.

عرض مقابلة :لقاء مع الشاعرة همسة يونس "ابنة حيفا"

  الصفحة الرئيسية » ركن المقابلات

لقاء مع الشاعرة همسة يونس "ابنة حيفا"

http://www.alodaba.com/assila/wp-content/up/%D9%87%D9%85%D8%B3%D8%A911.jpg

 أجرى اللقاء: وحيد تاجا
أكدت الشاعرة همسة يونس أن الشاعرة الفلسطينية لا تستطيع إلا أن تكون حاملةً لهمّ الوطن كيفما عانقت قلمها.. ودوماً ستلمح حرفها مسكوناً بأوجاع الوطن. . وتضيف في لقاء مع "مؤسسة فلسطين للثقافة": أن الشاعر الفلسطيني له خصوصية مختلفة.. له طابعه الخاص.. له كينونته المضيئة.. وذلك نابع من همّ الوطن الساكن في حرفه.. حتى حين يكتب في الحب ستلمح الوطن يخفق في شرايين قصائده..
 وحول تكنّيها باسم (ابنة حيفا) تقول: "حيفا هي جوريّة القلب وما هي إلا نبض من فلسطين الحبيبة" وكي تبقى حيفا فلسطين حاضرة بين أنفاس حرفي كان اللقب الذي اخترته (ابنة حيفا).
يذكر أن همسة يونس شاعرة فلسطينية، ولدت وتعيش في دولة الإمارات العربية المتحدة، لذلك تقول عن نفسها: "أنا فلسطينية الدم إماراتية القلب عشقت الكتابة منذ نعومة أظفاري وكان حلمي الأكبر أن أخوض بقلمي وموهبتي عالم الأدب".
كتبت العديد من قصص الاطفال.. وتعتبر ناشطة في مجال حقوق الطفل، تكتب الشعر الفصيح والتفعيلة وقصيدة النثر. فازت قصيدتها (طلاسم البوح) بجائزة أمل دنقل.. وتعمل مشرفة عامة في مجلة أصيلة الأدبية الالكترونية ـ لها زاوية أسبوعية في مجلة أوتار الثقافية الالكترونية. صدر لها ديوان نثري بعنوان (طلاسم البوح)..

ولديها ديوان آخر تحت الطبع..
* هل يمكن أن نتحدث عن البدايات.. وما هي المؤثرات التي لعبت دورا في توجهك نحو الشعر تحديدا..؟
** كانت القراءة عشقي اللامتناهي.. ومع مرور الوقت أصبحت الكتابة أيضاً عشقاً يسكنني.. منذ سن الحادية عشرة بدأت بكتابة قصص الأطفال وكوّنت مجموعة قصصية أسميتها (مجموعة الطيور) كنت حينها في الصف الخامس الابتدائي.. وتطورت عندي ملكة الكتابة بتشجيع من معلماتي ووالدي الغالي فقد لفتتهم موهبتي.. وفي سن السابعة عشرة اتجهت إلى كتابة المقال والخاطرة وبدأت بالنشر في جريدة الخليج الإماراتية.. وبعدها وجدتني أنطلق في كتابة الشعر والنثر ولكني توقفت ولم أتابع صقل موهبتي بسبب الزواج والحياة الأسرية.. وبعد انقطاع طويل عدتُ إلى أحضان قلمي لأفجر موهبتي في الشعر بعد أن طال انشغالي عنها بمتطلبات الحياة الأسرية..

قراءاتي لدرويش ونزار وأحمد مطر وأحمد شوقي في أيام الصبا جعلتني أعشق الشعر وأحلق في عوالمه الدافئة.
* تكتبين الشعر الفصيح والتفعيلة وقصيدة النثر.. أين تجدين نفسك.. وما الذي يحدد شكل القصيدة عندك..؟
** وحدها الحالة الشعورية هي التي تحدد القالب الذي سيحتوي حروفي ما بين نثر أو عمودي أو تفعيلة.. بالنسبة لي أجدني في كل ما يترجم إحساسي فأعانق الحرف ليولد النص كما يشاء النبض الهادر في حروفي..

