.

عرض المقال :فرقة العاشقين الفلسطينية.. القصة الكاملة 4/4

  الصفحة الرئيسية » ركـن المقالات

فرقة العاشقين الفلسطينية.. القصة الكاملة 4/4


شبكة العودة الإخبارية - ظاهر صالح

شهدت فرقة العاشقين تطوراً وتجديداً ملحوظاً مع نشاط أفراد عائلة الهباش في فعالياتها.

أسرة الهباش، تعود جذورها لقرية معذر في قضاء طبريا من فلسطين، نزحت العائلة في عام ١٩٤٨ إلى لبنان، ومن ثم إلى سورية، ومن أبرز أفرادها محمد هباش، فهو مؤلف وملحن موسيقي، ولد وعاش في مخيم اليرموك بسورية، حيث تذوق الفن والموسيقى منذ طفولته، وأصبح صوتا لامعاً يعبّر عن هواجس وأفكار الشعب الفلسطيني. درس الموسيقى بالمعهد العربي في دمشق، وترعرع في عائلة مناضلة فنية.

بدأ محمد هبّاش يتعلم الموسيقى في المعهد العربي بدمشق وهو في السادسة من عمره، ووضع أول خطواته على سلّم الفن عندما كان المغني الرئيسي في برنامج الأطفال التلفزيوني "افتح يا سمسم" إلى جوار الفنانة الطفلة آنذاك "أصالة نصري" بالتعاون مع الملحن حسين نازك.

كوّن مع أفراد من عائلته فرقة شعبية كانت تنظم حفلات في المخيمات الفلسطينية، وبعد تأسيس "فرقة العاشقين" الفلسطينية عام 1977 عمل فيها مغنياً وراوياً.

توجه هباش بعد ذلك إلى تونس لمدة عام، وأسس عام 1987، فرقة "الجذور" مع عدد من أفراد عائلته، ومن أهم أغانيها "زغردي يا أم الجدايل"، و"فلسطين مزيونه"، و"شدوا بالليالي"، لكن الفرقة التي تمسكت بروح التراث الشعبي والانتماء إلى إيقاعات وألوان الريف الفلسطيني، توقف عملها لاحقاً بسبب نقص الإمكانات المادية.

شارك الملحن الفلسطيني في الانتفاضة بأغانيه الوطنية وقدم ألبومات خاصة بعد معارك مخيم جنين عام 2002، فأنتج ألبومين، الأول بعنوان "ملحمة جنين" عام 2002، والثاني "أبطال السرايا" عام 2003.

ثم توجه هباش للدراما السورية حيث لحن 40 مسلسلاً و20 عملاً مسرحياً فلسطينياً، كما قدم ألحان 10 أفلام وثائقيّة فلسطينية و60 أغنية صوفيّة لبرامج دينية في تلفزيون دبي، حسب ما ورد في كتاب "لفلسطين نغنّي". إضافةً إلى الأغاني الجديدة التي أطلقتها فرقة العاشقين بعد إعادة تشكيلها عام 2008.

زار هباش مع "فرقة العاشقين" بنسختها الحديثة كلاً من الضفة الغربية عام 2011، وقطاع غزّة عام 2013، وأدى حفلات ألهبت الجماهير.

وفي عام 2015، قرر هباش مع أصوات شابة إنشاء فرقة بعنوان "جذور العاشقين" تركز على مواكبة الحدث السياسي الفلسطيني وإعادة غناء وتوزيع أغاني الانتفاضة الأولى.

كانت "فرقة العاشقين" رافعة من روافع العمل الوطني تمارس دورها في التعبئة والتثقيف دون كلل أو ملل، كانت أغانيها حاضرة في كل المناسبات والأعراس والأفراح والحفلات والسهرات والمظاهرات، كنا نسير في الشوارع والأزقة على إيقاعها ونردّد في الأمسيات والمظاهرات كلماتها كهتاف وشعار وعنوان ونسير مع كلماتها كنهج وطريق نحو فلسطين، وهي بدورها كانت دائماً صورة فلسطين المتألقة والصادقة والمعبرة عن الحدث والقضية.

 تجربة رائدة

شكّلت "فرقة العاشقين" تجربة رائدة في خصائصها الفنية والشعبية وواضحة المعالم الفلسطينية، وقاد الفرقة الفنان الفلسطيني حسين نازك، ابن القدس العربية، ولكن الفرقة نتيجة الظروف والعوامل السياسية تفكّكت ولم تواصل نشاطها، لكن أغانيها ما زالت في الذاكرة الفلسطينية، وما زال يصدح بها شعبنا في الأيام الانتفاضية ضد الاحتلال الصهيوني.

