واضطهاد ، اعتقالات وتعذيب ، تهجير وهدم بيوت وابتلاع آلاف الدونمات،وأقامت مئات الحواجز"، واضاغ " حتى اصبح المواطن الفلسطيني أ ينام و يصحو على مشاهد الموت والدمار ، ويقضي جزءاً من يومه في تشييع جنازات الشهداء ، وجزءاً آخراً في التنقل بحثاً عن لقمة العيش الأساسية له ولأطفاله ، وجزءاً لا بأس به على مئات الحواجز المميتة والمذلة التي أُقيمت لتقطِِّع أوصال الوطن ، او رهن الاعتقال والتعذيب في السجون التي اعتبرت احد اشكال حرب الاحتلال ضد شعبنا وقضيته" .
حركة المقاومة
وفي استعراض تاريخي لواقع المشهد الفلسطيني بعد النكسة ، يقلب فروانه صفحات التاريخ ليذكر انه من رحم المعاناة وكرد طبيعي على الهزيمة النكراء وعلى الاحتلال وممارساته ، نشأت حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية ومن ثم حركات إسلامية مقاومة، وهذه المقاومة تجيزها وتشرعها كافة القوانين والأعراف الدولية، بهدف مقاومة الاحتلال وتحرير الأراضي الفلسطينية المغتصبة" ،واضاف "حظيت فصائل المقاومة بالتفاف ودعم جماهيري ، فاتسعت رقعتها وتصاعدت عملياتها ، واستطاعت أن تلحق بالاحتلال الإسرائيلي خسائر بشرية ومادية فادحة ، وفي محاولة يائسة لقمع هذه الظاهرة ولجعل الجماهير الفلسطينية تنفر منها وتبتعد عنها ، لجأ الاحتلال بالإضافة لممارساته الدموية الأخرى إلى إقامة سلسلة من السجون ورثها عن الانتداب البريطاني والحكم الأردني بعد حرب حزيران وتم توسيعها عام 1970م وبظروف أكثر قسوة ، ولجأ إلى اعتقال العديد من المواطنين و الشخصيات الوطنية ، وكل من يشتبه بأن لهم علاقة بالمقاومة من قريب أو من بعيد.
مرحلة تشييد السجون
تنامي المقاومة وعجز الاحتلال عن اجهاضها ، واتساع نطاق الاعتقالات جعل سجون الورثة البريطانية غير كافية ، وافاد فراونة انه في وقت لاحق بنى الاحتلال الإسرائيلي عدداً من السجون والمعتقلات بمواصفاته الخاصة الأكثر قمعية والأشد قسوة وحراسة ، كسجن بئر السبع ونفحة الصحراوي وريمون ومعتقل أنصار3 في النقب وسجني جلبوع حتى وصل عدد تلك السجون والمعتقلات إلى ما يقارب من ثلاثين سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف .
كل الشعب اسير
وافاد الباحث المختص ، انه منذ " نكسة " حزيران ولغاية اليوم ، وبعد مرور أربعة وأربعين عاماً لم تتوقف الاعتقالات ، ولكن خطها البياني سار بشكل متعرج ، إلاَّ أنها لم تقتصر على فئة أو شريحة محددة ، فاستهدفت كل ما هو فلسطيني بدءاً من الطفل ذو الثانية عشر من عمره والشاب و الفتاة ومروراً بالمرأة الحامل والطبيب، بالمحامي والعامل ، بالطالب والنائب والوزير ، وصولاً للشيخ العجوز ذو الخامسة والسبعين عاماً ، وليس انتهاءاً بالمعاق جسدياً ونفسياً و مرضى القلب والسرطان .
الأسـرى بالأرقـام
وذكر فروانه ، انه حسب الاحصائيات الموثقه اعتقل الإحتلال منذ العام 1967 وحتى الآن قرابة ( 750 ) ألف مواطن ومواطنة ، واستشهد ( 202 ) أسيراً بعد اعتقالهم جراء التعذيب أو الإهمال الطبي أو القتل العمد بعد الإعتقال ، فيما مئات آخرين استشهدوا بعد خروجهم من السجن متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون ، أو كان للسجن والتعذيب وما بينهما أسبابا مباشرة لإستشهادهم.
وفي قراءة سريعة ، تكشف الوثائق كما يقول فروانة أن كل عائلة فلسطينية قد تعرض أحد أفرادها أو جميعهم للإعتقال لمرة واحدة أو لمرات عدة ، فيما لو نظرنا الى المواقع الجغرافية للسجون والمعتقلات التي ورثها أو أقامها الإحتلال فوق الأراضي الفلسطينية سنجد وبسهولة بأنه لم تعد هناك بقعة جغرافية في فلسطين ، إلا وأن أقيم عليها سجناً أو معتقلاً أو مركز توقيف .
استمرار الاعتقالات
ويؤكد التقرير انه منذ " النكسة " ولغاية اليوم ، فإن الإعتقالات لم تتوقف ، لكنها سارت بشكل متعرج ، كما لم يطرأ أي تحسن جوهري على طبيعة السجون على اختلاف أسمائها ومواقعها الجغرافية ، أو على ظروفها و طبيعة معاملة السجانين للسجناء والمعتقلين وفق ما تنص عليه كافة المواثيق الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بمعاملة الأسرى أو تلك الخاصة بمعاملة الأشخاص المدنيين وقت الحرب ، بل بالعكس كلما بني سجن جديد تجده أكثر قسوة من سابقيه ، ومع مرور السنين تتصاعد الهجمة الشرسة ضد الأسرى لتطال حياتهم الخاصة و تمس بكرامة وشرف الأسير وأهله .