* من يهاجم قصيدة النثر يقول إنها بلا موسيقى.. ويرى أن الشعر هو اللغة المتزوجة زواجا شرعيا طبيعيا جدا من الموسيقى في حين أن النثر يجاور الموسيقى.. يقاربها.. يتحدث إليها, ولكنها ليست من صميم كيانه بالذات؟
** النثر له كيانه الخاص والشعر له كيانه المختلف.. ولا أرى سبباً لمهاجمة قصيدة النثر طالما أنها كانت تجسد الإبداع وتحمل روح الجمال وتقدم فكرة راقية وجميلة.. لكن ربما وجود بعض الكتابات الهزيلة والتي لا تمتلك فكرةً أو مضموناً ولا إبداعاً وبالتالي ينسبونها إلى قصيدة النثر (إن صحت تسميتها بالقصيدة) ربما هذا ما جعل الكثيرين يهاجمونها وبشراسة رافضين وجودها رغم أنها تمكنت مؤخراً من حجز موقعها في الساحة الأدبية من خلال أقلام مميزة قدمت نصاً نثرياً لا يختلف اثنان على جماليته.

وتظل (قصيدة النثر) نوعاً من أنواع الكتابة الأدبية التي يحق لها أن تتواجد في الساحة كنوع جديد من الإبداع وأظننا نحتاج هذه المرونة في تقبل الحداثة دون الانحياز إلى نوع معين من أنواع الكتابة.. بل هو التحليق في فضاءات الإبداع.
* في ذات السياق؛ يرى الشاعر عثمان حسين بأن شاعر "الشعر الحر" أو "قصيدة النثر" ليس بحاجة لمعرفة الأوزان الشعرية (العروض) التي تلزم شاعر العمودي أو التفعيلة فهما، حسبما يرى، شكلين شعريين لهما خصوصيتهما التي لا علاقة لها بالوزن والقافية إلا عفواً.. ما رأيك..؟

** ربما يكون شاعر "الحر" و"قصيدة النثر" غير ملزم بمعرفة الأوزان الشعرية.. لكن من وجهة نظري لن يضيره معرفتها والاطلاع عليها كنوع من الثقافة والتقارب الفكري مع أشكال الشعر الأخرى التي تعتمد على الوزن والقافية..

* هناك عناية خاصة باللغة ومفرداتها في قصائدك.. وبقدر ما تبدو كلمات قصيدتك بسيطة ومباشرة بقدر ما تتميز لتشكل لغة شعرية خاصّة..؟
** حقيقةً أستمتع بصياغة مشاعري ضمن قالب لغوي مختلف.. أحب أن أستفز اللغة وأن أشاكسها.. تروق لي الصور المختلفة وربما الكلمات بسيطة لكن تلاعبي بتركيبات الصور يمنحني متعة خاصة تحملني على غمام النبض.

يهمني جداً أن تضج حروفي بالحياة فأسبل عليها من روحي لتكون دافئة الملامح.. ويطل الخيال بحُلةٍ ملائكية ليستوطن حرفي.. أحب أن أعانق الخيال في تشكيل صور قصائدي.. لكنه الخيال الدافئ الذي يتسلل إلى القلب بلا استئذان..
لذلك ستلمح استخداماتي للألوان والأعداد والأفعال بطريقة تخصني جداً بعيداً عن شواطئ المنطق والمعتاد..

* استوقفتني قصيدتك على بابِ حيفا، أُعانِقُ دمعاً.. أُسافرُ طفلاً، وأحبو لِأَلثِمَ منها الجبينْ، أَحَيْفايَ إنّي سَئِمْتُ اغتِرابي، وطالَ احتراقي ببردِ الظلامْ،.. لماذا حيفا دون غيرها من المدن الفلسطينية..؟
** ببساطة لأنني من قرى حيفا الحبيبة.. حيث وُلِدَ والدي ولكنه أُخرِجَ منها طفلاً رضيعاً.. لكنه عاد ليزورها في سن الثامنة وكانت تلك هي آخر مرة لوالدي بين أحضان الوطن.. والدي الغالي حفظه الله مازال يحتفظ بفتات الذكريات ليرويها لي بقلب باك وفي كل مرة يختتم حديثه بقوله: (أطلب من الله تعالى أن يطيل بعمري حتى أكحل عينيّ بحيفا ومن بعدها أموت)، حيفا هي جوريّة القلب وما هي إلا نبض من فلسطين الحبيبة، وكي تبقى حيفا فلسطين حاضرة بين أنفاس حرفي كان اللقب الذي اخترته (ابنة حيفا).

