تقرير شبكة العودة الإخبارية
لم تُفكّر يوماً بالتقدم لأي منحةٍ من منح التبادل الطلابي التي كانت تُشاهدها في زاوية الإعلانات لجامعة النجاح الوطنية، إلى أن رأت كلمة "فينيسيا"- المدينة الوحيدة التي تحلم بزيارتها منذ الصغر- قرأت كامل تفاصيل المنحة وقامت بالتقدم لها في الفصل الأول من عام 2016، لكنها لم تلقَ رداً سواء بالقبول أو الرفض.
هي الطالبة الفلسطينية مرح حثناوي، تمّ ابتعاثها من قبل جامعة النجاح الوطنية ضمن برنامج منح "إيراسموس"، لجامعة "كافوسكاري Ca'Foscari " بمدينة فينيسيا الإيطالية ولمدة 6 أشهر، حملت معها مغامرة ستبقى ترافقها طوال حياتها.
وفي التفاصيل تقول الشابة مرح «في الفصل الدراسي الثاني من عام 2016 وفي إحدى المحاضرات، دخل محاضرٌ لنا وبيده ورقة إعلان لذات المنحة، فقمتُ بالتقدم لها مرةً أخرى بعد تشجيعٍ منه، ليصلني الرد أخيراً بالقبول، علمتُ بعدها أنّ الجامعة المستضيفة تقبل الطلبة الفلسطينيين فصلاً بعد الاَخر».
فبدأت مرح بتجهيز وتقديم الأوراق اللازمة للفيزا، لتتفاجأ بالرفض في المرة الأولى، ولولا حثّ عائلتها لتقوم بتقديمها مرةً ثانية، لما كنت تلقّت القبول قبل يومين فقط من موعد السفر .
وقد تكون أصعب اللحظات هي الأوقات والأيام الأولى لوصولها هناك بعد أن اكتشفت طبيعة المدينة المليئة بالجسور والتي تخلو من السيارات، لذلك اضطرّت لحمل حقائبها والمشي بالساعات لتصل إلى موقع سكنها لاحقاً، مع الإستعانة أحياناً بالقوارب المائية التي كانت الوسيلة الوحيدة أيضاً لتصل من خلالها إلى جامعتها. كان لمحدودية وسائل المواصلات جانباً إيجابياً لتكتشف المدينة كاملة سيراً على الأقدام، وبمساعدة الخرائط الورقية أو الإلكترونية.
وتضيف مرح «ولعلّ من أهم ما يتوجب على الطالب المبتعث القيام به هو أن يُوسّع قاعدة معارفه من الطلبة الأجانب الملتحقين بالجامعة المستضيفة، وذلك من خلال متابعته لكافة الرسائل التي تصله عبر البريد الإلكتروني والتي تحتوي على قائمةٍ للعديد من الطلاب المستعدين لإرشاده من لحظة وصوله، كما أنّ الجامعة تقوم بفتح المجال للتسجيل الإلكتروني والمجاني بدوراتٍ لتعلم اللغة الأم للدولة المستضيفة، إضافةً إلى ما تمنحك إياه التجربة لزيارة مدن ودول أخرى والتعرف على ثقافات مختلفة.. هي كانت تجربة تحدٍّ وإصرار واكتشاف للذات عوضاً عن أي شيء اَخر».