فشل الاحتلال
وكشف فروانة ، انه رغم سياسات وممارسات الاحتلال القهرية عبر الاعتقالات وغيرها من الممارسات فان ذلك كله لم ولن يساهم في تحقيق أهداف الإحتلال المرجوة من وراء الإعتقالات والمتمثلة في القضاء على وطنية الأسرى وثوريتهم ، وتحويلهم إلى عالة على ذويهم وشعبهم ،واضاف " فالشعب الفلسطيني لم يعد يخيفه الإعتقال ولا كثرة السجون ، وللدلالة على ذلك فإن عشرات الآلاف من الفلسطينيين اعتقلوا عدة مرات ، وأضحى الإعتقال مفرد ثابت في القاموس الفلسطيني.
انتصارات الاسرى
واشار الى السجون لم تنال من عزيمة الاسرى ورغم ظروفهم القاسية ناضلوا واستطاعوا تحويل السجون من محنة الى منحة وحققوا انتصارات عدة ونجحوا في انتزاع بعض حقوقهم الأساسية ن فيما لا تزال معركتهم مفتوحة ضد السجان وادارة السجون لتحسين شروط حياتهم وانتزاع باقي حقوقهم المسلوبة ولوضع حد للإنتهاكات والجرائم التي تقترف بحقهم .
القضية المركزية
واكد التقرير انه بعد ( 44 ) عاماً على " النكسة " يمكن التأكيد بأن قضية الأسرى كانت ولا تزال قضية مركزية بالنسبة للشعب الفلسطيني ، لكنها جرح يكبر و يتسع شرخاً ، وأن أرقام الأسرى تتصاعد بشكل مذهل ، وأن تجارب وحكايات الحركة الأسيرة تتراكم لتملأ مجلدات فيما لو تم توثيقها وتدوينها ، واضاف فراونة " الأسرى قصص لأطفال كبرت في سجون الإحتلال ، وحكايات مريرة لأمهات وضعت مولودها خلف القضبان ، وشيوخ وشبان توفيت في زنازين التعذيب والقهر .
استهداف اسرائيلي
في الوقت نفسه ، اشار الى استمرار استهداف الاسرى بعد تجربة 44 عاما من الصراع مع الاحتلال من إدارات مصلحة السجون المتعاقبة فهي تحدد لهم النوم وساعاته ، كمية الهواء وساعات التعرض للشمس ، كمية الغذاء وقيمته ، تحدد لكل منهم ماذا ومتى يقرأ ، ومتى وكيف يمكن أن يرى أهله ، كما تحدد لهم طبيعة العلاج وتوقيته ، ولون الملابس ونوعيتها ، واضاف " انها معاناة متواصلة يصعب وصفها أو توصيفها ، ويعجز الكاتب عن توثيقها ونقلها ، وهي تمتد لتطال ذوي الأسرى وعائلاتهم ، فتعالت الأصوات والصرخات ، وذرفت عيون أمهات وزوجات وأطفال الأسرى دموع الحزن لتغرق الأرض وتصنع أنهاراً .
اعتقال الشهداء
وتطرق التقرير لاعتقال جثامين الشهداء ، وقال " ( 44 ) عاماً مضت تعمدت إسرائيل خلالها بمعاقبة ذوي الأسرى و الشهداء ، فاعتقلت أمهاتهم وزوجاتهم وهدمت بيوت عائلاتهم ، وعاقبت الإنسان بعد موته فاحتجزت – ولا تزال- المئات من جثامين الشهداء في مقابر الأرقام ، وحرمت ذويهم من إكرامهم ودفنهم وفقاً للشريعة الإسلامية.
تاريخ حافل
واختتم فراونة تقريره بالتاكيد انه رغم ( 44 ) عاماً ، على النكسة وتداعياتها خاصة على صعيد قضية الاسرى فان المؤلم فشل الشعب الفلسطيني بمؤسساته المختلفة في امتلاك سجلٍ كاملٍ لمجمل أو معظم حالات الإعتقال ، أو سجلٍ دقيقٍ لشهداء الحركة الوطنية الأسيرة ، كما فشل ولحتى اللحظة في اعتماد خطة استراتيجية تعتمد على العمل التراكمي التكاملي لتوثيق تاريخ الحركة الأسيرة ، هذا التاريخ الذي حمل في طياته آلاف التجارب والقصص والحكايات ومئات من معارك الأمعاء الخاوية والخطوات النضالية ، وجزء منه أسير في ذاكرة الأسرى المحررين القدامى ، الذي أخشى برحيلهم عن الدنيا أن يرحل معهم جزءٌ من ذاك التاريخ الهام.
الحرية لا بديل عنها ..
واشار فروانة ، انه خلال ( 44 ) عاماً مضت نجحت خلالها الفصائل الفلسطينية في أسر عددٍ من الجنود ومبادلتهم بآلاف الأسرى الفلسطينيين والعرب ، وحاولت مراراً أسر واختطاف آخرين، وسجلت خلال مسيرتها العديد من صفقات التبادل ، فيما ينتظر الشعب الفلسطيني من آسري " شاليط " تكرار لتلك التجارب الناجحة لا سيما صفقة ( 1985 ) ، واتمام صفقة تبادل مشرفة تكفل اطلاق سراح قدامى الأسرى ورموز المقاومة ، وفاءً من المقاومة للأسرى ولرموز المقاومة ، مؤكدا اهمية التمسك بان الحرية لا بديل عنها ولن تتحقق ما دام اسير خلف القضبان ، فالأسرى من النكسة ولغاية اليوم، أرقام مذهلة ومعاناة بلا حدود تحتاج الى دعم حقيقي ومساندة فاعلة على كافة الصعد و المستويات.
 « رجوع   الزوار: 1939