* في ذات الإطار شكّل الشعر رافعة معنوية وتحريضية للشعوب عبر معظم الثورات العظيمة.. فهل ترين أنه ما يزال يلعب هذا الدور.. وبالتالي كيف تفسرين ازدهار الرواية في العالم العربي على حساب الشعر..؟
** مما لا شك فيه أن الشعر هو الديوان الأول الذي يوثق التاريخ عامة وفي تاريخنا العربي خاصة.. لذلك لم ولن يتراجع الشعر يوماً عن قمته بين فنون الأدب المختلفة..

نعم اتخذت الرواية في الوطن العربي مؤخراً موقعاً مهماً وحققت صيتاً واسعاً لكنها أبداً لن تكون على حساب الشعر.. كلٌّ يتألق في فضائه.. لا طرف يطغى على الآخر.. انظر من حولك ستجد أن أغلبية المهرجانات والملتقيات التي يتم تنظيمها في العالم العربي هي للشعر..
لذلك ستبقى للشعر مكانته العظيمة ولن يخبو نوره مهما تطورت مجالات الأدب الأخرى..

* هل يمكن الحديث عن سمات محددة للشاعرات الفلسطينيات..؟
** من وجهة نظري الشاعرة الفلسطينية لا تستطيع إلا أن تكون حاملةً لهمّ الوطن كيفما عانقت قلمها.. ودوماً ستلمح حرفها مسكوناً بأوجاع الوطن.. وستشعر بالشموخ يتألق في نبض قصيدها.. باختصار لها روح خاصة ومختلفة تحلق في فضاءات الحرف.

* هل أنت مع مقولة أدب نسائي.. وبالتالي هل هناك مواضيع نسائية يمكن للشاعرة أن تطرقها دون غيرها..؟
** بدايةً أنت وأنا والجميع نعلم تماماً أن المرأة لها بصمتها في الأدب عبر التاريخ.. ابتداءً بالخنساء ونازك الملائكة وانتهاءً بمبدعات هذا القرن..
فالرجل أو المرأة كلاهما كائن إنساني له مشاعره واختلاجاته وبالتالي له الحق في التعبير عن تلك الأحاسيس والمشاعر ضمن قوالب الأدب المختلفة.. إذاً الحكَم هو الإبداع لا غير.. نعم هناك أدب خاص بالمرأة ولكن هذا لا يعني أنه مقيد بقضايا المرأة فقط بل أرى أن المرأة في كثير من الأحيان قادرة على التعبير عن قضايا المجتمع من خلال قلمها بطريقة أعمق من الرجل.. ورغم أننا تطورنا تكنلوجياً ورغم أن المرأة اقتحمت مختلف مجالات الحياة وأثبتت جدارتها إلا أنها مازالت تعاني كمبدعة من الكثير من القيود الاجتماعية التي تفرضها مجتمعاتنا العربية الذكورية الطابع.. لهذا سنجد أن إبداع المرأة مازال في بعض المحطات مرهوناً بالأسماء المستعارة كما أن بعضهن يتخلّين تماماً عن إبداعهن لعجزهن عن تخطي تلك القيود الاجتماعية.

لكن من وجهة نظري المرأة اليوم تمتلك من القوة ما يجعلها قادرة على الدفاع عن إبداعها مهما حاصرها المجتمع بأفكاره التقليدية.
* يلحظ ابتعاد الشعراء الفلسطينيين في قصائدهم عن "هم القضية الفلسطينية" والانغماس أكثر فأكثر في الشعر الذاتي..؟
** من وجهة نظري لا أرى أبداً أن الشعراء الفلسطينيين قد ابتعدوا عن "هم القضية الفلسطينية" هذا غير منطقي.. فكيف يبتعدون والوطن ينبض بين ضلوعهم بكل أوجاعه..؟!!!

