تَذوبُ الليالي احتِراقاً وقَهراً تُداهِمُ فينا شُروقَ الأمَل إليهِ إلى مَدرَجِ الروح إلى قِبلَةٍ.. مَسجِدٍ.. يُطِلُّ من السورِ "أقصى" يُضيءُ على القُدسِ نوراً بَقاءً.. خُلوداً أسيراً.. حَزيناً فَقد أبطلَ المُرجِفونَ فيهِ الصَلاة يُخاطِبُ فينا يَباسَ الإرادَةِ أينَ الجُموع.؟ تُراها تُداري عن البَذلِ سَبقَ الخُضوع.! ولم يَبقَ في الساحِ غير المُرابطِ طِفلٌ يُعانِقُ ظِلَّ التُرابِ يُناشِدُ من لا يَستطيع الفِداءَ.. الفِداء ولا مِن رَجاء يُراقِبُ ظِلَّ الذَبيح.. وَخطوُ النَبيِّ المَسيح يُقاتِلُ بِالصَدرِ لَحماً طَرِيّاً يَموتُ ويَحيا أما آنَ أن يَستَريح.! ويَنهضُ هذا المُحاصَرُ من مُفرداتِ الأسير حَنانيكَ "أقصى" الكَرامةِ صَبراً أراكَ تُطالِعُ من فَجوةِ الغَيم بهاءَ نَبيٍّ يعانقُ سَرجَ البُراق يُسافِرُ مِن مُوجِباتِ الزَمان إلى.. اللا زمان إلى الغَيبِ تلألأَ وَجهُ السَماءِ ضياء لِيُعلنَ أنَّ المَكان عبورٌ إلى "السِدرَةِ المُنتهى" وَأشكو أَنيني أذرُفُ في عَتمَةِ الصُبحِ دَمعي وأرجُفُ حتى رَقيقَ العِظام وألعنُ كلَّ المَمالكِ صَمتاً كُلَّ العَواصِمِ كُلَّ الكَراسي َكُلَّ البَغايا وَكُلُّ الذينَ أقاموا الحِصار وباعوا الدِيار
أما آن أن نستَردَّ الحَياة وأقصى إلينا يَعود.؟ أما آنَ لِلقُدسِ أن تَغتَسِل بِنورِ السَماء وَعزفِ النِداء وَهذا الضِياء وأصواتُ أهلي تُكبِّرُ غَوثاً.. أغيثوا وما مِن مُجيب سوى من يُعايِشُ ظَهرَ التُرابِ وبَطنَ التُراب أقولُ يقولُ المُعذّبُ في سَطوَةِ الأسر يقول الشهيد نقولُ كما قالَ جَدّ الرَسولِ لكَ الله يَحميكَ...
|