تاريخ الاضافة: 05-06-2011

.

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة مشاركة »

اسمك
ايميلك
تعليقك
2 + 8 = أدخل الناتج

.

جديد قسم ركـن المقالات

«الأونروا» أمام اختبار العجز والهدر

آثار قاسية يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. ممنوعون من البناء في المخيمات والتملك خارجها

«كلاوس» تؤكد على أولوية إصلاح التعليم ورفع جودة التعليم في مدارس «الأونروا»

لاعب كويتي ينسحب من بطول المبارزة العالمية في بلغاريا

الشاعر الفلسطيني ياسر الوقاد يفوز بجائزة مسابقة الكتابة الموجهة للطفل على مستوى العالم العربي 2023

القائمة الرئيسية

التاريخ - الساعة

Analog flash clock widget

تسجيل الدخول

اسم المستخدم
كـــلمــة الــمــرور
تذكرني   
تسجيل
نسيت كلمة المرور ؟

القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك

عدد الزوار

انت الزائر :286165
[يتصفح الموقع حالياً [ 88
تفاصيل المتواجدون

فلسطيننا

رام الله

حطين

مدينة القدس ... مدينة السلام

فلسطين الوطن

تصميم حسام جمعة - 70789647 | سكربت المكتبة الإسلامية 5.2

 

جميع الحقوق محفوظة لرابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان ©2013