الوطن حاضر بكل تفاصيله في قصائد الشعراء الفلسطينيين والشاعرات الفلسطينيات لكن بالتأكيد يظل الشاعر الفلسطيني إنساناً يحق له أن يكتب في مختلف المواضيع والقضايا.. لا أحب أبداً أن يُكبّل حرفي فأنا شاعرة تكتب كل ما قد يلامس روحها.. نعم أكتب للوطن لكن ذلك لا يتعارض أبداً مع تحليقي في فضاءات الشعر الأخرى.. لذلك أجد أنه من الظلم بمكان أن نقيد الشاعر الفلسطيني فنلومه إن كتب في قضايا شعرية أخرى بالإضافة إلى الوطن.. في النهاية الشاعر عالم من المشاعر والأحاسيس التي لا يمكن لأحد أن يقيدها في اتجاه معين.

* بالتالي، وفي ظل البحث عن ذاتية الشاعر وعدم المباشرة، هل تظنين أن الشاعر الفلسطيني ستكون له الشهرة نفسها وسيكون لشعره الصدى والانتشار نفسهما؟
** أرى أن الشاعر الفلسطيني له خصوصية مختلفة.. له طابعه الخاص.. له كينونته المضيئة.. وذلك نابع من همّ الوطن الساكن في حرفه.. حتى حين يكتب في الحب ستلمح الوطن يخفق في شرايين قصائده..

الحرف الصادق يصل إلى القلوب سواء كان للوطن أو في قضايا شعرية أخرى..
ختاماً أشكر لكم هذا اللقاء الدافئ وتقبلوا مني فائق التقدير وأهديكم هنا هذا المقطع من قصيدتي (نصف حلم.. نصف دفتر) على لسان الطفل الفلسطيني البطل:

رغمَ أنفِ الموتِ أسمو
رغمَ قهرِ الدهرِ أكتُبْ:
كَبِّلوا روحي اسجنوني
مزِّقوني
مزِّقوني
واتركوا لي نصفَ دفترْ
نصفَ حُلْمٍ
نصفَ عُـمْـرٍ
واقْتُلوني إنْ أردتُمْ
لا محالةْ
سوفَ أَكْبُرْ
من أنينِ اللوزِ حرفي
من بكاءِ القَيدِ حبري
ما قرأْتُمْ في جبيني
أنني "غولٌ" تمرّدْ؟!!
كنتُ طفلاً ذاتَ فجرٍ
كم كَبُرْتُ اليومَ جداً
عائِدٌ أمّاهُ إنّي
قد رضِعْتُ الموتَ دهراً
كبِّلوني
مزّقوني
اهزموا لي كلَّ حُلْمٍ
واتركوا لي نصفَ دفترْ
 « رجوع   الزوار: 1376

تاريخ الاضافة: 13-05-2013

.

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة مشاركة »

اسمك
ايميلك
تعليقك
4 + 1 = أدخل الناتج

.

جديد قسم ركن المقابلات

رحيل أم عزيز الديراوي.. رمز قضية اللاجئين الفلسطينيين المفقودين بلبنان

"المقروطة".. تراث فلسطيني أصيل

عندما اقتلعت العاصفة خيمة طرفة دخلول في ليلة عرسها ورحلة العذاب اثناء النكبة

أم صالح.. لبنانية تقود العمل النسوي في القدس منذ 70 عاما

الفنان التشكيلي محمد نوح ياسين يرسم عذابات اللاجئ الفلسطيني بخيط ومسمار

القائمة الرئيسية

التاريخ - الساعة

Analog flash clock widget

تسجيل الدخول

اسم المستخدم
كـــلمــة الــمــرور
تذكرني   
تسجيل
نسيت كلمة المرور ؟

القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك

عدد الزوار

انت الزائر :287307
[يتصفح الموقع حالياً [ 106
تفاصيل المتواجدون

فلسطيننا

رام الله

حطين

مدينة القدس ... مدينة السلام

فلسطين الوطن

تصميم حسام جمعة - 70789647 | سكربت المكتبة الإسلامية 5.2

 

جميع الحقوق محفوظة لرابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان ©2013