لقد أدّت الأغنية دورها كسلاح فني يعزز الشعور القومي تجاه "قضية العرب الأولى"، وايقاظ روح التضامن مع المأساة المستمرة لشعب لا يموت، ولن يموت، ويشعل الوجدان الشعبي انتماء وعاطفة وتكريماً لهذه البطولة الأسطورية.

عودة وجهود جديدة لضمان استمرارها

كان مُلاحظاً توقف عمل الفرقة ونشاطها الفني في عام 1993، لظروف تتعلق بتوقيع اتفاق أوسلو المشؤوم، وما رشح عنه من اشكالات تنظيمية في منظمة التحرير. وحاولت العودة بحفل في رام الله سنة 2010، ولكنها سرعان ما توقفت مجددًا بسبب ظروف الحرب في سورية منذ 2011، وتشتت أفراد الفرقة بين دول متعددة، واضطر معظم أعضاء الفرقة إلى مغادرتها إلى دول أجنبية حيث يقيم هبَّاش حالياً في السويد، فيما يقيم باقي أعضاء فرقة العاشقين في دول مختلفة عربية وأجنبية.

الجدير بالذكر أن رجل الأعمال الفلسطيني مالك الملحم هو من قام بإعادة تمويل الفرقة، حيث يُذكر الملحم "أنّ الفرقة تحولت إلى مؤسسة وسيتم إنشاء استثمارات خاصة بالفرقة لضمان استمراريتها".

أخيراً.. يمكن القول أن "فرقة العاشقين" لم تكن مجرد مجموعة من الهواة يرغبون بحصاد التصفيق أو تحقيق الشهرة، ولم يكن أعضاؤها من المتسلّقين على آلام شعبهم، بل نذروا حياتهم كلَّها في خدمة قضيتهم الوطنية، حتَّى أنَّهم رفضوا التخلي عن الفرقة أمام عروض مغرية، حيث رفض حسين المنذر عرضاً من الأخوين رحباني للغناء مع فيروز في الثمانينيات لأنّه آمن بفرقة العاشقين ووهبها حياته، كذلك ضحت أسرة الهبَّاش بفرقتها الخاصة لتذوب بفرقة "أغاني العاشقين" عند تأسيسها.

الأجيال الفلسطينية الماضية عرفت فرقة "أغاني العاشقين" للغناء الوطني السياسي الثوري المُلتزم، التي ظهرت واشتهرت في ثمانينيات القرن الماضي، وحازت على مركز الصدارة في مهمة نبيلة عكسَت الفن الفلسطيني بمعانيه ورموزه الأصلية والثورية من خلال إبداعها المتواصل وأدائها البارع، الذي شكّل وثيقة تراثية ونضالية ناصعة تنسجم مع روح المرحلة وكفاح الشعب الفلسطيني.
 « رجوع   الزوار: 562

تاريخ الاضافة: 17-08-2022

.

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة مشاركة »

اسمك
ايميلك
تعليقك
1 + 9 = أدخل الناتج

.

جديد قسم ركـن المقالات

«الأونروا» أمام اختبار العجز والهدر

آثار قاسية يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. ممنوعون من البناء في المخيمات والتملك خارجها

«كلاوس» تؤكد على أولوية إصلاح التعليم ورفع جودة التعليم في مدارس «الأونروا»

لاعب كويتي ينسحب من بطول المبارزة العالمية في بلغاريا

الشاعر الفلسطيني ياسر الوقاد يفوز بجائزة مسابقة الكتابة الموجهة للطفل على مستوى العالم العربي 2023

القائمة الرئيسية

التاريخ - الساعة

Analog flash clock widget

تسجيل الدخول

اسم المستخدم
كـــلمــة الــمــرور
تذكرني   
تسجيل
نسيت كلمة المرور ؟

القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك

عدد الزوار

انت الزائر :288170
[يتصفح الموقع حالياً [ 110
تفاصيل المتواجدون

فلسطيننا

رام الله

حطين

مدينة القدس ... مدينة السلام

فلسطين الوطن

تصميم حسام جمعة - 70789647 | سكربت المكتبة الإسلامية 5.2

 

جميع الحقوق محفوظة لرابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان ©2013