« فلسطيني من غزة يحول الأجهزة الكهربائية القديمة إلى أشياء قيمة »







يجلس الشاب الفلسطيني محمد عبد العال (25 سنة) إلى طاولة داخل ورشة والده المختصة في إصلاح الأجهزة الكهربائية بمدينة غزة، منهمكا في تحويل أجهزة معطوبة أو قديمة إلى أشياء ذات قيمة يمكن استخدامها.

يخصص عبد العال وقت فراغه لهذه الهواية التي يداوم عليها منذ طفولته، إذ يبحث عن الأجهزة الكهربائية القديمة التي يستحيل استخدامها مجددا، أو المعدات البالية المعروضة في الأسواق الشعبية أو ورش التصليح في قطاع غزة.

وتمكن الشاب الغزي خلال الفترة الماضية من تحويل عدد لا بأس به من الأجهزة البالية إلى أشياء ذات قيمة، مثل تحويل تلفزيون قديم عمره أكثر من 60 سنة إلى حوض سمك مجهز بإنارة خاصة، ويمكنه تشغيل الموسيقى في ذات الوقت، وتحويل جهاز خاص بتنظيف زجاج السيارة إلى رافعة، وغيرها من الأشياء التي يقوم بتوثيقها بالكاميرا ونشرها عبر قناة خاصة به عبر موقع "يوتيوب".

يقول عبد العال لـ"العربي الجديد"، إنه اكتشف تلك المهارة في سن العاشرة، لكنه لاحقا قرر تنمية الهواية، فبدأ تفكيك الأجهزة الكهربائية بغرض إصلاحها، أو إعادة تركيبها لتقوم بمهام أخرى جديدة غير التي كانت مخصصة لها.

لا يتوقف الشاب الغزي في البحث عن أجهزة جديدة للعمل على تطويرها، وجعلها أشياء يمكن استخدامها مجددا، على الرغم من بساطة الإمكانيات المتوافرة وضعف الأحوال المادية.

وقال: "الرغبة في إحياء الأشياء القديمة للاستفادة منها شكلت دافعاً لي لاستثمار هوايتي، والعمل على تعميمها عبر تصويرها، ثم نشرها عبر الإنترنت لتعليم الآخرين مراحل تفكيك المعدات والأجهزة، ومن ثم عملية الإصلاح أو التطوير، والشكل النهائي للعمل بعد الانتهاء منه".

ولا يخفي العشريني الفلسطيني أنه اكتسب مهارته بالأساس من العمل مع والده الذي يمتلك ورشة مختصة في إصلاح الأجهزة الكهربائية، والذي عمل على إكسابه هذا الحرفة قبل أن يقوم هو بتطويرها لاحقاً عبر المحاولات المتكررة.

وأوضح أنه "لا توجد مدة محددة لعملية تحويل المعدات القديمة والمعطوبة، إذ تستغرق العملية في بعض الأحيان عدة أسابيع، وعملاً يومياً، فضلاً عن توفر القطع والمعدات اللازمة للإنجاز بالشكل المطلوب".

وحول الصعوبات التي تواجهه، بيّن أن "نقص الإمكانيات في قطاع غزة المحاصر إسرائيلياً منذ سنوات، وعدم وجود المعدات والقطع اللازمة، أو ارتفاع ثمنها، تجعلني في بعض الأحيان أبحث عن أفكار بديلة ذات تكلفة أقل في ظل اعتمادي على جهدي الشخصي".


» تاريخ النشر: 31-10-2019
» تاريخ الحفظ:
» رابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان
.:: http://palteachers.com/ ::.